إكسون موبيل تقلص آلاف الوظائف في أكبر إعادة هيكلة منذ عقدين

أعلنت شركة إكسون موبيل الأمريكية، أكبر منتج مدرج للنفط في الولايات المتحدة، عن خطة جديدة لخفض نحو 2000 وظيفة حول العالم، أي ما يعادل ما بين 3% و4% من إجمالي قوتها العاملة، في إطار برنامج طويل الأمد لإعادة الهيكلة يهدف إلى رفع الكفاءة وتقليص التكاليف.
ووفقًا لتقرير وكالة بلومبرغ، جاء القرار في مذكرة داخلية وجهها الرئيس التنفيذي للشركة، دارين وودز، للعاملين، أكد فيها أن الخطوة تمثل جزءًا من سلسلة قرارات "صعبة" تهدف إلى تعزيز تنافسية الشركة وتوسيع الفارق مع منافسيها في سوق الطاقة العالمي.
وتخوض إكسون موبيل منذ عام 2019 مسارًا واسعًا لإعادة تنظيم عملياتها، بعدما تبين أن التوسع الكبير الذي أعقب اندماجها مع شركة "موبيل" قبل عقدين أوجد بيروقراطية مفرطة وتكرارًا في الخدمات والدعم الفني.
وعندما تولى وودز قيادة الشركة عام 2017، كانت تدير تسع وحدات وظيفية مستقلة نسبيًا، أما اليوم فأصبحت تعمل عبر ثلاث وحدات رئيسية فقط: الإنتاج، التكرير، والطاقة منخفضة الكربون، وجميعها تشترك في خدمات مثل الهندسة وتكنولوجيا المعلومات وإدارة المشروعات.
ويقول وودز إن تقليص الهياكل التنظيمية وتبسيطها أتاح للشركة تحسين الأداء وخفض التكاليف. ووفق بيانات الشركة، تمكنت إكسون من توفير نحو 13.5 مليار دولار سنويًا منذ 2019، وهو رقم يفوق وفورات جميع شركات النفط العالمية الكبرى الأخرى مجتمعة. وتخطط لزيادة هذا الرقم بنسبة 30% بحلول نهاية العقد.
وستعتمد إعادة الهيكلة على دمج المكاتب الصغيرة في مراكز إقليمية رئيسية، بحيث تركز هذه المراكز على مشاريع النمو الاستراتيجي مثل تطوير حقول النفط في غيانا، وتوسيع مشاريع الغاز الطبيعي المسال على ساحل الخليج الأمريكي، إضافة إلى نشاطات التداول العالمية.
وضمن هذه الخطة، كشفت الشركة مؤخرًا عن نيتها نقل موظفين من بروكسل وليذرهيد في المملكة المتحدة إلى لندن حيث يتركز نشاطها التجاري. وهذه الخطوات، بحسب وودز، ليست فقط وسيلة لتقليص النفقات بل أيضًا لتقوية الروابط بين فرق العمل وتحسين تبادل الخبرات وأفضل الممارسات عبر الوحدات المختلفة.
ويواكب القرار خطوات مشابهة من شركات تابعة لإكسون، إذ أعلنت شركة إمبريال أويل الكندية، المملوكة بنسبة تقارب 70% من قبل إكسون، عن خفض يقارب 20% من قوتها العاملة.
وبحسب أحدث البيانات، بلغ عدد موظفي إكسون نحو 61 ألف موظف بنهاية عام 2024، وهو انخفاض يقارب 20% مقارنة بعام 2019. أما "إمبريال أويل" فكان لديها حوالي 5100 موظف في نهاية العام نفسه.
وتأتي خطوة إكسون في وقت يشهد فيه قطاع النفط موجة تسريحات واسعة نتيجة هبوط أسعار الخام خلال العام الجاري بفعل زيادة المعروض من جانب منظمة "أوبك" وحلفائها.
فقد أعلنت شركات كبرى مثل شيفرون وكونوكو فيليبس وبي بي عن خطط لخفض آلاف الوظائف خلال الأشهر الماضية. إلا أن إكسون، وعلى خلاف منافسيها، تمضي في برنامج إعادة الهيكلة منذ سنوات، ما يجعل تسريحاتها جزءًا من مسار استراتيجي طويل الأمد وليس مجرد استجابة ظرفية لانخفاض الأسعار.
وفي مذكرته للعاملين، شدد وودز على أن هذه التغييرات "ستعزز ميزاتنا التنافسية وتوسع الفجوة مع المنافسين، بما يضمن استمرار ريادتنا لعقود مقبلة". لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول توقيت أو توزيع الخفض الوظيفي.
ويرى محللون أن استمرار إكسون في الاستثمار في مشاريع كبرى، بالتوازي مع تبسيط هياكلها التشغيلية، قد يمنحها مرونة أكبر في مواجهة التقلبات الدورية في أسواق الطاقة، كما يعزز قدرتها على التكيف مع التحولات العالمية نحو الطاقة منخفضة الانبعاثات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز