مسؤولة نفطية ليبية تكشف: عودة «إكسون موبيل» مبعث للاستقرار وانتعاش الصناعة

بعد سنوات من غياب الاهتمام الدولي بموارد الطاقة في ليبيا، تعود شركة «إكسون موبيل» بطموحات وآمال التوصل إلى اتفاق يمنحها حقوق استكشاف الغاز الطبيعي قبالة السواحل الليبية.
موقع "إنرجي إنتلجنس" المتخصص في أسواق الطاقة أشار في تقرير إلى أن الشركة الأمريكية العملاقة تتخذ خطوة استراتيجية للعودة إلى السوق الليبية بعد نحو عقد من الانقطاع، حيث تستعد للمشاركة في أول جولة عطاءات نفطية تطلقها المؤسسة الوطنية للنفط، بمشاركة أكثر من 40 شركة عالمية.
تفاؤل بالاستقرار
من جانبها تؤكد رئيسة قسم العقود السابقة بالمؤسسة الوطنية للنفط، نجوى البشتي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن ما ورد عن تقرير Energy Intelligence عن نية عملاق الصناعة النفطية إكسون العودة إلى ليبيا من جديد مبعث للتفاؤل بعودة الاستقرار السياسي ومن ثم انتعاش الصناعة النفطية، إذ إن مثل هذه الشركات العملاقة تبني استراتيجيتها وخططها بعيدة الأمد بناءً على دراسات معمقة ومعلومات موثوقة، فالجانب السياسي يلعب دورًا هامًا في اتخاذ هكذا قرارات.
انسحاب وعودة
وتابعت البشتي في تصريحاتها، أن الشركات الأمريكية وعلى رأسها "إكسون موبيل" كانت قد انسحبت من ليبيا عام 1982 بناءً على قرار سياسي، ثم عاودت من جديد بعد انتهاء أزمة لوكربي والتغيير في السياسة الاقتصادية للبلاد منذ 2002/2003.
وأشارت البشتي إلى أن الشركة، ومن خلال جولات العطاء العام المُعلن، فازت بقطع استكشاف بحرية وبرية من خلال جولات الإعلان العام للمؤسسة الوطنية للنفط التي أُقيمت بين 2004–2006، وبدأت بالفعل بالحفر في بعض القطع البحرية في الجانب الشرقي من البلاد، إلا أنها قررت الانسحاب من ليبيا مع نهاية 2012/2013، وبالتزامن مع مقتل السفير الأمريكي آنذاك وتدهور الأوضاع الأمنية. ولا ندري حقيقةً إذا ما كان هناك من رابط ما بين انسحاب "إكسون" من ليبيا والأوضاع الأمنية والسياسية، أم أنه قرار اتُخذ بناءً على أسباب اقتصادية بحتة.
نهاية شبهات الفساد
ونوهت بأن هذه الشركات كانت تُصر على ضرورة الالتزام بالشفافية والحوكمة في إدارة القطاع النفطي، وهذا ما لم يكن بالإمكان حينها نتيجة لتدخل عدة أطراف في عمل المؤسسة، وتحولت إلى أداة في يد الميليشيات التي تحركها أطراف دولية وإقليمية لها مطامع في النفط الليبي، ما يمكن تفسيره على أن شبهات الفساد دفعت بعض هذه الشركات للانسحاب.
تنافس إقليمي
وشددت على أن توجه هذه الشركات العملاقة، الأمريكية منها والأوروبية، للعودة إلى السوق الليبي، يدل على تحسن في السوق ورؤية للاستقرار، من جهة، ومن جهة أخرى، يحد من مطامع الأطراف الإقليمية وشركاتها التي تحاول الاستكشاف والتواجد كمنافس في مناطق امتياز هذه الشركات التي انسحبت في وقت سابق.
وجددت المسؤولة الليبية السابقة التأكيد على ضرورة التصدي للممارسات السلبية المرفوضة التي أقدمت عليها بعض الدول وشركاتها في وقت سابق، والتي أسهمت في انحدار مستوى أداء القطاع النفطي لمدة تصل إلى عقد ونيف، من خلال التدخل في إدارة شؤون هذا القطاع من خلال بعض الشخصيات المفروضة، سواء من الميليشيات أو من بعض دول إقليمية معلومة ومحددة.
وفي أواخر يوليو/ تموز الماضي، زار مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وأفريقيا مسعد بولس ليبيا، حيث شهد توقيع اتفاقية بقيمة 235 مليون دولار بين السلطات الليبية وشركة "هيل إنترناشيونال"، ضمن مشاريع البنية التحتية.
وبلغ إنتاج ليبيا من النفط والغاز مستويات قياسية، حيث أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط ارتفاع معدلات الإنتاج اليومية لتبلغ 1.4 مليون برميل من النفط الخام، بينما سجل إنتاج المكثفات 53.4 ألف برميل، وبلغ إنتاج الغاز نحو 2.566 مليار متر مكعب يوميًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز