الـ«إف16».. قدرات طيار أنقذتها من مصير مظلم ووضعتها على القمة
بعد 50 عاما من رحلتها الأولى ما زالت المقاتلات إف 16 الأمريكية تثبت جدارتها التي جعلتها لا تزال طائرة مهمة ومطلوبة بشكل كبير.
ففي يناير/كانون الثاني 1974، قامت المقاتلة الأمريكية إف 16 برحلتها الأولى على الإطلاق والتي كادت أن تنتهي بكارثة تقضي على مستقبل الطائرة قبل أن يبدأ ولولا التفكير السريع للطيار الذي اختبرها لما نجحت إف16 في إكمال رحلتها المصيرية الأولى ولما نجحت في الاستمرار 50 عاما.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها إن الطيار فيل أوستريتشر صعد إلى قمرة القيادة للنموذج الأولي للطائرة في قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا في 20 يناير 1974 كان مطلوبا منه اختبار قوة محركها على الأرض.
وعندما رفع أوستريشر مقدمة الطائرة قليلاً، بدأت في التدحرج بشكل حاد فأدرك أن عليه التحليق في الجو بسرعة كبيرة قبل أن تتحطم الطائرة وبعد لحظات تمكن من زيادة السرعة لينطلق النموذج الأولي لـ"إف16" في الهواء ويكمل رحلة غير متوقعة مدتها ست دقائق قبل أن يهبط مرة أخرى في القاعدة الجوية.
وبعد مرور خمسين عامًا، خرجت أكثر من 4600 طائرة من طراز إف16 من خطوط الإنتاج في المصنع الذي يواصل حتى الآن إنتاج الطائرة التي كان لتصميمها تأثير دائم على الطيران المدني بعد استخدامها تقنيات جديدة باتت شائعة في طائرات الركاب.
وفي أي وقت على مدار اليوم ستكون فرصة لأن تكون هناك طائرة إف16 تحلق في مكان ما حول العالم فمنذ دخولها الخدمة مع القوات الجوية الأمريكية عام 1978، جرى استخدامها بواسطة 25 قوة جوية من النرويج إلى تشيلي، ومن المغرب إلى سنغافورة.
وفي عام 2023، بعد 45 عامًا من دخولها الخدمة، ظلت أكثر من 800 طائرة إف16 تحلق مع القوات الجوية الأمريكية.
والطائرة إف16 جرى تصميمها لتكون مقاتلة صغيرة وخفيفة الوزن وفائقة الذكاء وهو ما مكنها من لعب أدوار متزايدة مثل الهجوم الأرضي والشحن البحري والاستطلاع بالصور وصيد قاذفات الصواريخ أرض-جو.
ومنذ عام 2015، أصبحت الطائرة العسكرية ذات الأجنحة الثابتة الأكثر عددًا في العالم؛ ويُعتقد أن أكثر من 2000 طائرة إف16 لا تزال قيد الاستخدام النشط على مستوى العالم في الوقت الراهن.
ومع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022، طالبت كييف بالحصول على أسلحة حديثة من الغرب وكان من بين طلباتها طائرات إف16 ويتدرب الطيارون الأوكرانيون حاليًا عليها في الدنمارك على أن يبدأ تسليم المقاتلات في الصيف.
وفي أوائل شهر يناير/كانون الثاني الجاري، أصبحت سلوفاكيا أحدث دولة تتسلم أولى طائراتها من طراز إف16.
ويرجع استمرار الطلب على المقاتلات إف16 إلى الجوانب المبتكرة في تصميمها وأيضا إلى الدروس المستفادة من القتال الجوي في فيتنام والتي كانت السر وراء خروج الطائرة إلى النور.
فمع اندلاع حرب فيتنام عام 1965، واجهت المقاتلات الأمريكية مقاتلات صغيرة ورشيقة من طراز ميغ سوفياتية الصنع والتي بدت قديمة لكنها كانت خصما قويا في حالة القتال من مسافة قريبة تمنع المقاتلين الأمريكيين من استخدام صواريخهم كما كان من السهل اكتشاف المقاتلات الأمريكية الكبيرة من مسافة بعيدة عكس طائرات الميغ الصغيرة.
وبالتالي كان المطلوب إنتاج طائرة صغيرة ورشيقة يمكنها إسقاط طائرات العدو بصواريخ حرارية ومدفع وفي ظل التنافس بين 5 تصميمات تمكن نموذج إف16 من الفوز في النهاية.
وكان الاسم المستعار لإف16 هو "الصقر المقاتل"، لكن لم يستخدمه أحد وبدلا من ذلك أطلق عليها "الأفعى" بسبب تشابها مع سفن فضاء "الأفعى الاستعمارية" التي ظهرت في مسلسل تليفزيوني شهير نهاية السبعينيات.
وغالبًا ما يصف الطيارون إف16 بأنها سهلة الطيران بفضل نظام الطيران السلكي، وهيكل الطائرة القوي، مع أجنحة كبيرة لتوليد الرفع.
وبدلا من إف16 بدأت القوات الجوية في أمريكا وفي بعض دول حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في استخدام الطائرات إف35.
aXA6IDk4LjgwLjE0My4zNCA= جزيرة ام اند امز