أيام وتنطلق قمة المناخ.. ما الذي تحقق من تعهدات COP26؟
عام مضى على محادثات الأمم المتحدة حول المناخ التي عقدت في جلاسجو، COP26 ،طرح خلالها خطط وتعهدات كثيرة، لكن ما الذي تحقق منها؟
خفض الانبعاثات
وافقت نحو 200 دولة في (كوب26) على تحسين تعهداتها بشأن خفض الانبعاثات، لكن لم تلتزم بذلك سوى 24 دولة حتى الآن. ويسير العالم في مسار تخطي متوسط ارتفاع درجات الحرارة درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
من بين الدول التي تحسنت مستويات خفض الانبعاثات بها إندونيسيا وكوريا الجنوبية وأستراليا، إذ تعهدت هذه الدول بخفض الانبعاثات بنسبة 43 بالمئة بحلول عام 2030 مقارنة بالمستويات المسجلة فيها عام 2005.
- بدء العد التنازلي لـ COP27.. شرم الشيخ مدينة خضراء
- تداعيات كارثية للتغير المناخي على أوروبا.. 145 مليار يورو خسائر
ويخطط الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، وهو ثالث أكبر مسبب للتلوث في العالم، لتحسين تعهده تخفيض الانبعاثات في عام 2023.
إزالة الغابات
تعهدت أكثر من 100 دولة العام الماضي بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030.
وتضمنت الدول الداعمة للتعهد البرازيل وإندونيسيا والكونجو، التي تحتوي مجتمعة على أكثر من 80 بالمئة من الغابات الاستوائية المتبقية في العالم.
لكن لتحقيق ذلك الهدف، كان يستلزم تقليص المنطقة التي تزال منها الغابات بنسبة عشرة بالمئة كل عام بدءا من عام 2020.
ولكن بدلا من ذلك، انخفضت نسبة إزالة الغابات العام الماضي بنسبة 6.3 بالمئة فقط، وفقا لمنصة الإعلان عن إزالة الغابات التي تتعقب التقدم المحرز في هذا الصدد.
ووصل مستوى إزالة الغابات في الأمازون إلى أعلى مستوياته منذ عام 2006، وتشير البيانات الحكومية الأولية إلى ارتفاعه بنسبة 23 بالمئة في التسعة أشهر الأولى من 2022.
غاز الميثان
حتى اللحظة، انضمت 119 دولة وتكتلا، ومن بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى تعهد مؤتمر كوب26 لخفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30 بالمئة عن مستويات 2020 بحلول عام 2030. ولكن 15 منها فقط طرحت خططا واقعية لفعل ذلك، وفقا لتقرير صادر هذا الشهر عن المعهد الدولي للموارد.
ومن المتوقع أن تقدم عدة دول استراتيجيات تتعلق بخفض غاز الميثان بحلول انعقاد مؤتمر كوب27 في مصر. وقد تطرح الصين أيضا مستجدات حول خطتها لبدء مراقبة انبعاثات غاز الميثان، وهو تعهد قطعته على نفسها بموجب الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين المعلن عنه في جلاسجو.
الوقود الأحفوري
تعهدت حوالي 20 دولة، منها ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا، في نوفمبر تشرين الثاني الماضي بوقف التمويل العام لمشاريع الوقود الأحفوري خارج أراضيها بحلول نهاية عام 2022، إلا في ظروف "محدودة" تتوافق مع أهداف المناخ.
ومن المتوقع أن يشهد مؤتمر كوب27 اشتراك مجموعة دول جديدة في التعهد.
كما تواجه الدول الموقعة ضغوطا لتحويل الالتزامات غير الملزمة قانونيا إلى سياسات واقعية، وهو ما فعلته بعض الدول ومنها فرنسا.
100 مليار دولار
تسبب عجز الدول الغنية عن تقديم التمويلات التي تعهدت بها إلى الدول الأفقر في تقويض الثقة في محادثات المناخ الأخيرة وزاد من صعوبة إحراز تقدم على المستوى الجماعي.
ويعود جوهر المشكلة إلى تعهد في عام 2009 من الدول المتقدمة بمنح الدول الأكثر فقرا 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020. وأصبح المبلغ رمزيا، على الرغم من انخفاضه كثيرا عن المبالغ الواقعية اللازمة للدول الفقيرة لمواكبة الآثار القاسية لتغير المناخ.
وتخلفت الدول الغنية بمبلغ قيمته 16.7 مليار دولار عن المبلغ المستهدف في 2020 وأشارت إلى أنه لن يتم الوفاء به قبل عام 2023. وتشير تحليلات الحكومتين الألمانية والكندية إلى أن الدول الغنية ستقدم أكثر من 100 مليار دولار في الأعوام التالية لعام 2023.
الأنشطة الخضراء
يؤدي تحالف جلاسجو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري، الذي تأسس قبل محادثات الأمم المتحدة العام الماضي، دور المجموعة المظلية لشركات الخدمات المالية المتطلعة إلى تحقيق صافي انبعاثات صفري عبر مؤسساتها.
وبلغ عدد أعضاء المجموعة الآن 550 عضوا، ومن بينهم أكبر البنوك وشركات التأمين وشركات إدارة الأصول العالمية الرائدة، ويصل مجموع أصولها إلى ما يزيد عن 150 تريليون دولار.
ووضعت 118 شركة لإدارة الأصول و44 مالكا للأصول و53 بنكا، منذ انضمامها، أهدافا قصيرة الأجل لخفض الانبعاثات، ويتوقع فعل المزيد في الشهور المقبلة.
وأطلق التحالف، الذي يقوده مارك كارني المحافظ السابق لبنك إنجلترا، مجموعة مشروعات لتعجيل التغيير في الاقتصاد الحقيقي، ومن بينها مشروعات للمساعدة في وضع معايير وأطر عمل للكشف وتحديد الأهداف.