بعد تسليم نفسه.. هل يطوي فضل شاكر صفحة الماضي قريبًا؟

تعيش الساحة الفنية اللبنانية حالة من الترقب الحذر بعد خطوة الفنان فضل شاكر غير المتوقعة بتسليم نفسه للسلطات اللبنانية، السبت الماضي، في خطوة وُصفت بأنها بداية نهاية واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في المشهد الفني والسياسي بلبنان.
فالقضية التي شغلت الرأي العام منذ أكثر من عقد، دخلت الآن مرحلة جديدة من إعادة المحاكمة، بعد أن سُلّمت ملفاتها مجددًا إلى القضاء للنظر فيها من نقطة الصفر، ما يعني — قانونيًا — أن الإجراءات ستستغرق وقتًا قبل صدور أي حكم نهائي. ومع ذلك، تشير تحليلات قانونية لبنانية إلى أن الملف قد يُسوّى في وقت أقصر مما يتوقعه البعض، في ظل ما يُقال عن "ترتيبات مسبقة" تمهد لتسوية القضية بصورة هادئة ودون ضجيج إعلامي.
وبحسب مصادر مقربة من أسرة الفنان، فإن فضل شاكر لم يتخذ قراره إلا بعد حصوله على ضمانات عربية وخارجية تضمن مثوله أمام محكمة عادلة، بعيدة عن التجاذبات السياسية التي طغت على محاكمته السابقة. وأوضحت المصادر أن هناك نية لإجراء الجلسات القضائية بعيدًا عن الإعلام، دون حضور الكاميرات أو الصحفيين، لتجنب أي توتر أو تشويه للرأي العام أثناء سير الإجراءات.
القضية التي أُلصقت بالفنان تتعلق بعدة اتهامات، بينها حمل السلاح والانضمام إلى مجموعات مسلحة، وهي تهم نفاها مرارًا في أكثر من مناسبة إعلامية. كما أُشير إلى أن القضاء اللبناني كان قد برّأه من تهمة القتال ضد الجيش اللبناني عام 2018، وهو ما يؤكد أن المسار الحالي يتركز حول ملفات ثانوية تتعلق بترويع المواطنين والاشتراك في تشكيل جماعات غير شرعية.
وفي سياق متصل، نقلت مصادر لبنانية أن شاكر كان يُمهد لهذه الخطوة منذ شهور عبر تسريبات إعلامية متكررة عن رغبته في تسليم نفسه، خاصة بعد خلافات حادة عاشها داخل مخيم عين الحلوة الذي كان يقيم فيه منذ سنوات. هذه الخلافات، وفقًا للمصدر، شكّلت ضغطًا متزايدًا عليه وجعلته يفضّل تسوية ملفه القانوني والمغادرة بعدها إلى خارج لبنان.
وأكدت المصادر أن الفنان اللبناني ينوي مغادرة البلاد نهائيًا فور الانتهاء من إجراءات محاكمته، حفاظًا على سلامته الشخصية من أي محاولات استهداف أو مضايقات مستقبلية، مشيرة إلى أن أسرته تُبدي ثقة تامة في براءته النهائية، وأنه يسعى لفتح صفحة جديدة في حياته الفنية والإنسانية بعد سنوات طويلة من العزلة والجدل.