بعد سنوات الغياب.. فضل شاكر يطوي صفحة المخيم ويعود إلى حضن الدولة

في مشهدٍ طال انتظاره، أنهى الفنان اللبناني فضل شاكر سنواتٍ من الغياب بعد أن سلّم نفسه طواعيةً للجيش اللبناني، في خطوة تُمهّد لإغلاق ملفه القضائي وفتح صفحة جديدة من حياته التي ظلّت عالقة بين الفن والقضاء لأكثر من 12 عاماً.
رسالة محمد شاكر: “إن مع العسر يسراً”
جاء الحدث مصحوباً بلحظة إنسانية مؤثرة، إذ علّق نجله الفنان محمد شاكر على ما جرى بطريقة غير مباشرة عبر “ستوري” في حسابه على “إنستغرام”، حيث كتب: “إن مع العسر يسراً”، وأرفقها بصورة جمعته بوالده، ظهر فيها فضل نائماً على حضنه.
خطوة لإنهاء الملف القضائي
وأوضح مصدر قضائي أن شاكر، الذي أمضى أكثر من عقد متخفياً داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، سلّم نفسه للجيش اللبناني تمهيداً لإنهاء ملفه القضائي.
وأضاف أن المغني اللبناني، واسمه الحقيقي فضل شمندور، كان قد صدرت بحقه أحكام بالسجن على خلفية قضايا تتصل بالإرهاب، فيما أكد مقربون منه أنه مؤمن ببراءته ويثق في عدالة القضاء اللبناني الذي سينصفه هذه المرة.
أحلام الشامسي تدعم فضل شاكر
بالتزامن مع تطورات القضية، وجّهت الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي رسالة دعم إلى فضل شاكر ونجله محمد عبر تدوينة نشرتها في منصة “إكس”، قبل ساعات من إعلان شاكر تسليم نفسه رسمياً للسلطات اللبنانية.
وقالت أحلام إن شاكر يمتلك “صوتاً مخملياً لا ينافسه أحد منذ زمن بعيد”، معتبرة أن نجاحه ونجاح نجله محمد يمثلان “فخراً للفن والموسيقى العربية”.
ولقيت رسالتها تفاعلاً واسعاً بين الجمهور، الذي رأى فيها موقفاً إنسانياً يعبّر عن تضامن فني نادر الحدوث في مثل هذه الظروف.
من نجم الغناء الرومانسي إلى الغياب الطويل
وُلد فضل شاكر عام 1969 في مدينة صيدا لوالد لبناني وأم فلسطينية، وبدأ مسيرته الغنائية في تسعينيات القرن الماضي، ليصبح خلال سنوات قليلة أحد أبرز الأصوات العربية في الأغنية الرومانسية، بأعمالٍ خالدة مثل “يا غايب” و”راجعين”.
لكن مسيرته الفنية توقفت فجأة عام 2012، حين أعلن اعتزاله الغناء بعد تقربه من الشيخ أحمد الأسير، قبل أن تتفجر في يونيو/ حزيران 2013 اشتباكات دامية بين أنصار الأسير والجيش اللبناني في منطقة عبرا قرب صيدا، أسفرت عن مقتل 18 عسكرياً و11 مسلحاً.
عقب تلك الأحداث، توارى شاكر عن الأنظار داخل مخيم عين الحلوة، حيث عاش هناك متخفياً لسنوات طويلة.
أحكام قضائية ومرافعات مستمرة
في عام 2020، أصدر القضاء العسكري اللبناني حكمين غيابيين بحقه: الأول بالسجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية بتهمة “التدخل في أعمال إرهابية”، والثاني بالسجن 7 أعوام وغرامة مالية لتهمة “تمويل جماعة الأسير وتأمين الأسلحة والذخائر لها”.
ورغم تلك الأحكام، ظل شاكر يؤكد عبر محاميه براءته من جميع التهم، مشدداً على أنه لم يشارك في أي أعمال مسلحة أو إطلاق نار ضد الجيش، وأن التهم الموجهة إليه بنيت على سوء فهم وظروف سياسية معقدة.
عودة فنية حذرة وتألق جديد
ورغم ابتعاده القسري، عاد فضل شاكر تدريجياً إلى الساحة الغنائية خلال الأعوام الأخيرة بعد إطلاق عدد من الأغنيات التي لاقت نجاحاً كبيراً، أبرزها أغنية “كيفك ع فراقي” التي قدّمها بمشاركة نجله محمد، وحققت أكثر من 113 مليون مشاهدة عبر قناته الرسمية في “يوتيوب” منذ طرحها في يوليو/ تموز الماضي.
ويُعد هذا التعاون الفني بين الأب والابن من العلامات الفارقة في رحلة شاكر نحو استعادة مكانته الفنية، التي لطالما ارتبطت بالصوت الدافئ والإحساس العالي الذي ميّزه منذ بداياته.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg
جزيرة ام اند امز