وزير القدس لـ"العين الإخبارية": إعلان أبو ديس عاصمة لفلسطين طرح ساذج
حوار مع وزير القدس فادي الهدمي، تطرق لمحاور عدة حول المدينة المحتلة، في ظل خطة السلام الأمريكية.
في قلب كل فلسطيني، تعلق ذكريات مريرة مع الاحتلال الإسرائيلي تعاند النسيان وتأبى الاضمحلال.
وزير شؤون القدس فادي الهدمي واحد من أبناء فلسطين ممن لم تشفع لهم مناصبهم واعتباريتهم، فتعرض للاعتداء من قبل المحتل، واُعتقل في أكثر من مرة، ومع كل ذلك كان ولا يزال صامدا ثابتا على المبدأ، متمسكا بالقضية.
هكذا بدا الوزير الهدمي في حوار أجراه معه مراسل "العين الإخبارية" بالقدس المحتلة، تطرق فيه إلى أكثر من محور، بينها ما أثير مؤخرا في خطة السلام الأمريكية أو ما يعرف بـ"صفقة القرن".
الطرح "الساذج"
عند الترتيب لإجراء حوار مع وزير شؤون القدس، كان لا بد من سؤاله عن "صفقة القرن" وما تضمنته من دولة فلسطينية مقطعة الأوصال.
الهدمي وصف طرح بلدة أبو ديس عاصمة لفلسطين في خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي، بأنه "ساذج وضرب من ضروب الخيال".
وقال: "عندما نتحدث عن عاصمة دولة فلسطين، فإننا نتحدث عن قلب مدينة القدس، عن البلدة القديمة، عن كل الأماكن المقدسة".
وأضاف: "طرح بلدة أبو ديس شرق القدس عاصمة لفلسطين ساذج وضرب من ضروب الخيال"، مستطردا أن "القدس بقلبها وحدودها معروفة، وكل ما عدا ذلك هو انتقاص من الحقوق الثابتة والمكفولة للفلسطينيين في المدينة حسب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بأن القدس هي مدينة تم احتلالها عام 1967".
وحين سئل عن المواقف العربية حيال القدس، سارع للإشادة بها، قائلا: "الموقف الأخير المتمثل بقرار جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بشأن القدس وفلسطين عبّر عن ما يدور في خلد الشعوب تجاه القدس".
واستنادا إلى تلك المواقف، دعا الهدمي العالمين العربي والإسلامي إلى شد الرحال للقدس في هذه "اللحظة الفارقة"، و"التضامن مع المقدسيين في هذه الظروف الصعبة والحالكة".
وأعرب الوزير عن فخرهم كفلسطينيين بأنهم رأس حربة في الدفاع عن القدس "لكن المدينة المحتلة ببعدها العربي والإسلامي هي لكل المسلمين والعرب".
ومن هذه الجزئية الأخيرة، بدا الوزير واثقا بأن "القدس ستبقى حاضرة في وجدان الشعوب العربية والإسلامية".
ومع ذلك، رأى أن "العاطفة والحب للقدس تفرض ترجمة قرارات القمم العربية على أرض الواقع، من خلال مشاريع وزيارات وفود ودعم مستمر للمقدسيين على كل الأصعدة".
أيام "صعبة"
وعن الوضع الميداني في القدس، تطرق الوزير إلى التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بالمدينة المحتلة.
وقال: "نحن أمام حالة من المنهجية الإسرائيلية في الهجوم على كل المفاصل في القدس، بهدف فرض واقع جديد وفرض سيادة إسرائيلية يهودية على المدينة".
لكنه نوه بـ"صمود المقدسيين بوجه تلك الانتهاكات، ووعيهم الكامل بما يحاك ضد القدس"، محذرا من "الأيام الصعبة" التي ستعيشها القدس حتى انتخابات الكنيست المقررة الشهر المقبل، والثمن الذي سيدفعه أهلها من تنكيل وغطرسة ستتخذها إسرائيل وقودا للسباق النيابي.
القدس وأوروبا
الموقف الأوروبي إزاء القدس كان محط إشادة أيضا عند الوزير الهدمي، وخاصة الموقف الإيجابي من مبدأ حل الدولتين وتطبيق قرارات الأمم المتحدة.
لكن الفلسطينيين ينشدون الأكثر من الأوروبيين، فهم -بحسب الوزير- يأملون بترجمة التصريحات والأقوال على الأرض من خلال لجم الاحتلال ومحاصرته، ومتابعة وملاحقة كل الانتهاكات الإسرائيلية وخصوصا في القدس، من قبل دول الاتحاد الأوروبي.
لا انتخابات بدون القدس
وبخصوص مستجدات الموقف الإسرائيلي من الانتخابات في القدس، شدد الهدمي على "وجود إرادة فلسطينية لإجراء الانتخابات، لكن موقفنا واضح بعدم إمكانية إجراء هذه العملية في ظل التعنت الإسرائيلي وعدم الرد في أن يمارس المقدسيون حقهم الطبيعي بالانتخاب في مدينتهم".
وبالنسبة له، فإن "هناك تجارب سابقة جرت فيها الانتخابات في القدس، وبالتالي فإن قرار الرئيس محمود عباس بإجرائها جدي وحيوي، غير أن هناك معيقات إسرائيلية، وأيضا بعد الإعلان عن صفقة القرن لا يمكن الحديث عن أي انتخابات لا تكون القدس حاضرة فيها بقوة".
واختتم: "أي انتخابات بدون القدس هو تماشي مع صفقة القرن والمخططات الإسرائيلية بالهيمنة على المدينة وهذا أمر مرفوض".
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز