اليورو المزيف يهدد اقتصادات أوروبا

تتجاوز عمليات تزييف العملات الورقية والمعدنية حدود الدول النامية، خصوصا اليورو، حيث تسحب سنويًا آلاف العملات المزيفة من التداول.

وأعلن البنك المركزي الألماني أن الشرطة وتجار التجزئة والبنوك قد سحبوا حوالي 56600 ورقة نقدية مزيفة من اليورو من التداول في ألمانيا، وفقًا لصحيفة "دير شبيغل" الألمانية.

• أكبر قطاع صناعي في أوروبا ينضم لقائمة ضحايا «البحر الأحمر»
•  التضخم يضرب منطقة اليورو.. ارتفاع مستمر في أسعار الخدمات والغذاء 

وأوضح أحد أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الألماني، بوركهارد بالز، أن زيادة عدد العملات المزيفة تعود إلى عدد قليل من حالات الاحتيال الكبيرة، خاصةً مع الأوراق النقدية المزيفة من فئتي 200 و500 يورو.

وأكد بالز أن خطر تعرض المواطنين العاديين للنقود المزيفة لا يزال منخفضًا، على الرغم من العدد الكبير من العملات المزيفة. 

ووفقًا لحسابات البنك المركزي الألماني، فإنه في المتوسط، ستكون هناك 7 عملات مزيفة لكل 10000 نسمة في ألمانيا في عام 2023.

وقال بالز إن الأرقام بعيدة عن أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2015"، ففي ذلك الوقت، تم سحب 95400 ورقة من التداول في ألمانيا.

ووفقًا للبنك المركزي الألماني، سجلت العملات المعدنية المزيفة زيادة كبيرة في عام 2023، حيث تم سحب حوالي 116000 عملة معدنية من التداول، مقارنة بـ73000 في العام السابق.

ويفسر البنك المركزي الألماني ذلك بأن بعض الشركات جمعت أموالًا مشبوهة على مدى فترة طويلة ولم تقدمها إلى البنك المركزي الألماني في العام الماضي. 

بالإضافة إلى ذلك، تظهر العملات المعدنية المزيفة من فئة 2 يورو بشكل متزايد.

وفي العام الماضي، تسببت قضايا الاحتيال التي تنطوي على فئات 200 و500 يورو في ارتفاع الأرقام، حيث تم استخدامها في الاحتيال على بائعي السلع الفاخرة مثل المجوهرات والساعات والسيارات. 

ونتيجة لذلك، تضاعفت حجم الأضرار تقريبًا من 2.7 مليون يورو في عام 2022 إلى 5.1 مليون يورو في العام الماضي، وأعلى ضرر محسوب سجل في ألمانيا كان في عام 2004 وبلغ 6.1 مليون يورو.

وعلى الرغم من توقف إنتاج وإصدار الأوراق النقدية من فئة 500 يورو في عام 2019، فإن الأوراق النقدية الأرجوانية التي لا تزال متداولة لا تزال عملة قانونية.

ويكشف التحليل، الصادر عن البنك المركزي الألماني، عن خدعة بسيطة يمكن استخدامها لحماية نفسك من الضرر الأكبر الذي تسببه النقود المزيفة، وهي رفض قبول الفئات الكبيرة.

وأشار البنك المركزي الألماني إلى أنه "يجب عليك بالتأكيد مقاومة الردة الأولى التي تتمثل في مجرد قبول الأوراق النقدية المشكوك فيها، حيث يعاقب على نقلها تمامًا مثل طرحها في السوق".

وفي أوروبا، ارتفع عدد الأوراق النقدية المزيفة المضبوطة بشكل ملحوظ في العام الماضي بنسبة 24.2% ليصل إلى 467000، وفقًا لصحيفة "دير شبيغل".

وفي المتوسط، كان هناك 14 ورقة نقدية مزيفة لكل 10000 ساكن، وزاد حجم الأضرار الناجمة عنها من 21.5 مليون يورو إلى 25 مليون يورو سنويًا.