الصقارة والصقور.. إرث حاضر في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية (خاص)

يظل الصقر رمزًا للصحراء ورفيقًا وفيًّا للأجداد في رحلات الصيد، ومكوّنًا أساسيًا من مكونات الهوية الثقافية الإماراتية.
وفي معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025، تتصدّر الصقارة مشهد التراث والمهارة، حيث تتجه الأنظار نحو مزادات النخبة ومزارع الصقور المشاركة التي تستقطب المهتمين من مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، التقت "العين الإخبارية" مع حسن القحطاني، مدير مؤسسة الظفرة للصقور، الذي قال: "نحن مشاركون منذ انطلاقة المعرض قبل 24 عامًا، لكن دعم الشيوخ كان له الأثر الكبير، حيث أتاحوا فرصًا لتقديم جوائز لمن يشتري الصقور من المعرض، وهو دعم مهم للتجار والمربين".
وأضاف القحطاني: "الدولة وفّرت خدمات عديدة، واليوم الصقور تحظى بطلب كبير كونها تمثل إرثًا شعبيًا أصيلًا. في السابق لم تكن ملكية الصقر موثقة، أما اليوم فنحن في المزرعة نوفر شرائح إلكترونية تحلّ محل أوراق الملكية، ما يسهل عملية التنظيم والتوثيق".
وأوضح أن التهجين أسهم في تنوّع أنواع الصقور، حيث تُستخدم في الصيد وفي مسابقات مرموقة ذات جوائز مجزية، مضيفًا: "لا شيء صعب في هذا المجال، فمع الالتزام بالمواعيد والتدرّب مع الصقارين واكتساب الخبرة، يستطيع المربي أن ينجح".
واختتم القحطاني حديثه موجهًا الشكر إلى القيادة الرشيدة على دعمهم المتواصل للزوار ومربي الصقور، مؤكّدًا أن هذا الدعم أسهم في ترسيخ مكانة المعرض كمنصة عالمية للصقارة والتراث.
وتنظم مجموعة أدنيك، إحدى شركات مدن، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، النسخة الأكبر في تاريخ المعرض هذا العام، ببرنامج حافل يغطي 15 قطاعًا متخصصًا. ويواصل الحدث ترسيخ مكانته كأبرز ملتقى من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مخصص للاحتفاء بالتراث الثقافي الإماراتي وتعزيز ممارسات الصيد المستدام والفروسية وصيد الأسماك والأنشطة الخارجية.
ويستضيف المعرض نخبة من الخبراء والعارضين من مختلف أنحاء العالم، من شركات وعلامات تجارية رائدة محليًا وعالميًا. كما يفتح أبوابه أمام جمهور واسع للتعرف إلى قطاعات متنوعة تشمل الفروسية، الصقارة، الرماية، التخييم، السياحة البيئية، رحلات السفاري، صيد الأسماك والرياضات البحرية، إضافة إلى الفنون والحرف اليدوية. ويقدم ورش عمل متخصصة وعروضًا حية تحيي الممارسات التراثية مثل الصيد بالصقور، سباقات الهجن، صيد السلوقي وركوب الخيل، في تجربة تجمع بين روح الأصالة وابتكارات العصر.
الفعاليات الثقافية والعروض التاريخية التفاعلية تمنح الزوار تجربة ثرية تتناسب مع مختلف الأعمار، بينما تمثل ساحة آرينا القلب النابض للحدث، حيث تحتضن عروضًا ومزادات ومسابقات، منها عرض "هورس ماستر ليبرتي" الذي يقدمه نجم هوليوود علي العامري، ومزاد حصري للخيول العربية والإبل، وأربع مزادات للصقور. كما يشهد الجمهور فعاليات جديدة مثل سباقات السلوقي العربي، محاكاة صيد الصقارة والطيور الجارحة المنغولية، واستعراضات للإبل البدوية التقليدية.
ويشكل "مركز المعرفة" محطة أساسية للزوار، حيث يقدم تجربة تعليمية وتفاعلية عبر ورش عمل وعروض في الصيد بالصقور والفروسية ومهارات البقاء والاستكشاف البحري، إلى جانب إبراز الصيد الأخلاقي والسياحة المستدامة. وبهذا يقدم المعرض منصة متكاملة تمزج بين التراث والمغامرة والابتكار، مع فرص استثنائية للتواصل مع أبرز المصنعين والموردين العالميين.