"خريف الإخوان".. سقوط أقنعة التنظيم السري بمعرض الجزائر للكتاب
كتاب "خريف الإخوان" للكاتب الإماراتي محمد الحمادي محط الأنظار في معرض الجزائر الدولي للكتاب
إماطة اللثام عن مخططات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، تعتبر إحدى العلامات البارزة للنسخة الـ22 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، عبر عدة عناوين ناقشت الفكر التخريبي للتنظيم الإرهابي وغيره من جماعات التطرف بجرأة كبيرة.
إلا أن الهزة التي أحدثها منجز الكاتب الإماراتي محمد الحمادي "خريف الإخوان" كانت الأكبر كونها أسقطت أقنعتهم كما تتساقط أوراق الخريف.
احتشد كتاب الحمادي الذي صدر العام الماضي عن دار "التنوير" البيروتية بالأدلة والحقائق الدامغة على إرهاب الإخوان، وهي الوثائق التي عمد من خلالها على تمزيق عباءة الدين التي ترتديها الجماعة، للسطو على السلطة في أكثر من بلد عربي بالتركيز على تجربة "التنظيم السري" في الإمارات.
وبحرفية عالية ينقلنا الكاتب إلى الظروف التي تشكلت فيها أذرع الجماعة الإرهابية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو التشكل الذي بدأ من حيث لا يتوقع أحد عندما بدأوا في إنشاء تنظيم سري يعمل ضد الدولة ويخطط لتغيير نظام الحكم فيها أداء لفروض الولاء والطاعة للتنظيم العالمي للجماعة ومموليه، حسبما يروي الحمادي في مقدمة كتابه.
وسرعان ما ينقلنا الكتاب إلى حكاية الخيانة الإخونجية للإمارات، فعلى الرغم من انعدام البطالة والفقر وغيرها من الظروف التي يمكن أن تمثل مهداً لأصحاب الأفكار المتطرفة، إلا أن أيادي الخيانة تجمعت في محاولة يائسة لقلب نظام الحكم وتقويض النموذج الاقتصادي والإداري الأنجح في المنطقة.
فالإمارات التي تمثل قبلة للشباب العربي ونموذجاً يحتذى في المنطقة تمثل بعبعاً للعقول المتحجرة والأفكار المريضة التي لا يغمض لأصحابها جفن إلا على وقع الخراب والدمار.
ولما كان النموذج الإماراتي ضمن الأبرز في الحكم الراشد عالمياً، منذ إرساء القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدعائمه، كان لابد أن تتكالب عليه الدسائس من الإخونجية الذين مثل دحرهم مهمة وطنية للإماراتيين فسرعان ما نبذوا فكرهم الدخيل.
ويشير الحمادي إلى أن كل هذه العوامل مجتمعة أودت بالتنظيم السري، وجعل أقنعته تتساقط ومخططاته تفشل سريعاً في البلد العربي الذي يمثل أنموذجاً لاحترام التعدد وقبول الآخر والتسامح والتعايش السلمي بين أكثر من 200 جنسية من جميع أرجاء المعمورة.
طبيعة التنظيم ودوره في توريط منسوبيه كانت إحدى الأسئلة التي جاوب عنها الحمادي في فصل بعنوان "التنظيم السري.. سقوط الأقنعة"، يحشد فيه حزمة من الأدلة عبر سرد يوميات محاكمة المتهمين والتي كشفت بجلاء الممارسات التي اتبعوها للتشويش على العدالة، إلا أنه سرعان ما تساقطت حججهم فور مواجهتهم بالأدلة الدامغة التي كانت تفضحهم أكثر كلما توغلوا في الإنكار.
ويجنح الحمادي إلى وصف هذه الأدلة بالمؤلمة للمجتمع الإماراتي، مشيراً إلى أن الجميع كانوا يأملون في أن يكون وجود مثل هذه الأشباح محض كوابيس، فمن يعيش في الإمارات لا يمكن أن يتوقع وجود أشخاص يفكرون بهذه الطريقة بين أهلها الذين تترسخ لديهم قناعات الاحتفاء ببناة الوطن ومؤسسيه وجهدهم الذي لا يضاهيه أي ادعاء في بناء وطن شامخ يحقق كل يوم رقماً عالمياً جديداً.
aXA6IDMuMTM3LjE4MS42OSA= جزيرة ام اند امز