فاينانشيال تايمز: تراجع النفط يكثف الضغوط على المنتجين الأمريكيين
شركات البترول الأمريكية تغطي تكاليفها الرأسمالية بالكاد والسعر المنخفض يعصف بإيراداتها.
تزايدت الضغوط على قطاع النفط الصخري الأمريكي في ظل تراجع أسعار البترول خلال الشهرين الماضيين، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الثلاثاء، موضحة أن شركات التنقيب والإنتاج الأمريكية تحتاج إلى ضخ مستمر للأموال من أجل تمويل برامجها الاستثمارية، وهو ما قد لا يتحقق حال تراجع إيراداتها نتيجة انخفاض الأسعار.
وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط القياسي منذ بداية أكتوبر الماضي ليصل إلى نحو 51 دولارا فقط للبرميل حاليا، مقارنة بمتوسط نحو 73 دولارًا للبرميل خلال الربع الثالث من العام الجاري، وتقول الصحيفة إن السعر المنخفض ينال من قدرة الشركات الأمريكية على تغطية نفقاتها الرأسمالية.
- السعودية..النفط الصخري لا يقلقنا وطرح أرامكو في موعده
- النفط يتراجع وقلق من تزايد التنقيب الصخري الأمريكي
وأوضحت فاينانشيال تايمز إنه عندما كانت الأسعار مرتفعة نسبيا في الربع الثالث، أفاد تقرير بأن 50 شركة من أكبر الشركات النفط المدرجة في البورصة الأمريكية تمكنت (بشكل مجمع) من تغطية نفقاتها الرأسمالية بالكاد مستخدمة إيراداتها النقدية التشغيلية، وهو إنجاز يحدث للمرة الأولى منذ عام 2011.
كما أفادت شركات "إكسون موبيل" و"شيفرون" أكبر مجموعات النفط في البلاد بأنها حققت أرباحا جيدة عن عملياتها في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث، مقارنة بخسائر في العام الماضي.
لكن تحسن الوضع المالي لشركات النفط الأمريكية في التقرير المجمع سالف الذكر، لا يعكس سوى تحسنا في وضع عدد قليل من الشركات الأقوى وفقا لفاينانشيال تايمز، بينما لا تزال العديد من الشركات الأخرى تدبر الأموال عن طريق بيع الأصول ومصادر تمويل أخرى خارجية من أجل دعم برامجها الاستثمارية.
ومن بين قائمة الـ 50 شركة، تمكنت 15 فقط من تغطية نفقاتها الرأسمالية مستخدمة التدفقات النقدية التشغيلية.
- نمو النفط الصخري لا يعرقل استعادة توازن السوق
- أسعار الخام تهبط بعد نمو الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري
وقالت الصحيفة إن أي انخفاض حاد في سعر النفط الخام سيضغط على التدفقات النقدية للشركات الأمريكية ويزيد من اعتمادها على قروض البنوك وحصيلة بيع السندات والحصص، على الرغم من أن الارتفاع الأخير في أسعار الغاز الطبيعي قد يساعد في تعويض جزء من الإيرادات.
وبحسب شركة "دلوجيك" للأبحاث، فإنه على مدى العقد الماضي اقترضت شركات النفط الأمريكية نحو 300 مليار دولار من بيع السندات و780 مليار دولار قروض مصرفية، بينما جمعت نحو 140 مليار دولار من بيع أسهمها.
وكان قطاع النفط والغاز الصخري الأمريكي قد شهد طفرة خلال الأعوام الـ15 الماضية، وزاد إنتاج الولايات المتحدة بشكل ملحوظ خلال العامين الأخير، ثم أصبحت خلال العام الجاري أكبر منتج للنفط الخام في العالم.
وقد ساعدت زيادة الإنتاج من أمريكا وروسيا والسعودية عند مستويات قياسية إلى زيادة المعروض من الخام، في حين أدت المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي بسبب التوترات التجارية إلى تراجع توقعات الطلب العالمي على البترول، وفقا لفاينانشيال تايمز.
وكان محللون في بنك "تيودور بيكرينج هولت" الاستثماري، توقعوا الأسبوع الماضي أن ينخفض سعر النفط الخام سريعا إلى مستوى 45 دولارا للبرميل، ما لم توافق أوبك وحلفاؤها على تخفيضات كبيرة في الإنتاج خلال اجتماعها المقبل في فيينا الشهر المقبل، وقالوا إن هذا السعر سيؤدي إلى وقف نمو الإنتاج الأمريكي من النفط.