الاقتصاد العائلي في اليمن.. قصص صمود تتحدى مليشيات الحوثي (صور)

في تجربة نوعية تتصاعد في اليمن، برز خلال السنوات الماضية ما يسمى بـ"الاقتصاد العائلي"؛ لمواجهة تبعات الحرب وتداعياتها المعيشية.
هذا الاقتصاد قائم على مشاريع صغيرة ومتوسطة، تنبع من داخل الأسرة اليمنية التي تغلبت على الأوضاع المعيشية عبر ابتكار مشاريع اقتصادية وفّرت لها مصدر دخل مستدام.
لم تكن هذه المشاريع مجرد مصدر دخل للأسر، بل قدّمت في الوقت نفسه خدمات مجتمعية وبيئية وتنموية، من خلال إعادة تدوير المخلفات، وإشراك المرأة والشباب في عملية التنمية.
آزال أمين، امرأة عدنية، أنشأت مع أسرتها عدة مشاريع اقتصادية كان منزلها مسرحًا لها، لكن أبرز تلك المشاريع كان "إعادة تدوير مخلفات الأخشاب" واستغلالها لإنتاج مقتنيات قد تبدو بسيطة، لكنها ذات أهمية واحتياج لدى نسبة واسعة من المجتمع.
وتتضمن منتجات عائلة آزال علبًا خشبية فاخرة للبخور والعطور، وميداليات خشبية للمفاتيح، بالإضافة إلى مساطر وأدوات مدرسية خشبية، وعلب أنيقة للأقلام والمناديل الورقية وغيرها.
تقول آزال أمين في حديث خاص مع "العين الإخبارية" إن فكرة المشروع بدأت تراود أسرتها بعد أن لاحظت كميات ضخمة من بقايا ومخلفات الأخشاب تُرمى دون الاستفادة منها.
وأضافت: "قررنا الاستفادة من هذه المخلفات، خاصة مع تكدس بقايا الأخشاب الناتجة عن أعمال النجارة في الورش والمعامل، فكانت الفكرة في إعادة تدويرها وصناعة أشياء ومقتنيات يستفيد منها المجتمع".
تشير آزال إلى أن العائلة، المكوّنة من ستة أفراد، لا يمتلكون وظيفة أو عملا يوفر دخلا ثابتا؛ ما دفعهم إلى تنفيذ مشاريع صغيرة هم وأطفالهم، والبحث عن أفكار نوعية تضمن لهم مصدرا للرزق.
وقالت: "أتقاسم المسؤولية مع زوجي، وهو خريج هندسة مدنية وشبكات، ويُعد العقل المفكر ومدير كافة مشاريعنا، بينما أنا خريجة كلية تربية وعلوم حاسوب وأقوم بمساعدته".
وتتابع: "التخصصات التي نمتلكها، بالإضافة إلى تخصص ابننا في دبلوم الجرافيك، ساعدتنا على العمل ببرامج التصميم المختلفة، ثم الانتقال للتنفيذ وتركيب المنتجات".
وحول الجانب البيئي، تؤكد آزال أن المشروع يقلل من النفايات ويعتمد على مصادر طاقة متجددة.
وتوضح: "المشروع يجسد مصطلح ريادة الأعمال الخضراء عبر استخدام الموارد بكفاءة، وتعزيز الاقتصاد الدائري، والاستفادة من المواد المستدامة القابلة للتدوير، مع الاعتماد على تصاميم متينة قابلة للإصلاح".
وترى أن إعادة تدوير مخلفات الأخشاب يمكن أن تعزز السلام والتنمية من خلال مشاركة المرأة في التنمية المستدامة، وتحسين مستوى معيشة الأسرة، وتوفير فرص عمل جديدة لأفرادها.
لم يكن مشروع تدوير بقايا الأخشاب هو الوحيد لعائلة آزال، فقد أطلقت الأسرة أيضا مشروع شبكة إنترنت "واي فاي" في مديرية التواهي منذ عام 2013.
لكن المشروع تعرض للدمار بسبب حرب مليشيات الحوثي عام 2015 دون أي تعويض، ثم أعادته العائلة بجهودها الذاتية، غير أنه تضرر مجددًا بصاعقة رعدية قبل ثلاث سنوات وما يزال متعثرا.
كما أسست العائلة مشروعا لبيع المعجنات والحلويات، ومشروعًا للطباعة على الأكواب و"التيشيرتات"، لتؤكد أنها عائلة طموحة وعملية تمثل نموذجًا يُحتذى به في مواجهة الظروف الصعبة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز