فيروس كورونا الجديد يفرق صينية عن زوجها وطفلتها
الخارجية البريطانية أخبرت الأسرة بأن امتلاك الزوجة جواز سفر صينيا تسبب في منعها من السفر على الطائرة التي ستجلي رعاياها من الصين
يبدو أن تأثير فيروس كورونا الجديد القاتل لا يقتصر على الإصابات والوفيات فقط، بل طال أيضا تخريب حياة إحدى الأسر البريطانية التي حوصرت في بؤرة تفشي الوباء بمقاطعة هوبي الصينية، بعد منع زوجة وأم صينية، تحمل الجنسية البريطانية، من الصعود على متن الطائرة التي تنقلهم من الصين إلى المملكة المتحدة.
وسافرت سيندي سيدل إلى مقاطعة هوبى الواقعة وسط شرق الصين مع زوجها جيف وابنتها جاسمين ذات الـ9 أعوام، لقضاء السنة الصينية الجديدة مع أسرتها في قرية هونجتو.
وبعد قرار إجلاء المواطنين البريطانيين من الصين مع تفشي الفيروس، قالت وزارة الخارجية والكومنولث في المملكة المتحدة إنه نظرا لامتلاك الأم جواز سفر صينيا، فلن يُسمح لها بالصعود على متن الرحلة التي ستجلي رعاياها في الأيام القليلة المقبلة.
وعلى الرغم من الجنسية الصينية ليسدل صاحبة الـ42 عاما التي تعمل مساعدة حسابات، فإنها مواطنة بريطانية، لحصولها على تأشيرة إقامة دائمة في المملكة المتحدة منذ عام 2008، بحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وعن المفاجأة الصادمة، قال زوجها جيف الذي يعمل مطور برامج تكنولوجيا المعلومات ويبلغ من العمر 45 عاما: "إنه أمر مروع، تحولت هذه المحنة إلى أسوأ كابوس لنا، كيف يمكنهم وضع أسرة في هذا الموقف؟ وكيف سأخبر طفلتي بأنه يجب علينا السفر دون والدتها؟".
أما سيدال فقالت: "إنها فترة صعبة للغاية بالنسبة لنا لأن ابنتي تبلغ من العمر 9 أعوام فقط ولا أريد أن أضعها في خطر البقاء هنا لفترة طويلة، ولكن أي شيء يمكن أن يساعد ابنتي على الابتعاد سنحاول فعله، لذا اتخذنا قرار سفر زوجي مع طفلتي بدوني".
وأضاف الزوجان اللذان يقطنان مقاطعة نورثمبرلاند البريطانية أنه لم تكن هناك أي تحذيرات صحية عند سفرهم إلى الصين في 15 يناير الماضي، ولم يكن هناك مؤشر على وجود أي خطر، فكل شيء تصاعد بشكل مفاجئ منذ وصولهم.
وعلى الرغم من تلقي عائلة جيف تأكيدا بأن الرحلة ستكون متاحة للمواطنين البريطانيين لمغادرة البلاد في الأيام القليلة المقبلة، لكنهم لا يزالون يواجهون مشكلة الوصول إلى مطار ووهان الذي يقع على بعد 150 ميلا من قرية الزوجة، بسبب إغلاق معظم الطرق.
والآن فإن سيدل محاصرة في قريتها الواقعة بالقرب من مدينة جينجمن، على بعد 3 ساعات بالسيارة من ووهان، دون أي اتصال خلال الأيام القليلة الماضية من السلطات البريطانية في ووهان وبكين.
ولذا تصمم الأسرة البريطانية على القيام بحملة لإلغاء قرار وزارة الخارجية بمنع سفر الأم الصينية، حتى يسمح لها بالمغادرة، ولكن في غضون ذلك، لا يعرفون متى سيتم جمع شملهم مرة أخرى.
من جانبها قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها ستقدم ملاحظة في ملفها إلى أن سيدل هي أم لطفلة بريطانية، لكنها لا تستطيع تقديم أي ضمانات بشأن إجلائها.
ويبدو أن حالة هذه الأسرة لم تكن الأولى، لأنه قيل لناتالي فرانسيس، معلمة رياض الأطفال من يورك (31 عاما)، ولديها طفل يبلغ من العمر 3 أعوام، ويحمل جواز سفر صينيا، إنه غير مؤهل للإخلاء أيضا.
ويتمتع الطفل بحقوق الإقامة البريطانية بموجب قانون الجنسية لعام 1981، لكن فرانسيس قالت: "تلقيت مكالمة هاتفية في الساعة 10 صباحا من أحد الأشخاص في وزارة الخارجية في لندن، يخبرني فيها أني مؤهلة للصعود على الطائرة للإجلاء إلى بريطانيا، ولكنه أكمل حديثه قائلا إنهم لا يستطيعون أخذ ابني، وأي شخص يحمل الجنسية الصينية أو أي جنسية أخرى لا يُسمح له بالرحيل على متن الطائرة".
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg جزيرة ام اند امز