"الجارديان": شبح المجاعة يطل برأسه في 4 دول منها اليمن
عشرات الملايين في اليمن وجنوب السودان ونيجيريا والصومال بحاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية في ظل العراقيل التي يواجهها نظام المعونات
شبح المجاعة يلوح في 4 دول مختلفة، ما يهدد بمستويات غير مسبوقة من الجوع وأزمة عالمية تستنزف بالفعل منظومة المعونات والعمل النظام الإنساني، وفقا لتحذيرات خبراء ومسؤولين في منظمات إغاثة دولية.
وفي تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، حذر عدد من قادة العمل الإنساني من أن عشرات الملايين المحتاجين إلى المساعدات الغذائية في اليمن وجنوب السودان ونيجيريا والصومال تحت رحمة ليس فقط أنظمة مساعدات منهكة، ولكن الأزمات طويلة الأمد المرتبطة غالبا بالنزاعات في بلدانهم.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة ستيفن أوبراين، إنه على الرغم من زيادة سخاء المانحين إلى 6 أمثاله خلال السنوات العشرين الماضية، تجاوزت المستويات غير المسبوقة من المعاناة الإنسانية الدعم المالي، حيث بلغ تمويل الجهات المانحة مستوى قياسي في العام الماضي، ولكنه يلبي فقط نصف الاحتياجات.
وقال جاريث أوين، مدير العمل الإنساني في منظمة "أنقذوا الأطفال"، وهي غير حكومية بريطانية: "احتمالات هذا العام أننا ربما نشهد 4 مجاعات تلوح في الأفق، وهي فكرة مفزعة حقا، وسوف تستنزف مواردنا. نحن في لحظة حرجة".
وأوضح أوين، الذي يمتلك خبرة 25 عاما من العمل في منطقة القرن الإفريقي، أن الوضع هناك يحمل مقارنة مع الصومال قبل المجاعة، التي أودت بحياة 260 ألف شخص بين عامي 2010 و2012.
وأضاف "في الوقت الراهن، في إثيوبيا وكينيا والصومال، يوجد 12 مليون شخص تضرروا (من انعدام الأمن الغذائي). هذه الدول الثلاث مجتمعة تبدو الأوضاع فيها سيئة مثل الصومال في عام 2011، وإذا قمت بإضافة جنوب السودان ونيجيريا، لديك ملايين أكثر، ويوجد في اليمن 18 مليون نسمة، وهذا ما يخلق هذا القلق الحقيقي من أننا نواجه أزمة كبيرة لم نشهدها من قبل".
وكانت الأمم المتحدة أطلقت مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار من أجل اليمن هذا العام، هي الأكبر على الإطلاق للبلاد، لكن هذا لكن ذلك يندرج ضمن أعمال أغاثة عبر العالم، ارتفعت تكاليفها إلى رقم قياسي يصل إلى 22.2 مليار دولار مخصصة لعام 2017.
من جانبها، وصفت المستشارة السياسية لمنظمة مؤسسة الإغاثة العالمية (أوكسفام)، ديبي هيلير، النظام الإنساني بأنه من "العصور الوسطى"، مشبهة إجراء المناشدة بشخص احترق منزله يضطر لجمع المال للدفع لرجال الإطفاء لإخماد النيران.
غير أن ما زاد الأمر سوءا، هو معاناة عمال الإغاثة من أجل الوصول إلى المحتاجين وفقاً للمدير التنفيذي لأوكسفام مارك جولدرينج، بسبب القيود الأمنية في مناطق الصراع مثل اليمن، في إشارة إلى سياسة الحصار التي تفرضها جماعة الحوثي الانقلابية، وجرائمها المستمرة بحق الشعب اليمني.