عودة الكرة لا تكفي.. تطور جديد في ملاعب أوروبا
دوريات أوروبا تبدأ في اتخاذ خطوات جديدة لإعادة الحياة لطبيعتها في الملاعب بعد عودة عجلة المسابقات للدوران مؤخرا.. اقرأ التفاصيل
بدأت الحياة الرياضية تعود لطبيعتها بشكل تدريجي في بعض بلدان العالم خلال الأيام الأخيرة، بعد توقفها بشكل شبه كامل في أغلب أنحاء العالم خلال الفترة الماضية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وشهدت ملاعب كرة القدم في الفترة الأخيرة انطلاق العديد من المسابقات في مواسمها الجديدة، وعودة بعض الدوريات التي توقفت خلال الفترة الماضية بسبب الفيروس، وعلى رأسها الدوري الألماني، فيما تشهد الأيام المقبلة عودة دوريات أخرى وعلى رأسها الإسباني والإيطالي والإنجليزي.
لكن يبدو أن الأمر لن يتوقف في بعض البلدان عند مجرد عودة المباريات لتقام بدون جماهير ضمن إجراءات الوقاية من انتشار الفيروس، حيث بدأت بعض الدول تتخذ إجراءات أكثر تطورا عبر السماح بحضور جزئي للجماهير في الملاعب، تمهيدا لعودة الأمور لسابق عهدها.
بداية مجرية حذرة
كانت البداية خلال الأيام الأخيرة بالدوري المجري، حيث سمحت حكومة البلاد للجمهور بحضور المباريات من جديد، لكن بشروط محددة للوقاية، وذلك في إطار إجراءاتها لتخفيف القيود حيث سمحت بذهاب الجمهور إلى الملاعب وفتح حفلات السينما والحدائق وعروض المسرح.
وأكدت الحكومة أن من بين الشروط أن تكون هناك مسافة لا تقل عن متر ونصف بين الجالسين في المدرجات لمشاهدة المباريات، وأن تكون المباريات مقامة بملاعب مفتوحة، من أجل الحفاظ على قاعدة التباعد الاجتماعي.
كما أكدت أنه يجب ترك 3 مقاعد خالية بين المقاعد الممتلئة، وألا يتم استخدام الكرسي الذي يتواجد خلف المشجع، وهذه الأمور لن تشكل عبئا كبيرا على الدوري المجري، نظرا لأن المسابقة لم تكن تحظى بحضور كبير قبل تفشي كورونا.
حضور جزئي روسي
وعلى الدرب ذاته سار الدوري الروسي، حيث رحب أوليج ماتيتسين وزير الرياضة الروسي بقرار السلطات في بلاده بالسماح بالحضور الجماهيري في الملاعب عند استئناف مباريات الدوري المحلي يوم 21 يونيو/ حزيران المقبل.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن ماتيتسين قوله: "من المهم استئناف الدوري كرة القدم في ظل الحضور الجماهيري، حتى وإن كان عدد الجمهور قليلا"، مضيفا "شاهدت مباريات في الدوري الألماني، وشعرت بأن الأجواء غريبة للغاية، ولا يوجد حماس، وهذا مختلف عما اعتدنا عليه".
وكانت هيئة رقابية صحية في روسيا قالت (الخميس) إنه يمكن السماح بدخول المشجعين إلى الملاعب خلال مباريات الدوري الروسي بشرط ألا يزيد عدد الجمهور على 10 في المائة من القدرة الاستيعابية للملاعب.
خطوة بولندية للاستقرار
من جانب آخر، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي (الجمعة) إن جماهير كرة القدم سيكون بوسعها حضور المباريات اعتبارا من 19 يونيو المقبل، لكن سيتم استخدام 25 في المبئة فقط من سعة الملاعب لاحتواء انتشار كورونا.
وقال مورافيتسكي "اختار الاتحاد البولندي ورابطة الدوري يوم 19 للحصول على فرصة لترتيب كل الأمور وفقا للإجراءات المتبعة، مضيفا "كلنا نحتاج لعودة كرة القدم والرياضة، لأنها تمهد لعودة الحياة لطبيعتها والاستقرار، لهذا سنمنح عشاق الكرة فرصة حضور المباريات بالملاعب بعد اتباع إجراءات الصحة والسلامة المطلوبة، وسيتم قريبا الإعلان عن اللوائح".
وقالت رابطة الدوري في بيان لها إن العدد الفعلي للجماهير سيعتمد على كل ملعب لكن سيتم الالتزام بربع سعة الاستاد فقط، خلال مباريات البطولة التي استأنفت نشاطها الجمعة بعد توقفها خلال الفترة الماضية بسبب كورونا.
تفاؤل إنجليزي
وعى صعيد الدوريات الأوروبية الكبرى، فقد عبر ريتشارد ماسترز، الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، عن تفاؤله بالسماح للجماهير بحضور المباريات في الملاعب بداية من الموسم المقبل، رغم إشارته إلى أن الأمر قد يتم تدريجيا.
ومن المقرر أن يستأنف الموسم الحالي للمسابقة في 17 يونيو المقبل بعد التوقف بسبب كورونا لكن بدون جماهير، لكن ماسترز قال لشبكة سكاي سبورتس (الجمعة): "لا أحد يدري متى ستنتهي اقامة المباريات خلف أبواب مغلقة، ويجب أن تكون هناك خطة طوارئ، لكن يحدوني التفاؤل إزاء عودة عشاق البريمييرليج للملاعب الموسم المقبل".
وأضاف: "ربما يحدث هذا تدريجيا، لكنها ستكون دفعة معنوية هائلة، وهذا ما نعمل من أجل تحقيقه، حيث إن لدينا جماهير مدهشة في هذه الدولة، وكلنا نعلم أن البريمييرليج الذي نعرفه ونحبه لن يعود بشكل كامل حتى يتم السماح بدخول الجماهير".
وواصل ماسترز: "لقد قطعنا خطوة للأمام بتحديد 17 يونيو موعدا للعودة، لكن للوصول إليه علينا العمل كثيرا والاستمرار في إجراء مشاورات لكي يتم إقرار البروتوكولات الخاصة بنا، ولا يزال هناك الكثير لفعله قبل دوران الكرة".
موعد مبدئي لليجا
في السياق ذاته، تخطط رابطة الدوري الإسباني هي الأخرى للسماح بعودة الجماهير إلى المدرجات بشكل تدريجي، في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، بالتزامن مع انطلاق الموسم الجديد للمسابقة.
ووفقًا لما ذكرته إذاعة "كادينا كوبي" الإسبانية (السبت)، فإن الرابطة تدرس فكرة عودة الجماهير إلى المدرجات بنسبة 30% بشكل مبدئي، ابتداءً من 12 سبتمبر، على أن ترتفع هذه النسبة إلى 50% في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتأتي تلك التقارير لتؤكد ما صرحت به وزيرة الرياضة الإسبانية إيرين لوزانو مؤخرا، حيث أكدت أنه لا يزال ممكنا السماح للجماهير بالعودة لحضور المباريات في الاستادات اعتبارا من بداية الموسم المقبل، وليس من الموسم الحالي الذي يستأنف نشاطه يوم 11 يونيو المقبل.
وقالت لوزانو (الأربعاء الماضي) في تصريحات لإذاعة "لاكوبي" الإسبانية: "الأمر ليس مستبعدا على الإطلاق، فغياب الجمهور الآن هو بمثابة الحل الأمثل من أجل استئناف منافسات الموسم، لكن بمجرد العودة إلى الأوضاع الطبيعية الجديدة فيمكننا رؤية كيف نمضي قدما مع قواعد التباعد الاجتماعي والوقاية ".
وأضافت: "إذا نجحنا في التوصل إلى طريقة، على ألا تكون صعبة للغاية لأننا في إسبانيا نتمتع بالريادة على المستوى الدولي فيما يتعلق بإقامة فعاليات رياضية آمنة، فإننا سنفعل، حيث نود أن تكون لنا الريادة في تصدير نموذج للرياضة الآمنة، ونعمل على إيجاد هذه الرياضة المختلفة التي تضمن السلامة، وحضور الجمهور يشكل جزءا من ذلك".
مناشدات إيطالية
أما في إيطاليا فإن الوضع لا يزال حذرا للغاية، بعد تحديد يوم 20 يونيو المقبل موعدا لعودة عجلة الدوري الإيطالي للدوران، وذلك نظرا للأضرار الكبيرة التي تسبب فيها فيروس كورونا في الدولة التي تعتبر من أكثر المتضررين منه.
وتخرج بعض الأصوات من حين لآخر تنادي بعودة الجماهير إلى المدرجات مع استئناف المسابقة ولو بشكل جزئي، آخرها كان سافريو ستيشي دامياني، رئيس نادي ليتشي، الذي قال في تصريحات صحفية: "يجب التفكير في عودة الجماهير للملاعب بالتأكيد، لأنه من الواجب علينا اتخاذ خطوة أخرى للأمام بعد استكمال الموسم".
وجاءت تصريحات دامياني بالتزامن مع سماح الحكومة الإيطالية للمطاعم وبعض الأماكن التي أغلقت خلال فترة الحظر بالعودة للعمل من جديد، بشرط الحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي، وذلك في إطار إجراءات تخفيف القيود مع انخفاض منحنى الوباء في البلاد.