ماذا يأكل اللاعبون قبل وبعد فيروس كورونا؟
مجلس "العين الإخبارية" الرمضاني يقدم حلقة جديدة بعنوان "اللاعبون قبل وبعد كورونا".. تعرف على التفاصيل
يلعب النظام الغذائي دورا كبيرا وحيويا في حياة الرياضيين، وعلى رأسهم بالطبع لاعبو كرة القدم، لا سيما خلال فترة التوقف الراهنة على كافة الأصعدة، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
محسن بلحوز، الطبيب الرياضي الشهير وإخصائي التغذية وتطوير أداء اللاعبين في نادي العين الإماراتي، بجانب أحمد فرج الطاهي الخاص بمنتخب مصر، كانا ضيفين على مجلس "العين الإخبارية" الرمضانية، لمناقشة بعض العادات الغذائية، وأثر فترة التوقف على الرياضيين.
سر زيادة الوزن
يتأهب لاعبو الدوري الإسباني لاستئناف التدريبات من جديد، استعدادا لعودة النشاط الرياضي، وكان الملاحظ زيادة في أوزان بعضهم ومنهم عناصر فريق برشلونة، مما أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
محسن بلحوز قال في هذا الصدد إن زيادة أوزان اللاعبين أمر يرجع لقرار الدولة والمسؤولين عن قطاع الرياضة، بخصوص طريقة تعامل الرياضيين مع فترة التوقف.
وأضاف بقوله "من الطبيعي أن نلاحظ زيادة في وزن اللاعبين بعد العودة لاستئناف النشاط بسبب التأخر في القيام بتدريبات منزلية، وهو ما حدث مع نجوم الدوري الإسباني على سبيل المثال".
وأشار إلى أن الأجهزة الطبية لدى أندية الدوري الإسباني كان من الواجب عليها منح اللاعبين بعض التعليمات الخاصة بأداء التدريبات بجانب تحديد وجبات غذائية معينة خلال فترة التوقف، للحفاظ على لياقتهم البدنية قدر الإمكان، بدلا من الزيادة الملحوظة في أوزانهم.
استعادة اللياقة البدنية
بلحوز أوضح أن اللاعبين الذين حصلوا على راحة لمدة 3 أسابيع على الأقل سيكونون في حاجة من 6 إلى 8 أسابيع من التدريبات من أجل استعادة اللياقة البدنية والسعة الهوائية مجددا، قبل استئناف النشاط الرياضي.
وأكمل في هذا الصدد بقوله "هناك أطباء متخصصون قادرين على تقليص تلك المدة إلى شهر واحد فقط، ولكن يفضل أن تصل الفترة إلى 6 أسابيع على الأقل لضمان العودة إلى الأجواء مرة أخرى".
وأشاد محسن بلحوز باحترافية كافة المسؤولين واللاعبين في نادي العين ومنهم المدرب البرتغالي بيدرو إيمانويل، لافتا إلى أن "التقارير تصل بشكل مستمر إلى المسؤولين، والأمور تسير بشكل مبشر قبل استئناف الموسم الجاري".
نظام غذائي معين
وأشار بلحوز إلى أن لاعب كرة القدم يحتاج إلى نظام محدد وعدد وجبات يوميا ربما يختلف عن الأناس العاديين، مضيفا: "وجود طاهٍ محترف وخاص في كل معسكر يسهل كثيرا من تلك المهمة، ويساعدني على المستوى الشخصي بدرجة أكبر على تحقيق هدفي المنشود".
وأكد أن الحاجة لعدد محدد من الوجبات يوميا يختلف من لاعب لآخر، مفسرا بقوله "هناك لاعب يمتلك حساسية من الألبان مثلا، وهنا نطلب من الطاهي تحضير وجبات بديلة له وبكميات خاصة".
وأضاف "وأيضا أنصح دائما بزيادة جرعة فيتامين C من أجل ضبط معدل النوم بدرجة أكبر، كذلك فإن تناول كميات مناسبة من الخضراوات والفاكهة تعزز من الجهاز المناعي، إضافة إلى ممارسة الرياضة 5 مرات أسبوعيا لمدة نصف ساعة".
خطر الإفراط في اللحوم
بلحوز أشار إلى أن "الإفراط في تناول اللحوم والمواد المنبهة تؤدي إلى نقص في كمية السوائل بالجسم، وبالتالي تتسبب في ضعف أوتار الجسم خاصة وتر أكيليس، وربما تلعب دورا كبيرا في تعرضه لتمزق كلي يجري على إثرها اللاعبون عمليات جراحية ربما لا تكلل بالنجاح".
واختتم في هذا الصدد بقوله "هذا مثال على أخطاء بسيطة يرتكبها اللاعبون تؤدي إلى ضياع مستقبلهم، فالحفاظ على النظام الغذائي أيضا يلعب دورا حيويا ومؤثرا على تقليص نسبة إصابة اللاعبين، ومررت على المستوى الشخصي بالعديد من التجارب مع بعضهم في وقت سابق".
بلحوز اعترف بأنه مثل الجميع يتشوق لعودة منافسات كرة القدم ومنها دوري الخليج العربي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه بدوره يتابع تطورات العلاج وكذا التوصيات القادمة من اتحاد كرة القدم الإماراتي.
وأتم بقوله "لا يمكنني أن أتوقع موعدا محددا لاستئناف النشاط الرياضي في الدوري الإماراتي، ولكن في حال العودة سيكون فريق العين جاهزا بنسبة 100% لخوض المباريات، وبشكل عام سلامة الناس تبقى أهم من كرة القدم بالطبع".
دور النظام الغذائي
في المقابل، حرص أحمد فرج الطاهي الخاص بمنتخب مصر على سرد العديد من المواقف التي تعكس مدى أهمية الوجبات الغذائية في حياة ومستوى لاعب كرة القدم.
وقال فرج في مستهل حديثه إن "المنتخبات الوطنية دائما في حاجة لوجود طاهٍ خاص، خبير وعلى دراية بمعظم العادات الغذائية من مختلف أنحاء العالم، بسبب السفر الدائم داخل القارة أو خارجها".
وأشار إلى أنه على سبيل المثال، عانى كثيرا مع منتخب مصر خلال رحلاته خاصة داخل قارة أفريقيا، وكذلك في بلجيكا مشيرا إلى أنه يحاول قدر الإمكان الحفاظ على نظام غذائي محدد للاعبين.
وأردف: "النظام الغذائي يختلف من زمن لآخر وأيضا حسب الحالة العامة، أحيانا نضطر لإعداد وجبات أسماك للاعبين، وأحيانا أخرى نلجأ للدواجن وأنواع خاصة من الألبان، مع توفير 4 وجبات يوميا، منها وجبة خفيفة قبل موعد المران المسائي".
وأتم "اللاعبون المحترفون أكثر دقة في التعامل مع النظام الغذائي، بسبب رغبتهم المستمرة في الحفاظ على لياقتهم البدنية، محمد صلاح مثلا كان محترفا للغاية ولم أجد مثيلا له حتى الآن".