حوار.. مترجم الأهلي المصري يتحدث عن كواليس وأسرار الوظيفة
![رينيه فايلر وعمرو محب](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2020/5/01/122-203634-alahli-translator-reveals-football_700x400.jpg)
"العين الرياضية" تلقي الضوء على حديث عمرو محب مترجم رينيه فايلر مدرب الأهلي في حلقة خاصة بعنوان "أسرار المترجم".. اقرأ التفاصيل
يعد الشخص الذي يعمل مترجما لمدرب أجنبي في أي جهاز فني لفريق كرة قدم من أهم العناصر في هذا الفريق، كونه حلقة الوصل بينه وبين المساعدين واللاعبين الذين لا يتحدثون نفس لغة هذا المدرب.
عمرو محب، مترجم السويسري رينيه فايلر، مدرب الأهلي المصري منذ أغسطس/آب الماضي، كان ضيف مجلس "العين الاخبارية" الرمضاني، حيث ناقش المحاضر بالاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، دور المترجم في الساحرة المستديرة.
عمل المترجم في الأندية
محب تحدث عن طبيعة عمله كمترجم حيث أكد أنه يعد شخصا طبيعيا، لكن يجب أن يكون على علم كامل بكل تفاصيل اللعبة والكيان الذي يعمل له، لكنه لا يجب أن يتدخل في قرارت المدرب.
ويرى محب أن بعض المترجمين لا يمتلكون الخبرات الكافية، وهو الأمر الذي يتسبب في صعوبة التواصل بين اللاعب والمدرب بإعطاء المصطلحات بشكل خاطيء، مضيفا: "يجب على المترجم الذي يعمل لدى فريق كرة قدم أن يتمتع بحصيلة جيدة من المصطلحات الخاصة باللعبة كي ينجح في أن يكون حلقة الوصل بين المدرب واللاعب، وهذا هو الفارق بين المترجم الجيد والعادي".
واستشهد محب بعمله سابقا كصحفي رياضي باللغة الفرنسية وبالفيفا والاتحاد الأفريقي للكرة الطائرة، وأن ذلك جعله يمتلك جيدة تساعده في عمله.
وشدد محب على أن أهم صفة في المترجم هي الأمانة، بمعنى أنه يجب على المترجم توضيح الأمور بصورة كاملة حتى لا تحدث المشاكل لأن المدرب هو المسؤول الأول عن الفريق.
وأضاف: "المترجم يسعى دائما لتلطيف الأجواء واختيار المصطلحات والألفاظ الأفضل من الناحية الأدبية حفاظا على شعور اللاعبين أثناء حديث المدرب بصورة سيئة".
وتابع: "ولو أردت الحديث عن طبيعي عملي بصورة أدق، فهي نقل الحديث بين المدرب واللاعب أو توجيه التعليمات إلى اللاعبين بأمر من المدرب، لكنني لا أقوم بنقل انفعالات اللاعبين أو بعض الكلمات الصادمة في حق المدربين في الفترة التي لا أمارس فيها عملي حفاظا على العلاقة الطيبة بينهم".
وأردف: "أود التوضيح بأن عمل المترجم لا يقتصر على الترجمة فقط، لأنني على سبيل المثال، أعتبر نفسي في بعض الأحيان كإداري داخل الفريق، وذلك بسبب حضور الاجتماعات ما قبل المباريات".
وتابع: "أثناء التدريب أكون دائما بمثابة صوت المدرب بنقل التعليمات، لكن بعد المباريات أو التدريبات أقوم أحيانا بتهدئة بعض اللاعبين في حالة الضيق وذلك للحفاظ على قوام الفريق.
وحول ما إذا كان تعامل المترجم مع المدير الفني يتوقف في الأساس على شخصية الأخير، قال محب: "تعاملت مع أكثر من مدرب بسبب طبيعة عملي في الفيفا والتعامل مع أشخاص أجانب، لكن العلاقات الشخصية تختلف عن علاقات العمل".
وأكمل: "تعاملت مع 3 شخصيات مختلفة تماما مثل الفرنسيان جيرار جيلي وباتريس كارتيرون وحاليا رفقة رينيه فايلر، لكنني دائما أعمل مع المدرب بحسب شخصيته من أجل الوصول إلى نتيجة جيدة.
وبسؤال محب عن مدى صحة وجود ضغوطات على عمله كمترجم من قبل التعليقات التي تصدر على مواقع التواصل الاجتماعي، أعترف محب بذلك، قائلا: "أعتقد أنها صعبت من دور الجميع ووضعت الضغوطات علينا جميعا، الأمر أصبح مختلفا عن السنوات الماضية".
وأعطى محب مثالا، خلال عمله مع جيرار جيلي مع المدرب الفرنسي جيرار جيلي في موسم 1999-2000، حيث كان المؤتمر الصحفي يتم إذاعته خلال نشرة تلفزيونية، على عكس الوقت الحالي الذي يبث فيه المؤتمر بصورة مباشرة على مواقع التواصل الإجتماعي وهو ما يدفع البعض للانتقاد بشكل سريع.
وفيما يخص تأثير انتماء المترجم على عمله في النادي الذي يتولى فيه تلك المسؤولية، شدد محب على أن حاليا، لغة الاحتراف هي السائدة، مؤكدا أنه بشكل شخصي ومنذ بداية عملي في الفيفا عام 2000 وهو يتعامل بحيادية، مضيفا: "لا أهتم بتلك الأقاويل، لأن كل شخص ينتمي للجهة التي يعمل بها، وهذا الأمر ينعكس على المدرب والمترجم واللاعب وأي شخص في المجالات المختلفة".
تجربة مورينيو
وتطرق محب للحديث عن تجربة جوزيه مورينيو، وكيف استطاع أن يصبح من أهم المدربين في كرة القدم، علما أن بدايته في مجال التدريب كانت كمترجم للمدرب الإنجليزي السير بوبي روبسون في بورتو.
ويرى محب صعوبة تكرار تجربة مورينيو، مفسرا ذلك بالقول: "أعتقد أن هذا الأمر يعود إلى الموهبة، لكنني أؤمن دائما بالتخصص بمعنى أنه يجب على كل شخص الالتزام بعمله".
وأضاف: "مورينيو حالة استثنائية وأعتقد أنها لن تتكرر، لكن من المؤكد أنه يوجد العديد من الأشخاص الذين قاموا بتلك التجربة، لكن أسماءهم لم تلمع في عالم التدريب".
تجربة فايلر
نقطة أخرى تم التطرق إليها في حوار "العين الرياضية" مع مترجم فايلر، وهو عمله في النادي الأهلي وتحديدا منذ تولي المدرب السويسري المسؤولية، حيث بدأ محب حديثه بالتأكيد على أن الأهلي مؤسسة كبيرة يخضع فيها الجميع للثواب والعقاب.
وقال: "أحاول دائما توضيح الأمور لفايلر بأسلوب جيد ومناسب وأمين، والديليل أن أحد الصحفيين قام بتوجيه سؤال شديد اللهجة للمدرب السويسري بعد هزيمة السوبر المصري أمام الزمالك في فبراير/ شباط الماضي، فقمت بالترجمة بشكل كامل وصريح وهو ما أدى إلى غضب فايلر وقام بالرد بشكل قوي وعنيف، لكن هذا دوري وأمانة أقوم بها".
ونفى محب أن تكون لغة فايلر الفرنسية أثرت بالسلب على علاقته بالجماهير ووسائل الإعلام، مضيفا: "أعتقد أنها لا تؤثر على علاقته بأي شخص، لأن المدرب دائما يأتي للعمل فقط وليس الحديث في كل وقت، ملامح العلاقة تظهر من نتائج المدرب سواء كانت جيدة أو سيئة.
وأكمل: "يوجد العديد من المدربين الذين يتحدثون اللغة العربية ويحققون النتائج السيئة وهو ما يسهم في كره الجماهير لهم، لكن فايلر لا يتحدث العربية ومع ذلك الجماهير تحبه لأنه حقق نتائج جيدة.
واستطرد "أعترف بأن فايلر لا يحب التعامل مع الإعلام كثيرا وهذه طريقة هو يفضلها ويجب على الجميع احترامها، لكن في الوقت ذاته هذا الأمر ليس بسبب اللغة.
وشدد محب على أن فايلر لا يهتم كثيرا بمواقع التواصل الاجتماعي، لأنه شخص استثنائي ولا يملك أي حسابات على هذه المواقع، مكملا: "فايلر لديه ثبات انفعالي يحسد عليه ولا يهتم بحديث أي شخص سواء بالإيجاب أو السلب، وفلسفته تعتمد على العمل فقط وتحقيق النتائج الإيجابية وهو الأمر الذي لا يدفعه للاهتمام بتلك المواقع".
نقطة أخرى تطرق لها محب في حواره، وهي أسباب نجاح فايلر في موسمه الأول مع الأهلي، رغم الانتقادات التي صاحبت مجيئه، كونه لا يحمل سيرة ذاتية قوية.
واستطاع فايلر منذ وصوله للأهلي تصدر الدوري المصري برصيد 49 نقطة بفارق 16 نقطة عن المقاولون العرب الوصيف، فضلا عن التتويج بالسوبر المصري والوصول لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.
وعن هذا الأمر، يقول محب: "كما قلت أنا أؤمن بالتخصص وليس من اختصاصي تقييم فايلر، لكنه دائما ما يعمل بشكل جيد وكل تفكيره في كرة القدم وهو الأمر الذي ساعده على النجاح.
وأضاف: " قبل فترة الإعداد، قام بدراسة كل لاعب بشكل جيد رغم الفترة القصيرة التي تولى فيها تدريب الفريق، وهو ما ساعده على التواصل بشكل جيد معهم، مع الإشارة إلى أنه كمدرب يمتلك حظا جيدا رفقة الأهلي بجانب تواجد مجموعة جيدة من اللاعبين معه".
الكرة في زمن كورونا
الحوار مع محب تطرق أيضا للظروف الحالية التي يعيشها العالم بسبب انتشار جائحة كورونا، وما ترتب عليها من توقف للنشاط الكروي في أغلب دول العالم ومنها مصر، وذلك منذ مارس/ آذار الماضي.
هنا تم سؤال محب عن طريقة التواصل بين فايلر واللاعبين في زمن كورونا، حيث أجاب: "الأمور ليست معقدة، حيث يضع المدرب برنامجا تدريبيا مع جهازه الفني ويقوم بإرساله لي كي تتم ترجمته ثم أرسله لمدير الكرة وهو الذي يقوم بعرضه على اللاعبين".
وأردف: "اللاعبون يستخدمون تطبيق (واتساب) لتوضيح بعض التدريبات لفايلر وليس من خلالي، لكن التواصل الرسمي بين وبينه يكون عبارة عن البرنامج التأهيلي فقط خلال الوقت الحالي.
وبشأن توقعاته لإمكانية استئناف النشاط وعدم إلغائه في الظروف الراهنة، أوضح محب أنه من الصعب التكهن بأي شيء في الوقت الحالي، لكن يجب على الجميع أن يتفائل من أجل عودة الحياة للرياضية، مشيرا إلى أن هناك بعض السلبيات لطول فترة التوقف وعدم وجود تدريبات جماعية.
وقال: "أتمنى أن نخرج من هذه الأزمة بكل خير أولا ومن ثم يتم التفكير في اللعب مجددا، وأعتقد أن فترة الراحة فاقت الراحة بين كل موسم وهو ما سيتسبب في انخفاض مستويات بعض اللاعبين وزيادة بعض اللاعبين لأوزانهم".
وأتم: "لو تم استئناف الدوري المصري ، أعتقد أن فرصة الأهلي كبيرة في التتويج بالمسابقة، لأنه يمتلك عدة لاعبين مميزين، منهم من تعافى بالفعل من إصابته خلال فترة التوقف".
aXA6IDMuMTQzLjIzOS4xODkg جزيرة ام اند امز