انشقاق في معسكر الحلفاء.. سياسي فرنسي يصف دعم أوكرانيا بـ"الجنون"
فيما دخلت حرب أوكرانيا شهرها العاشر دون أن تضع أوزارها، ووسط غموض يحيط بمستقبل الأزمة، مع استمرار "تعنت" المواقف، بات الحلفاء يتذمرون.
ففي الوقت الذي تتدثر فيه أوكرانيا بمعطف الحلفاء الأوروبيين من برد الشتاء "القارس" الذي ينتظرها، عبر دعم "سخي" بالمال والأسلحة والتدريب لقواتها، كان طول أمد الأزمة، عاملا كبيرًا في حالة "التذمر" التي بدأت تشق طريقها إلى ذلك المعسكر.
إحدى تلك البلدان، التي بدأ سياسيوها "يتذمرون" من "الدعم المستمر" لأوكرانيا، كانت فرنسا التي من المقرر أن تستضيف عاصمتها باريس، غدًا الثلاثاء، مؤتمرًا لدعم البلد الأوراسي.
درب من "الجنون"
إلا أن سياسيًا فرنسيًا بارزًا من تيار اليمين المتشدد كرر إدانته لدعم فرنسا لأوكرانيا، معتبرا أن استمرار تقديم المساعدة لكييف "دربًا من الجنون"، على حد وصفه.
ونشر فلوريان فيليبوت على حسابه بـ"تويتر"، مقالاً عن نقص الإمدادات الذي يؤثر على الجيش الفرنسي، متسائلا عن سبب استمرار فرنسا في توفير الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، في ممارسة وصفها بـ"الجنون التام".
وفلوريان فيليبوت يشغل منصب نائب رئيس حزب "الجبهة الوطنية"، والمعروف الآن باسم "التجمع الوطني" (اليميني المتطرف) عمل أيضًا كعضو في مجلس النواب الأوروبي من 2014 إلى 2019، ممثلاً لفرنسا الشرقية.
وكتب السياسي الفرنسي، قائلا: "مخزونات الجيش اختفت بشكل عام!.. لكننا نواصل إرسال الأسلحة والذخيرة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي! دعونا نوقف هذا الجنون التام!"
وذكر فيليبوت في المقال الذي نشرته صحيفة L'Opinion الفرنسية، أن بلاده تعاني من نقص في المعدات العسكرية وهي وراء الدول الحليفة الأخرى في الترتيب، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وكندا وبولندا، فيما يبلغ إجمالي مساهماتها حوالي 470 مليون يورو.
اليمين المتطرف "ناقم"
وتقول صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، إن تصريحات فيليبوت مؤشر يعكس موقف الأعضاء البارزين الآخرين في الجناح اليميني المتطرف في فرنسا، بما في ذلك ماريان لوبان، التي لها علاقات "ٌقوية" مع موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت لوبان، دعت في أبريل/نيسان، فرنسا إلى وقف تقديم الإمدادات إلى أوكرانيا، وتطبيع العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وفقًا لوكالة أسوشيتيد برس.
وقالت لوبان: "أنا متحفظة أكثر بشأن عمليات تسليم الأسلحة المباشرة، لأن الخط رفيع بين المساعدة والتحول إلى طرف مباشر في الصراع".
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن أبناء التيار اليميني في الولايات المتحدة يتبنون –كذلك- الموقف نفسه؛ فساسة أمريكيون من تيار اليمين بينهم نائبة الحزب الجمهوري مارجوري تايلور جرين، أعربوا عن معارضتهم لاستمرار المساعدة العسكرية لأوكرانيا، مطالبين بإعادة توجيها وإنفاقها عوضا عن ذلك على مبادرات مناهضة للهجرة.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4yMTcg جزيرة ام اند امز