ألعاب نارية طبيعية.. العالم يودع 2024 بـ«الجمنيد»
تستعد السماء لتقديم عرض كوني مذهل مع اقتراب ذروة زخة شهب الجمنيد، التي تعد واحدة من أكثر الزخات الشهابية وفرة في السنة.
ويمثل هذا الحدث الفلكي فرصة رائعة لوداع عام 2024 بمشاهد طبيعية ساحرة، حيث يمكن رؤية ما يصل إلى 120 شهابا في الساعة تحت ظروف مظلمة، مما يجعلها بمثابة "ألعاب نارية طبيعية" تضيء السماء الليلية.
لكن هذا العام، قد يواجه مراقبو السماء تحديا بسبب القمر شبه الكامل الذي قد يعيق رؤية بعض الشهب الصغيرة، حيث من المتوقع أن تبلغ الزخة ذروتها في ليلة 13-14 ديسمبر.
وعلى الرغم من أن ضوء القمر قد يخفت من شدة الشهب الأضعف، فإنه سيكون من الممكن مشاهدة بعض الشهب الكبيرة والمضيئة التي تستحق بالتأكيد المشاهدة، خاصة في حال توفر سماء صافية.
وتعود زخة شهب الجمنيد إلى الحطام الناتج عن الكويكب القريب من الأرض 3200 فيثاغورث، وهو كويكب غريب يتصرف مثل المذنب، ويكمل مداره حول الشمس تقريبا كل 1.4 سنة، ويعتقد الفلكيون أن هذا الكويكب ربما اصطدم بجسم سماوي آخر منذ زمن بعيد، مما نتج عنه سيل من الجزيئات التي يمر بها كوكب الأرض، مسببا ظهور زخة الشهب.
وعند دخول هذه الجزيئات إلى الغلاف الجوي للأرض، تشتعل لتخلق خطوطا مضيئة في السماء. وتشير جمعية الفلك الأمريكية إلى أن شهب الجمنيد عادة ما تكون لامعة للغاية وذات ألوان مدهشة، وستظهر وكأنها مشعة من كوكبة الجمنيد، التي ستكون في وضع جيد في السماء الشمالية بعد الساعة العاشرة مساءً.
ومع اقتراب القمر بنسبة إضاءة تصل إلى 92% خلال ذروة الزخة، يُنصح بالوقوف في الاتجاه المعاكس للقمر والبحث في السماء المظلمة للحصول على أفضل فرصة لرؤية الشهب، لا تنسَ ارتداء ملابس دافئة أو حتى إحضار مشروب ساخن، ومنح عينيك بعض الوقت للتكيف مع الظلام، ومع القليل من الصبر وحظ جيد، قد تتمكن من مشاهدة أحد أفضل عروض الشهب لهذا العام.
وإذا فاتك موعد الذروة، فلا تقلق، حيث إن زخة الشهب ستستمر حتى حوالي 24 ديسمبر، مما يمنحك مزيدا من الفرص للاستمتاع بهذه الظاهرة الرائعة التي تودع العام.