شهب وأضواء ومجرتان.. مصور يحظى بـ«لقطة فلكية لن تتكرر»

في ليلة 12-13 أغسطس/ آب انطلق المصور الفلكي جوش دوري، لالتقاط قمة زخة شهب البرشاويات، غير مدرك أنه كان على وشك أن يشهد مشهدا كونيا غير عادي.

و لا تُظهر الصورة المذهلة التي التقطها دوري شهب البرشاويات وهي تتدفق عبر السماء فحسب، بل تتضمن أيضا الأضواء الشمالية (أضواء الشفق القطبي) وتوهجا جويا نادرا، يعرف باسم القوس الشفقي الأحمر المستقر (SAR)، مع ظهور مجرتي المرأة المسلسلة والمثلث في الخلفية.

• شهب منتصف أغسطس.. هل تهدد رواد الفضاء؟

ويقول دوري في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موقع (سبيس دوت كوم ) إن: "مشاهدة مثل هذا التقارب بين الأحداث الفلكية، مع رؤية مجرتي المرأة المسلسلة والمثلث أيضا، يجعل هذه الصورة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر".

اختار دوري قلعة كورف التاريخية بإنجلترا التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر كخلفية لصورته الفوتوغرافية، وهو الموقع الذي سبق له أن التقط فيه صورا رائعة خلال العاصفة الجيومغناطيسية G5 في 10 مايو. ومع توقعات الظروف القوية لـ G3 خلال وابل شهب البرشاويات، عاد دوري إلى هذا المكان المميز، متفائلا بتصوير ناجح آخر، وأتت مثابرته بثمارها بشكل مذهل.

يقول دوري "عندما بدأت في التقاط الصور، لم أكن أتوقع رؤية الشفق القطبي الشمالي، لكنني قررت أن انتظر، وعلى مدى ثلاث ساعات ونصف، قمت بالتقاط 50 صورة لوابل شهب البرشاويات، وبينما كنت أواصل التصوير الفوتوغرافي، انفجرت السماء فجأة في عرض مبهر من الألوان، و بعد لحظات، تمكنت من التقاط الشفق القطبي الشمالي أثناء سقوط الشهب".

ولم تنته المفاجآت عند هذا الحد، فعندما استعرض دوري صوره الأولية، اكتشف جوهرة مخفية أخرى، حيث اكتشف أنه قام بالتقاط القوس الشفقي الأحمر المستقر (SAR) والذي لم يكن مرئيا إلا من خلال الكاميرا الخاصة به.

وهذا القوس، هو ظاهرة جوية نادرة وغامضة، تم اكتشافها لأول مرة في عام 1956، وتظهر عادةً أثناء العواصف الجيومغناطيسية القوية وتنتج عن تسرب الطاقة الحرارية إلى الغلاف الجوي العلوي تحت الشفقي من نظام التيار الحلقي للأرض، وينبعث القوس من توهج أحمر عميق بسبب الأكسجين الذري في الغلاف الجوي العلوي، والذي عادة ما يكون خافتا جدا بحيث لا يمكن رؤيته بالعين البشرية.

وتتضمن الصورة المفصلة للغاية أيضا أهدافًا مشهورة يراقبها عشاق الفلك، مثل مجرة المرأة المسلسلة (M31) ومجرة المثلث (M33) الأكثر مراوغة، مما يزيد من ندرة الصورة وأهميتها.