ضيوف الرحمن يرمون الجمرات.. والمتعجلون يؤدون طواف الوداع
يودع الحجاج المتعجلون، اليوم، المشاعر المقدسة بعد أن يتموا مناسك حجهم بتأدية طواف الوداع شاكرين الله أن اصطفاهم واختارهم لأداء الفريضة.
وتوافد حجاج بيت الله الحرام، اليوم، ثاني أيام التشريق، إلى منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسيًا واتباعاً للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
ومن السنة أن يقف الحاج بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلا القبلة رافعاً يديه يدعو بما شاء ويتجنب مزاحمة ومضايقة إخوانه المسلمين، أما جمرة العقبة الكبرى فلا يقف ولا يدعو بعدها.
وإذا رمى الحاجُ الجمارَ ثاني أيام التشريق كما فعل في اليوم الأول أباح الله له الانصراف من منى إذا كان متعجلا وهذا يسمى النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس، فإذا غربت عليه الشمس وما زال في منى لزمه البقاء للمبيت بها ليلة الثالث عشر من ذي الحجة.
واتسمت حركة الحجاج نحو جسر الجمرات اليوم بسهولة في مساراتهم في الذهاب للرمي أو العودة إلى أماكن أساكنهم في مشعر منى (لغير المتعجلين) أو توجههم إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع لمن تعجل منهم.
وحث المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، المتعجلين في المغادرة من مشعر منى خلال ثاني أيام التشريق، بعدم مغادرة مخيماتهم قبل حلول المواعيد التي يحددها القائمون على خدمتهم.
طواف الوداع
بعد رمي الجمرات ثاني أيام التشريق يتوجه الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع اتباعًا لقول الحق تبارك وتعالى :(وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُون).
يعد طواف الوادع آخر واجبات الحج وآخر مناسكه، بعد إتمام رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق (12 ذو الحجة) للمتعجلين، أو آخر أيام التشريق (13 ذو الحجة) لغير المتعجلين.
ويتوجه الحاج إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق، ليكون طواف الوداع آخر العهد بالبيت امتثالاً لأمره صل الله عليه وسلم الذي قال: (لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت)، ولا يعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء.
خدمات وتوجيهات
ورفعت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي جاهزيتها لاستقبال توافد الحجاج إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع؛ لإتمام مناسك الحج؛ بحزمة من الخِدمات التوجيهية والإرشادية والتوعية الميدانية والدروس العلمية والمبادرات والمناشط الدينية المثرية لضيوف الرحمن المتعجلين.
وقامت إدارة إجابة السائلين ومكاتبها المنتشرة في 19 موقعًا داخل المسجد الحرام وساحاته؛ للإجابة على أسئلة واستفسارات الحجاج الشرعية، ورفع مستوى وعيهم الديني بمناسك الحج وطواف الوداع خصوصًا؛ وذلك من خلال اعتماد برنامج للإجابة على أسئلة المستفتين على مدار 24 ساعة.
وحث رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ضيوف الرحمن، على أهمية مراعاة قدسية المسجد الحرام، وأداء طواف الوداع من غير إحداث وابتداع، والرحمة واللين، بعضهم ببعض في ظل الكثافة المليونية من الحجاج، وتجنب الإيذاء والتصوير، وغير ذلك من الأمور التي تنافي الأجواء التعبدية الإيمانية، وتؤذي الطائفين.
من جهتها هيأت إدارة التوجية والإرشاد الرقمي الكوادر المؤهلة من المترجمين؛ لترجمة الخِدمات والبرامج والمبادرات والمناشط إلى لغات الحجاج، وتوفير المطبوعات الورقية والرقمية باللغة العربية والمترجمة، التي تبصِّر الحاج بأمور دينه، وتثري تجربته، وتنجح رحلته الإيمانية، وتعينه على أداء طواف الوداع في طمأنينة وخشوع على المقتضى الشرعي.
وفي ختام تلك الرحلة الإيمانية يغادر ضيوف الرحمن المشاعر المقدسة داعين الله أن يكون حجهم مبرورًا وذنبهم مغفورًا، متضرعين لله ألا يجعل هذا آخر عهد لهم ببيت الله الحرام.