أعلى درجة حرارة منذ بدء الحج.. ضيوف الرحمن يرمون الجمرات أول أيام التشريق
واصل حجاج بيت الله الحرام رمي الجمرات، اليوم الإثنين، أول أيام التشريق، في ظل تسجيل أعلى درجة حرارة منذ بدء الحج بلغت 49 درجة مئوية.
ووجهت وزارة الصحة السعودية نصائح عدة لضيوف الرحمن للحفاظ على صحتهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة، من بينها الإكثار من شرب الماء وعدم التعرض للشمس.
يأتي هذا فيما امتلأ صحن الطواف بالمسجد الحرام بضيوف الرحمن لأداء طواف الإفاضة الذي يعد أحد أركان الحج ولا يصح إلا به، لمن لم يؤده من ضيوف الرحمن في يوم العاشر من ذي الحجة.
رمي الجمرات
توافد حجاج بيت الله الحرام، اليوم الإثنين، أول أيام التشريق، إلى منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسيًا واتباعاً للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
وخصصت مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات لضمان انسيابية حركة الحجيج بفضل الله تعالى ثم بجاهزية مشروع الجمرات بأدواره المتعددة، الذي شُيّد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى.
ونقلت قناة الإخبارية السعودية عن الأرصاد الجوية إن المشاعر المقدسة تشهد اليوم تسجيل أعلى درجات الحرارة منذ بدء الحج بلغت 49 درجة مئوية.
ونصحت وزارة الصحة الحجاج بعدم التعرض للشمس، محذرة من أن التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة ولفتراتٍ طويلة، خطر على الصحة.
ودعت ضيوف الرحمن إلى تجنّب الإجهاد الحراري بحمل المظلة والإكثار من شرب الماء، والالتزام التام بجدول التفويج.
طواف الإفاضة
على صعيد ذي صلة، امتلأ صحن الطواف بحجاج بيت الله الحرام في أول أيام التشريق، لأداء طواف الإفاضة.
وأدى أمس الأحد نحو 850 ألف حاج من إجمالي 1.8 مليون طواف الإفاضة، فيما يكمل بقية الحجاج أداء طواف الإفاضة.
وهيأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الأجواء لتأدية طواف الإفاضة في بيئة صحية آمنة، حيث عملت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي على تعقيم وتطهير المسجد الحرام وصحن المطاف والأروقة والساحات بأحدث الآليات والمعدات المخصصة لذلك، قبل قدوم الحجيج وبعد مغادرتهم بيت الله العتيق.
وهيأت الهيئة المسارات المخصصة لدخول ضيوف الرحمن بخطط وإجراءات وآليات ممنهجة لإدارة الحشود، وُضعت مسبقاً لضمان سلامتهم وأمنهم وراحتهم، وذلك بالتنسيق والتواصل الفعال والدائم مع جميع الجهات المعنية في المسجد الحرام.
كما عملت الهيئة على تهيئة منظومة تكييف متكاملة لتوفير هواء نقي بارد في جميع أرجاء المسجد الحرام وتبريد الهواء الخارجي في الساحات والطرق المؤدية للمسجد الحرام، وللحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن يتم تنظيم الحشود بالتعاون مع الجهات المعنية لاستيعاب الأعداد من ضيوف الرحمن وتهيئة جميع الخدمات لتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر ، كما تقوم الهيئة بغسل المسجد الحرام وسطحه وساحاته على مدار 24 ساعة.
أيام التشريق
يقضي الحاج في مشعر منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، أو ليلتين لمن أراد التعجل، تحقيقا لقوله تعالى (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
والواجب على الحاج رمي الجمرات الثلاث طوال الأيام التي يقضيها في منى ويكبر الله مع كل حصاة، ومن السنة الوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلا القبلة رافعاً يديه يدعو بما شاء ويتجنب مزاحمة ومضايقة إخوانه المسلمين، أما جمرة العقبة الكبرى فلا يقف ولا يدعو بعدها، فمن أراد التعجل في يومين وجب عليه رمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، ثم يغادر منى قبل غروب الشمس، فإذا غربت عليه الشمس وما زال في منى لزمه البقاء للمبيت بها ليلة الثالث عشر، والرمي في اليوم الثالث عشر ما لم يكن قد تهيأ للتعجل فيخرج ولا يلزمه المبيت بمنى.
وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج يتوجه الحاج مرة أخرى إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق بعد أداء الحجاج مناسكهم بأركانها وواجباتها وفرائضها، ليكون طواف الوداع آخر العهد بالبيت امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم الذي قال: (لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت).
وطواف الوادع هو آخر واجبات الحج التي ينبغي على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة، ولا يعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء.
سُميت أيام التشريق بذلك لأن العرب كانوا يُشرِّقون لحوم الأضاحي في الشمس وهو تقطيع اللحم وتقديده ونشره.