المزارعون الأكثر تضرراً.. تأثيرات مدمرة لألغام الحوثي

لا يكاد يمر يوم إلا وتفقد فيه إحدى العائلات اليمنية فرداً منها أو أكثر؛ نتيجة انفجار لغم زرعته مليشيات الحوثي في أراضي البلاد.
ولم تقتصر آثار الألغام الحوثية على الأفراد اليمنيين، ولكنها طالت قطاعات اقتصادية رئيسية في البلاد، ألا وهو القطاع الزراعي، مهددةً المزارعين وكل من له صلة بهذه المهنة.
وحوّلت الألغام الحوثية الأراضي الزراعية الخاصة بالمزارعين اليمنيين إلى ما يشبه حقول الفخاخ المتفجرة؛ ما منعهم من الاهتمام بها ورعايتها؛ وأجبرت الفلاح اليمني على هجر أرضه والنزوح منها، وبالتالي تهديد الأمن الغذائي المحلي في اليمن.
وهذا ما يجعل المزارعين اليمنيين أكثر أصحاب المهن تضررًا إثر الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في الأرض اليمنية؛ غير مكترثة بما تلحقه من خسائر بالقطاع الغذائي والاقتصادي للبلاد.
ووفقاً لإحصاءات ودراسات فإن غالبية ضحايا الألغام هم من المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال، كونهم ينخرطون في أنشطة كَجمع الحطب والمياه ورعاية الماشية والزراعة، كما هو حال المزارعين في السهل التهامي بما في ذلك وادي الرمة في المخا.
تلف المزارع والحقول
وفي هذا الشأن، يقول رئيس منظمة ميون اليمنية، عبده الحذيفي، إن "المناطق التي كانت تحت سيطرة مليشيات الحوثي وتم تحريرها وإخراجهم منها هي أكثر الأراضي الموبوءة بشدة بالألغام في اليمن".
وأكد الحذيفي، في تصريحٍ لـ"العين الإخبارية"، أن معظم تلك الأراضي -للأسف الشديد- مناطق زراعية ومراعي للماشية، لكن مليشيات الحوثي زرعتها بالألغام الأرضية بمختلف أنواعها، رغم أنها بعيدة كثيرًا عن جبهات القتال وليس لها أي أهمية عسكرية.
وأضاف الحذيفي: "تسببت هذه الألغام الأرضية العشوائية التي زرعتها المليشيات في الحيلولة دون وصول المزارعين إلى أراضيهم الزراعية للقيام بأنشطتهم وكسب عيشهم؛ ما أدى إلى تلف تلك المزارع وتصحر مساحات شاسعة منها".
وتابع: "ولعل أبرز مثال لذلك هو السهل التهامي، غرب اليمن الذي كان يوصف بأنه سلة اليمن الغذائية؛ نظرًا للإنتاجية الوفيرة من التمور والفواكه والخضروات، حيث تسببت الألغام بتلف مزارع النخيل والمانجو وتصحرها ونزوح ملاكها؛ بحثًا عن مصدر رزق بعد تكبدهم خسائر مادية فادحة".
- واشنطن تفرض عقوبات على بنك اليمن الدولي.. سقوط «مصيدة المساعدات»
- ميناء «المخا» اليمني يستقبل سفينة تجارية للمرة الأولى منذ 14 عاماً
أهمية الزراعة لليمنيين
يمثل القطاع الزراعي أهمية قصوى بالنسبة لليمنيين، وركيزة أساسية للمعيشة، بحسب المهندس الزراعي اليمني صالح حسين الشرفي، مشيرًا إلى أن نحو 72% من سكان اليمن يعيشون في الأرياف، ويعتمدون جميعًا على القطاع الزراعي لإنتاج الغذاء المحلي.
وقال الشرفي لـ"العين الإخبارية"، إن زراعة الحبوب تسيطر على أغلب المساحة الزراعية المتاحة في اليمن، بما يصل إلى 57%، وبقية المساحة المقدرة بـ43% تُستخدم لزراعة الفاكهة والخضراوات والمحاصيل النقدية والأعلاف والقات.
وأضاف الخبير الزراعي: "رغم ذلك، فإن قطاع الزراعة في اليمن لا يوفر سوى 15 - 20% فقط من الاحتياجات الغذائية الأساسية، رغم كونه العمود الفقري للمعيشة في اليمن"، لافتًا إلى أن هذه النسبة الضئيلة تعرضت للتجريف من قبل مليشيات الحوثي التي زرعت المزارع والحقول بالألغام.
اليمن ملوث بألغام الحوثي
في الرابع من أبريل/نيسان الجاري، أصدرت منظمة ميون الحقوقية بيانًا بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، استذكرت فيه الآثار المدمرة للألغام والفخاخ الشائكة على حياة المدنيين في اليمن، الذي يعاني من تفشي هذه المشكلة المستمرة منذ عقد من الزمن.
وقال البيان الذي وصل "العين الإخبارية" نسخة منه: "إن اليمن أصبح واحدا من أكثر الدول تلوثًا بالألغام على مستوى العالم؛ مما أدى إلى إزهاق آلاف الأرواح وإصابة آلاف آخرين؛ ما يزيد على 35% منهم من الأطفال.
وأشار البيان إلى أن مليشيات الحوثي المتسبب الرئيسي في زراعة الألغام خلال العقد الأخير، حيث مثلت زراعة الألغام جزءًا من الاستراتيجية العسكرية للمليشيات، التي قامت بزراعة الألغام ليس فقط في جبهات القتال، بل أيضًا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.