"الفاشية والنازية".. لغة الحرب العالمية تستوطن خطابات القادة
هيمنت المقاربات التاريخية على خطابات القادة والزعماء في الآونة الأخيرة عبر استحضار لبعض الكلمات التي كانت سائدة إبان الحرب العالمية أبرزها "النازية" و"الفاشية".
فبينما كانت القوات الروسية تتأهب لإطلاق عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا قبل 6 أشهر، وجّه الرئيس فلاديمير بوتين خطابا حازما لشعبه استعرض فيه مبررات الهجوم على جارته.
الخطاب تكرّرت خلاله كلمات "النازية" و"النازيين الجدد" سبع مرات، مؤكدا أن الحرب ضرورة وليس خيارا.
النازية الجديدة
سيد الكرملين ذكّر الروس بتاريخ الاجتياح النازي الدموي في أربعينيات القرن الماضي، الذي كلّف الاتحاد السوفياتي ملايين الأرواح وتسبب في فقدانه مناطق ذات أهمية استراتيجية، مؤكدا أنه "لن يسمح بتكرار هذا الخطأ مرة ثانية".
وخلال خطابه في عيد النصر، كرر بوتين الحديث قائلا: "إن النازية الجديدة منتشرة منذ فترة طويلة في أوكرانيا، في حين أنها مصحوبة بموجة من الخوف من روسيا في المجتمع الغربي".
وتابع بوتين: "لسوء الحظ، في بلدنا المجاور أوكرانيا كانت النازية الجديدة متفشية منذ فترة طويلة والتي يتغاضى عنها بعض شركائنا مما يسمى بالغرب الجماعي ويشجعون أنشطتهم في الواقع وكل هذا مصحوب بتصاعد غير مسبوق من الخوف من روسيا في ما يسمى الدول المتحضرة والصحيحة سياسيا في المجتمع الغربي".
كما شبّه سيرجي ناريشكين، رئيس المخابرات الروسية، وزارة الخارجية الأمريكية بـ"آلة الدعاية النازية" إبان الحرب العالمية الثانية.
وقال سيرجي ناريشكين، إن الولايات المتحدة تشجع على نشر معلومات مزيفة على تطبيق المراسلة الشهير تليجرام في محاولة "لتشويه سمعة القيادة السياسية والعسكرية الروسية وتصويرها في أعين الشعب الروسي على أنها مجردة من الإنسانية".
وقال ناريشكين في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لجهاز المخابرات "تشترك أفعالهم كثيرا مع أساليب وزارة التعليم العام والدعاية التابعة للرايخ الثالث ورئيسها جوزيف جوبلز".
والنازية هي حركة سياسية واجتماعية، نشأت في ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى وانهيار إمبراطوريتها وتوقيع معاهدة فرساي عام 1919.
ويقصد بها تلك الظاهرة التاريخية التي بلغت أكمل صيغها في فترة الثلاثينيات من القرن العشرين حتى العام 1945، حين استطاع الحزب النازي بزعامة أدولف هتلر أن يقود الحركة القومية الاشتراكية في ألمانيا، وأن يسيطر على الحكم في العام 1933، ويلغي الأحزاب، ويحتكر السلطة.
شبه فاشية ترامب
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تجمع حاشد، الخميس، الديمقراطيين إلى إنقاذ البلاد من "شبه فاشية" جمهوريي دونالد ترامب ومواصلة السيطرة على الكونغرس في انتخابات منتصف الولاية التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وخلال تجمّع لجمع تبرّعات في أحد المنازل الفخمة في إحدى ضواحي واشنطن، انتقد الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 79 عاماً بشدّة الجانب الأكثر تطرّفاً في المعسكر المحافظ و"فلسفة (لنجعل أمريكا عظيمة من جديد) المتطرّفة" التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب، بحسب فرانس برس.
وقال بايدن إن "ما نشهده اليوم هو إما ولادة أو موت الفلسفة المتطرّفة" المتمثلة بشعار "لجعل أمريكا عظيمة من جديد".
وأضاف أن "الأمر لا يتعلّق بترامب وحده بل بفلسفة كاملة (...). إنها شبه فاشية".
وفي وقت لاحق، خاطب بايدن حشداً انتخابياً للحزب الديمقراطي. وقال: "يجب أن تصوّتوا لإنقاذ الديمقراطية بكل معنى الكلمة مرة أخرى".
ومصطلح "الفاشية" استخدمه الزعيم الإيطالي، بينيتو موسوليني، لأول مرة لوصف حركة سياسية جمعت بين التعصب القومي والعداء لكل من اليسارية والسياسة المحافظة العام ١٩١٩، وهي تتجلى من خلال حكم حزب وحيد، ورجل واحد، يمكن له ممارسة الإرهاب المنظم من خلال أجهزته الأمنية ضد كل من يعده عدواً له، ويحتكر وسائل الإعلام، ويسيطر على الاقتصاد.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA==
جزيرة ام اند امز