عروض الأزياء تثير جدلاً في السودان.. ماذا يقول أهل الموضة؟
جدل كبير يحتدم بالمشهد السوداني إثر تصاعد مضطرد في أنشطة عروض الأزياء، الفن الذي عرفته البلاد منذ وقت قريب، إذ ظل مكبلاً لعقود.
ومنذ إنهاء حكم الإخوان بقيادة المعزول عمر البشير قبل عامين، شهد السودان نحو 6 فعاليات كبرى لعروض الأزياء جرت بالعاصمة الخرطوم، وسط احتفاء من محبي هذا الفن وعشاق الموضة.
ورغم سعادة الكثيرين بعودة هذا الفن بعد طول غياب، برزت أصوات سودانية تستخف بقدرات منظمي عروض الأزياء في إخراج عمل إبداعي احترافي وسط نقد للفعاليات التي أقيمت بالفترة الماضية فحواها أن العمل كان دون الطموح مقارنة بما وصل إليه العالم في هذا المجال.
وبالمقابل، فإن فئات مقدرة من السودانيين تقف إلى جانب مبدعي عروض الأزياء ويشجعونهم للمضي قدماً في هذا المجال الذي ما زال يتحسس طريقه بعد أن عانى رحلة متطاولة من الكبت والمحاربة في عهد نظام الإخوان المعزول.
انقسام سوداني حول عروض الأزياء تخطى نقاشات مجالس المدينة، إلى وسائط التواصل الاجتماعي التي لم تهدأ ثائرتها مع كل فعالية يقيمها أهل الموضة في العاصمة الخرطوم، حيث يتداول النشطاء بكثافة طرائق العرض، بعضهم يساند الفكرة مقدماً النصح والإرشاد وآخرون ينتقدون بلا مواربة.
وتتوسط الفئات المتباينة مجموعة ثالثة تحتفي بعروض الأزياء وتصاعد نشاطها فقط لكونها تعكس وجه مشرقاً للحريات العامة في السودان وتجسيد عملي لطي صفحة مظلمة من الكبت والتضييق على مختلف الفنون، تلك الممارسات التي كانت في عهد نظام الإخوان المعزول
ويشير الناشط الحقوقي، محمد عباس، إلى أن وجود نشاط مكثف لعروض الأزياء يعكس حالة تعافي كبيرة في الفنون المختلفة في السودان والتي طالما دمرتها سياسات النظام السابق.
ويقول عباس لـ"العين الإخبارية": "يجب ألا نستمع إلى الأصوات التي ترغب في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، حيث أيام الكبت والتضييق على الفنون، علينا المضي قدماً للانضمام لبيوت الموضة العالمية".
وأضاف: "لدينا ثقافات عديدة يجب أن يشاهدها العالم عبر نافذة فن عرض الأزياء حتى نودع عهد العزلة إلى الأبد"، مبدياً سعادته بما تحقق حتى الآن في هذا المجال كونه عكس وجهاً مشرقاً لبلاده يتماشى مع المرحلة الجديدة.
وينظر منظمو عروض الأزياء إلى الجدل الدائر حول نشاطهم بنوعٍ من الإيجابية كونه يعكس حالة التعافي لهذا الفن وفق تقديرهم، لدرجة أنه صار محط اهتمام الناس خلال فترة زمنية وجيزة.
وتقول رباح الدابي، إحدى الفاعلات في عروض الأزياء لـ"العين الإخبارية": "الاختلاف وتباين وجهات النظر ظاهرة صحية بطبيعة الحال، فنحن سعداء بتداول الناس واهتمام بنشاط عروض الأزياء، حتى التنمر لا يثبط من عزيمتنا، فجعل المجتمع السوداني يتقبل هذا الفن ويتعاطى مع بيوت الموضة غايتنا الكبرى التي نخطط لبلوغها".
وأضافت: "عشنا في عزلة طويلة في مجال الموضة بسبب التضييق والآن نمضي بشكل جيد سنأخذ بالرؤى الناصحة والذين ينتقدون لأجل تقويم عملنا ولن نكترث لمن يرغب في هدم ما بنيناه في الفترة الماضية".
وكانت عروض الأزياء قد بدأت العام الماضي في صالات مغلقة بالخرطوم بمشاركة النساء فقط، لكن سرعان ما حدث إنفتاح وأقيم أول عرض مختلط رجال ونساء قبل أشهر في واقعة حظيت بإهتمام كبير.
وبعد نجاح المنظمون في تقديم أعمال نالت أعجاب الكثيرين، تبدو بعض الأصوات راغبة في تعطيل مسيرة عروض الأزياء مستغلة النظرة السالبة لبعض الفئات المجتمعية بالسودان لهذا الفن، لكن عزيمة نشطاء هذه العروض أضحت طاغية على المساعي الهدامة.