الصين تُحقق قفزة نوعية في غواصاتها النووية

كشفت البحرية الصينية تفاصيل جديدة تتعلق بقدرات غواصاتها النووية الاستراتيجية من طراز 094، وهي الفئة الأكثر تسليحًا بين غواصاتها.
وبحسب تقرير لصحيفة "ساوث تشينا مورننغ بوست"، تتمتع هذه الغواصات بسرعة قصوى تصل إلى 30 عقدة (56 كم/ساعة) تحت الماء، وقدرة على الغوص حتى عمق 400 متر، متجاوزةً التقديرات السابقة بنسبة 50% في السرعة و33% في العمق.
وأشار الخبراء العسكريون إلى أن هذه التحسينات قد تكون نتاج ترقيات في هيكل الغواصات المصنوعة من الفولاذ عالي المقاومة، وأنظمة الدفع النووية الجديدة، التي تُمكّنها من المناورة بفعالية في المياه العميقة، ما يُصعب اكتشافها بواسطة أنظمة المراقبة الغربية.
تكنولوجيا متقدمة تعيد تعريف الردع الاستراتيجي
لا تقتصر التحديثات على السرعة والعمق فحسب، بل شملت ترقية أنظمة الرادار والسونار لتحديد الأهداف بدقة أعلى، ودمج طوربيدات من نوع YU-6 المضادة للغواصات، التي تُعتبر الأحدث في ترسانة الصين البحرية. كما زُوِّدت الغواصات بأنظمة حرب إلكترونية قادرة على تشويش اتصالات العدو.
لكنّ المفاجأة الأكبر كانت في قدرة هذه الغواصات التي تشكل حاليًا العمود الفقري لقوة الردع النووي الاستراتيجي لبحرية جيش التحرير الشعبي، على حمل 12 صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات من طراز جيه إل-3، التي يصل مداها إلى 14000 كم، مما يسمح لها بإصابة أهداف في أي مكان بالعالم دون الحاجة للاقتراب من السواحل الأمريكية، وفق تحليل نشرته مؤسسة راند للأبحاث.
ثلاثية نووية متكاملة: تعزيز الوجود العالمي
تندرج هذه التطويرات ضمن خطة طموحة لتحديث الترسانة النووية الثلاثية للصين، التي تشمل صواريخ دي إف-41 القادرة على حمل 10 رؤوس نووية وتصل لمدى 15,000 كم.
والقاذفة الشبحية إتش-20 التي ستدخل الخدمة هذا العام، التي ستتمتع بقدرة على اختراق المجال الجوي المعادي دون رصد. وكذلك التوسع في أسطول الغواصات من طراز Type 094، الذي يضم حاليًا 6-7 غواصات، مع خطط لزيادة العدد إلى 10 بحلول 2030.
بنية تحتية عسكرية: استثمارات ضخمة وتأمين متكامل
تُركز الصين على تعزيز البنية التحتية لدعم غواصاتها، حيث تُشير صور الأقمار الصناعية إلى توسيع قاعدة يولين البحرية في جزيرة هاينان، التي تضم مرافق متطورة لإصلاح وتزويد الغواصات بالوقود النووي. كما نُشرت منظومات دفاع جوي متطورة مثل إتش كيو-بي9، ومقاتلات جيه-20 الشبحية في قاعدة ناننينغ القريبة، لتأمين المجال الجوي حول القاعدة.
وكانت الصين قد أعلنت في عام 2023 بناء منشأة بحرية ثانية سرية في شنغهاي، يُعتقد أنها مُخصصة لاستيعاب الجيل الجديد من الغواصات النووية Type 096، التي يتوقع أن تحمل صواريخ جيه إل-4 بمدى يفوق 16000 كم.
aXA6IDMuMTQ1LjExNi4xNzAg جزيرة ام اند امز