"فعدة من أيام أُخر".. إجابات كل استفسارات صيام القضاء وأحكامه
كيف يكون صيام القضاء عن الأيام التي أفطرت فيها؟ تعرفوا على أحكام صوم الأيام الواجبة التي تضمن لكم إتيان ركن من أركان الإسلام الخمسة.
في بعض الأحيان، قد نضطر إلى الإفطار في أحد نهارات شهر رمضان الكريم إما لسفر أو مرض، ولذلك يمنحنا صيام القضاء فرصة تعويض ما فات، ولكن هناك أحكام وشروط لتأدية صوم القضاء عن الأيام التي يفطر فيها المسلم بسبب عذر يمنعه، ولذلك نعرض إجابات كل الاستفسارات حوله وفقا لفتاوى دار الإفتاء المصرية.
صيام القضاء
يقول الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم "يا أيها الذين كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقوم * أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون" سورة البقرة.
بهذا يبدو واضحا أن الله تعالى ألزمنا بالصيام، الذي يكون واجبا في شهر رمضان كاملا، وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أن صوم رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو ما يعني أن المسلم إذا فاته الصوم واضطر إلى الإفطار، فعليه أن يعوضه باتباع أحكام صيام قضاء رمضان أي "فعدة من أيام أُخر".
يعتبر صوم رمضان هو فرض عين على كل مسلم قادر بالغ، ويعد التخلف عن أي من أيامه دون عذر، سواء كان الحمل أو الحيض أو المرض والسفر، هو إهدار لثواب عظيم- كما أوضحت دار الإفتاء المصرية- ولا يمكن أن يعوض صوم القضاء ثواب هذا اليوم طالما كان إفطاره من دون سبب أو عذر، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَنْ أفطر يوما واحدا متعمدا من غير عذر ولا مرض، لم يقضه صيام الدهر وإن صامه".
شروط صيام القضاء
تنطوي مسألة صيام الدين على عدد من الشروط والأحكام التي تضمن تعويض الأيام التي أفطرها المسلم بشكل صحيح، وهي:
- أن يصوم المسلم قضاء عن أيام إفطاره في شهر رمضان.
- وعليه أن يُسرع في صيام القضاء فور أن يتسنى له ذلك ويزول العذر الذي يمنعه عن الصوم.
- تبييت نية صيام القضاء من الليل قبل صلاة الفجر، ويكفي أن يعقد المسلم النية بقلبه، أو عبر تناول السحور.
- يجوز الجمع بين نية صوم الفرض والنافلة، بمعنى أن يجمع المسلم بين صوم الأيام الستة من شوال وصيام قضاء رمضان.
هل يشترط التتابع في صيام القضاء
كثيرا ما يتساءل البعض عن إمكانية صيام الفائت من رمضان على ايام متفرقة، وهل يجب التتابع عند صومهم، ولذلك أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا يوجد في كتاب الله أو سنة رسوله عن ضرورة التتابع في صيام القضاء، ولكن الأهم أن يقوم المسلم بصوم الأيام التي أفطرها قبل أن يحل رمضان التالي، إذا كان يمتلك القدرة ولا يوجد عذر يمنعه.
مبطلات صيام القضاء
من الممكن أن تكون مبطلات صيام القضاء هي نفسها الأمور التي تُبطل الصيام في نهار رمضان، ويشترط أن يكون المسلم قاصدا القيام بهذه الأمور وعلى علم بأنها من المبطلات ولم يقم بها سهوا وكان متذكرا، ومبطلات صيام الدين هي:
- الأكل والشرب المتعمد بمعنى أن يقصد الصائم ذلك، لا أن يتناول الطعام ناسيا.
- جماع الرجل والمرأة في نهار يوم صوم القضاء يبطله ويجب الصوم بدلا منه، أما الجماع في نهار رمضان فيجب صيام يوم قضاء عنه وكفارة.
- الحيض والنفاس من مبطلات صوم قضاء رمضان.
- تعمد القئ.
حكم الإفطار في صيام القضاء بعذر الحيض
أوضح الفقهاء أن صيام الدين عن الأيام التي أفطرها المسلم في رمضان بسبب اي عذر، سواء الحيض أو الحمل أو المرض أو السفر أمر واجب، ولكن عند صوم قضاء رمضان هل يجوز للمسلم أن يفطر؟ يمكن أن تفطر المرأة إذا كانت تصوم القضاء في حال كانت حائض أو حامل، وتعوضه في يوم آخر.
لهذا اعتبر كثير من الفقهاء أن صيام الفائت من رمضان لا يجوز الإفطار فيه دون عذر، أما صيام التطوع فيمكن أن يفطره المسلم دون وجود عذر أو مانع، كأن يتم دعوته إلى طعام، ولكن يمكن الإفطار في حال وجود سبب يمنع الصيام كما أوضحنا.
متى يُباح الفطر في رمضان؟ "الإفتاء المصرية" تجيب
صيام القضاء بدون نية
الأصل في الأعمال هو النيات، بل قد يُجزى المسلم على نيته الطيبة في حال أراد خيرا ولكن لم يوفق له، وفي الصيام الواجب، سواء كان صوم رمضان أو صيام الدين عن الأيام التي أفطرها في رمضان، أو صوم الكفارة، وكذلك صوم النذر على الكسلم أن يبيت النية من الليل وقبل الفجر، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له".
كما يميل بعض العلماء والفقهاء أنه يمكن لصيام التطوع، مثل يوم عرفة أو أيام الاثنين والخميس ويوم عاشوراء، أن يكون دون نية مبيته، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتيها وهو صائم يقول "أصبح عندكم شئ تُطعمينيه؟"، فتقول: لا، فيقول "إني صائم"، وأوضحت دار الإفتاء المصرية صبام القضاء لا يجوز بدون نية، وصيام التطوع تجوز نيته قبل الزوال أي قبل ئوقت الظهر بقليل.
صيام القضاء يوم الجمعة
كان كثير من الفقهاء يميلون إلى استحباب عدم صيام يوم الجمعة منفردا، ويفضل يوم قبله أو يوم بعده، ولكن أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صيام التطوع أو النافلة هو ما ينطبق عليه عدم صوم يوم الجمعة وحده، أما في حالية صيام قضاء رمضان وهو صيام واجب، فيجوز أن يكون يوم الجمعة فقط، إذا كانت ظروف الصائم تحتم عليه أن يقضي صومه يوم الجمعة بشكل منفرد دون شروط.
صيام القضاء في رجب
يعتبر شهر رجب من الأشهر الحُرم (ذي القعدة، ذي الحجة، محرم، رجب) التي يأتي فضل الصيام بها كبير، وينعم الله بها على عباده بالبركة والخير، وأن رجلا سأل رسول الله عن أفضل الأوقات للصيام في حال كانت لديه القدرة والقوة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "صم من الحُرم واترك، صم من الحُرم واترك"، ويمكن للمسلم صيام الفائت خلال شهر رجب
صيام القضاء في شعبان
أوضح كثير من الفقهاء أن صيام القضاء في شهر شعبان جائز، كما كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول "كان يكون عليّ الصوم من رمضان فما استطيع أن أقضي إلا في شعبان"، وهو ما يعني جواز الصيام في شهر شعبان مع ضوابط ألا يصوم قبل بدء رمضان بيوم أو يومين.
صيام القضاء قبل رمضان بيوم
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين، وذلك في حديثه عن أبي هريرة رضي الله عنه حين قال "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم"، وذلك للفصل بين صيام القضاء أو التطوع وصيام الواجب وهو شهر رمضان.
دعاء نية صيام رمضان.. الصيغة والتوقيت والفضل
هل يجوز الافطار في صيام القضاء
رجح كثير من الفقهاء عدم جواز الإفطار في صيام القضاء على اعتبار أنه مختلفا عن صيام التطوع، فإذا نوى المسلم أن يصوم يوم قضاء عن اليوم الذي أفطره في رمضان، ثم حدث أن أفطر دون عذر يسمح له بالإفطار إما المرض أو الحيض أو الحمل والنفاس وكلك السفر، فيكون عليه إثم وعليه أن يقضي يوما بدلا ويطلب التوبة من الله.
في حين يمكن للمسلم أن يُفطر في صيام التطوع من دون عذر، في حال تمت دعوته لطعام، ولم يستطع أن يرد الدعوة على سبيل المثال، دون أن يكون عليه إثم، أو أن يكون مضطرا لقضاء يوم بدلا منه.
من نوى صيام القضاء ثم أفطر هل يصوم يومين؟
أوضح الفقهاء وعلماء الدين أن صيام القضاء عن اليوم الذي أفطر فيه المسلم في رمضان يوما واحدا، وإذا حدث أن أفطر في يوم صيام القضا، بسبب عذر، فعليه أن يعيد صيام يوم القضاء مرة أخرى ليوم واحد لا يومين، أما في حال أفطر عن عمد في يوم صوم القضاء دون عذر، فعليه أن يستغفر الله من هذا الإثم ويصوم يوما واحدا قضاء إفطاره في رمضان.
هل يجوز التصدق بدل صيام الدين
في حال إفطار المسلم في يوم صيام الواجب، سواء صوم رمضان أو صوم النذر وصوم كفارة اليمين، فعليه أن يقوم بالآتي:
- صيام القضاء عن الأيام التي أفطرها في شهر رمضان أو صيام الواجب.
- في حال استمر العذر الذي يمنعه من الصيام، سواء مرض او سفر أو حمل ورضاعة، فعليه أن يؤجل صيام القضاء حتى زوال العذر.
- أما إذا كان العذر هو مرضا مزمنا ودائما لا شفاء منه، أو كان رجلا أو امرأة مسنة يجهدهما الصيام، فهنا تجوب الفدية أو الكفارة.
- يقوم المتعذر عن الصيام بدفع فدية إطعام مسكين- تقدرها الجهات المختصة مثل دار الإفتاء- عن كل يوم أفطر فيه.
حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام
يجب لمن ترك قضاء رمضان عدة أعوام أن يتوب إلى الله عز وجل، ويعزم على عدم تكرار ذلك مرة أخرى. كما يجب قضاء هذه الأيام والإطعام عن كل يوم مسكين نصف صاع من الأرز أو التمر، أما إذا كنت فقيرًا فلا شيء عليه.
تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات
لا يجوز تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات، ويجب قضاء هذه الأيام وإطعام عن كل يوم مسكين، حيث يكون صيام رمضان من أركان الإسلام الخمس التي فُرضت على المسلمين، لهذا وجب القضاء والإطعام والتوبة إلى الله عز وجل.
حكم عدم القدرة على صيام القضاء
في حالة عدم المقدرة على قضاء صيام رمضان بسبب مرض لا يرجى شفاؤه أو التقدم في العمر. يمكن إطعام عن كل يوم فطر مسكين.
صيام الفائت من رمضان
من الممكن أن يقع المسلم في أمر ترك صوم الفائت عن الأيام التي افطرها في رمضان لعدة سنوات، إما تكاسلا أو لجهل بضرورة القضاء قبل حلول رمضان التالي، أو بسبب عذر مرضي أو غيره، وفي هذا يقول الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إن على المسلم أن يقضي الأيام التي أفطرها فور زوال العذر.
بمعنى إذا استمر العذر الذي يمنع المسلم من صوم الفائت عن الأيام التي أفطرها في رمضان، فعليه أن يستسلم للعذر، ثم فور زواله إما بعودة الصحة أو انتهاء المرأة من فترات الحمل والنفاس والرضاعة وخلافه، يجب أن يقضي الأيام ويتم توزيعها على مدار العام، إما كل اثنين وخميس أو ليوم واحد في الأسبوع حسب مقدرته.