"طريق مسدود".. مصير تركيا في عهد أردوغان
سياسات عدائية يتبناها رجب طيب أردوغان بمحيطه الإقليمي، زرعت الفوضى وعبثت باستقرار أجزاء كبيرة من العالم
سياسات عدائية يتبناها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمحيطه الإقليمي، زرعت الفوضى وعبثت باستقرار أجزاء كبيرة من العالم، ضمن دبلوماسية صدامية تهدد بعزل تركيا دوليا.
ناقوس خطر يدقه هذه المرة الكاتب التركي الشهير، أرغين يلديز أوغلو، في مقال تحت عنوان "النظام يجر البلاد لطريق مسدود"، نشره، الجمعة، الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المحلية، تابعته "العين الإخبارية".
وفي مقاله، قال يلديز أوغلو إن "تركيا التي وصلت إلى نقطة فقدت معها مواردها المالية بالداخل، وضعها النظام أمام محوري تحالفات، أحدهما على أحواض النفط والغاز الممتدة من شمال أفريقيا إلى شرق البحر المتوسط، والآخر في الشرق الأوسط".
واعتبر أن "السياسة التي تتبعها تركيا، بداية من ليبيا إلى شرق المتوسط، لا يمكن النظر إليها وتقييمها في إطار الدبلوماسية أو استعراض القوة".
وبالنسبة له، فإن "هذه السياسة وضعت تركيا أمام تحالف مدعوم من الولايات المتحدة، تشكله دول فرنسا، واليونان، ومصر، وقبرص، وإسرائيل"، لافتا إلى أن "سياسات النظام أدخلت البلاد في طريق مسدود دبلوماسيًا وعسكريًا".
وفي إشارة إلى هوس أردوغان بإحياء أمجاد الإمبراطورية العثمانية البائدة، اعتبر يلديز أوغلو أن نظام الرئيس التركي "يعتقد أن البشرية جمعاء تنتظرنا على أحر من الجمر بداية من جبل طارق للحجاز ومن البلقان إلى آسيا".
وتابع: "لذلك، يتأهب أردوغان ليتولى زعامة العالم السني؛ لتصبح الدولة التي يراها العرب سببًا لعدم الاستقرار أكثر من رؤيتهم إيران سببًا لذلك".
نحو طريق مسدود
الكاتب التركي تطرق أيضا إلى رد الفعل التركي السلبي حيال توقيع معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل، وإعلان تأييد السلام مع مملكة البحرين، بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وقال: "في بداية الأسبوع الجاري، وقعت كل من البحرين والإمارات اتفاقيات سلام مع إسرائيل في واشنطن، وكالعادة كان نظام أردوغان هو أكثر من انتقد ذلك بلغة خطابه المعهودة".
وأضاف أنه، "وفي نفس اليوم الذي وقعت فيه تلك الاتفاقيات"، "كان هناك مسؤول قطري رفيع المستوى بواشنطن يبحث مع وزير الخارجية الأمريكي تطوير ما يسمى بالحوار الاستراتيجي، ورغم ذلك، لم ينتقد المسؤول اتفاقيات السلام.. هذه قطر التي تعتبر الصديق الوحيد لتركيا بالمنطقة".
ولفت إلى أن "جامعة الدول العربية رفضت في اجتماعها الأخير مشروع قرار فلسطيني يدين اتفاقيتي التطبيع، كما أن (سلطنة) عمان تدعم هاتين الاتفاقيتين".
واستطرد قائلا: "وبذلك، يرتفع عدد الدول العربية التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل إلى 4 هي مصر والأردن والإمارات والبحرين (إعلان تأييد سلام بالنسبة للمنامة)، وبحسب رئيس الموساد الإسرائيلي، هناك دول مثل (سلطنة) عمان والمغرب والسودان تعتزم اتخاذ نفس الخطوة".
وخلص الكاتب إلى أن "تركيا يديرها نظام العدالة والتنمية الذي لا يملك لدى تلك الدول رصيدًا سوى ذكريات سيئة عن الدولة العثمانية".
ورغم ذلك، يحاول حزب أردوغان "تشكيل العالم العربي بتنظيمات خارجة عن سيطرة تلك الدول، مثل الإخوان وغيرها، ولقد رجحت تلك البلدان كفة إسرائيل التي من الممكن أن تكون رادعة لإيران، وقد تنضم قطر إليهم قريبًا".
واختتم يلديز أوغلو مقاله مؤكدًا أن "أردوغان يجر تركيا، بهذه السياسات العدائية، نحو طريق مسدود، وعزلة دولية كبيرة ستنعكس حتمًا بالسلب على اقتصادها وصورتها أمام المجتمع الدولي".