الانتخابات الفلسطينية.. تحدي "لعنة القوائم" في فتح يطارد عباس
يواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدي توحيد حركة فتح، التي يقودها بعد دعوته لانتخابات تشريعية ورئاسية في وقت لاحق من هذا العام.
ويقول مسؤولون ومراقبون ونشطاء فلسطينيون في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن تحدي توحيد "فتح" في قائمة انتخابية واحدة لا يقل صعوبة عن مسعى عباس توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة عبر الانتخابات.
فما إن تم الإعلان عن الانتخابات التشريعية الفلسطينية، الأولى منذ 15 عاما، حتى توالى التلويح بنشر قوائم انتخابية لحركة "فتح" منفصلة عن الحركة الأم.
وكان عباس أصدر الأسبوع الماضي مرسوما بالدعوة إلى انتخابات تشريعية في 22 مايو/أيار ورئاسية في 31 يوليو/تموز المقبل.
وهذه هي الانتخابات التشريعية الأولى منذ العام 2006 والرئاسية الأولى منذ العام 2005.
وحالت السيطرة العسكرية لحركة "حماس" على قطاع غزة منتصف العام 2007 دون إجراء انتخابات منذ ذلك الحين.
وكانت حركة "حماس" فازت بالأغلبية من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني الـ132، البرلمان المؤقت، في العام 2006 إثر غياب وحدة حركة "فتح".
وحصلت "حماس" في حينه على 74 مقعدا فيما حصلت "فتح" على 45 مقعدا وتوزعت باقي المقاعد بين المستقلين وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
ويخشى فلسطينيون ومسؤولون عرب وأجانب سيناريو مشابه في حال عدم تمكن عباس من توحيد صفوف حركته.
وقال مسؤول فلسطيني لـ"العين الإخبارية" إن رئيسي جهازي المخابرات المصري والأردني حثا في اجتماع عقداه في مدينة رام الله يوم السابع عشر من الشهر الجاري الرئيس الفلسطيني على توحيد صفوف حركته قبل الانتخابات.
وقد بحثت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أعلى هيئة تنفيذية بالحركة، في اجتماع عقدته، الأحد، برئاسة عباس توحيد صفوف الحركة قبيل الانتخابات.
بدوره، ذكر أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب، بعد الاجتماع، أن الحركة ستخوض الانتخابات في قائمة موحدة.
ولكن نشطاء في الحركة قالوا لـ"العين الإخبارية" إن "الحديث عن وحدة الحركة في قائمة واحدة بعيد جدا عن الواقع".
وأضاف النشطاء أنه يتعين على الرئيس الفلسطيني التوصل إلى تفاهمات مع القيادي الأسير في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان قبل الحديث عن قائمة موحدة.
مروان البرغوثي..الورقة الرابحة؟
قيادي مقرب من البرغوثي (61 عاما) ويقضي حكما بالسجن لخمسة مؤبدات في السجون الإسرائيلية، قال لـ"العين الإخبارية": "نأمل أن نستمع إلى ما هو مقنع من قيادة الحركة وإلا فإننا سنضطر لخوض الانتخابات في قائمة منفصلة".
وتابع القيادي، الذي رفض الكشف عن اسمه: "من المؤكد أن أبو القسام (مروان البرغوثي) يريد خوض انتخابات الرئاسة وهو يصر على موقفه هذا، ولكن هناك قياديين مقربين منه يأملون تمثيلهم بالمجلس التشريعي سواء من خلال قائمة فتح الرسمية أو بقائمة منفصلة".
تيار محمد دحلان..تلويح بقائمة مستقلة
ومضى في حديثه:"هناك اتصالات تجرى مع أعضاء باللجنة المركزية، بعلم الرئيس عباس، ولكن لا يمكن القول إن هناك اتفاق حتى الآن".
وكشف القيادي النقاب عن أن من بين الاقتراحات المطروحة دون أن يجري البت بها "أن يكون مروان على رأس قائمة حركة فتح للانتخابات التشريعية أو أن تجري الانتخابات الرئاسية بصيغة رئيس ونائب رئيس بحيث يكون عباس هو الرئيس والبرغوثي نائبه".
وزاد: "نعتقد أن قائمة مروان البرغوثي ستحظى بالدعم من قبل الكثير من المواطنين وأيضا النشطاء في حركة فتح غير الراضيين عن اللجنة المركزية للحركة".
وكان البرغوثي على رأس قائمة حركة "فتح" بالانتخابات التشريعية التي جرت في العام 2006.
وفي حينه تم التوصل إلى اتفاق لترؤس البرغوثي القائمة بعد أن كان سحب قائمة أخرى تحمل اسم "المستقبل" وضمت آنذاك البرغوثي ودحلان والرجوب.
ويتجنب المقربون من البرغوثي الحديث عن إمكانية توحدهم مرة أخرى في قائمة واحدة مع محمد دحلان للانتخابات التشريعية المقبلة في حال الوصول إلى طريق مسدود مع اللجنة المركزية لحركة "فتح".
تيار محمد دحلان
ولكن التيار الإصلاحي في حركة "فتح"، الذي يقوده دحلان، لوح أيضا بخوض الانتخابات بقائمة مستقلة في حال عدم توصل اللجنة المركزية لحركة "فتح" إلى قائمة موحدة.
هنا أكد الدكتور سفيان أبو زايدة، عضو قيادة التيار الإصلاحي في حركة "فتحأن ، "موقف التيار كان في السابق وما زال أننا مع إعادة اللحمة لحركة فتح وإجراء مصالحة على قاعدة إلغاء كافة الإجراءات الظالمة بحق قيادات وكوادر فتحاوية تمهيدا لتشكيل قائمة انتخابية واحدة كضرورة ملحة تحت شعار (قوتنا في وحدتنا)".
وأضاف في بيان تلقته "العين الإخبارية": "إذا لم تتحقق هذه الوحدة قبل الانتخابات حينها لا لوم على قيادة التيار إذا ما ذهبت إلى تشكيل قائمة عمادها كوارد وقيادات التيار إضافية إلى ترك الباب مفتوحا أمام إشراك كفاءات وطنية وقامات اجتماعية وشبابية في هذه القائمة".
وقال قيادي في التيار الإصلاحي لـ"العين الإخبارية": "سنراقب التطورات في الأيام والأسابيع المقبلة ونرى إمكانية تشكيل قائمة موحدة مع مروان البرغوثي واردة جدا".
ولكن مقربين من الرئيس الفلسطيني عباس أبقوا الباب مفتوحا أمام إمكانية التوصل إلى تفاهمات مع مروان البرغوثي ولكن ليس دحلان.
وإضافة إلى هذه القوائم المحتملة فإن ثمة نشطاء من حركة "فتح" يرون إمكانية خوض الانتخابات ضمن قوائم لمستقلين.
وقال دبلوماسي غربي لـ"العين الإخبارية": "نتابع عن كثب ما يجري حاليا في أروقة حركة فتح ونرغب في رؤية قائمة موحدة للحركة في الانتخابات أو على الأقل تقديم قائمة تحظى برضى الشارع الفلسطيني".
وتابع الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه،: "بصراحة تعدد قوائم فتح يعني تشتيت الأصوات الذي يصب في صالح القوى المنافسة وعلى رأسها حركة حماس".
ماذا يقول الشارع الفلسطيني؟
ماذا يقول الشارع الفلسطيني؟
كان استطلاع أخير للرأي العام نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، نهاية الشهر الماضي، أشار إلى أن 38% من المواطنين يقولون إنهم سيصوتون لـ"فتح" و34% لـ"حماس".
وبحسب النتائج التي وصلت "العين الإخبارية" فإنه "إذا شكّل مروان البرغوثي قائمة للانتخابات مستقلة عن قائمة فتح فإنه يحصل على 25% من الأصوات و19% فقط سيعطون أصواتهم لحركة "فتح" الرسمية".
وقال: "أما إذا شكل محمد دحلان قائمة انتخابية مستقلة عن الحركة فإنه يحصل على 7% من الأصوات و27% سيصوتون في هذه الحالة لقائمة فتح الرسمية"
وبالمقابل فقد أشارت النتائج إلى أنه "في انتخابات رئاسية بين محمود عباس وإسماعيل هنية، يحصل الأول على 43% والثاني على 50%".
واختتم الاستطلاع بالإشارة إلى أنه في حال إجراء انتخابات رئاسية بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية يحصل الأول على 61% والثاني على 37%، وفي انتخابات مماثلة بين محمد اشتية وإسماعيل هنية يحصل الاثنان على نفس النسبة من الأصوات (47%)".
aXA6IDEzLjU5LjE4My4xODYg
جزيرة ام اند امز