انطلاق مبكر لسباق الرئاسة بفلسطين .. 5 مرشحين محتملين
بين الجد والهزل، يتابع الفلسطينيون إعلانات متكررة من شخصيات في الضفة وغزة حول عزمها خوض انتخابات الرئاسة المقررة يوليو/تموز المقبل.
وعبر الفضاء الإلكتروني، توالت التصريحات عن رغبة شخصيات أكاديمية وسياسية بخوض السباق نحو كرسي الرئاسة بعد 15 عامًا من التعطيل.
ووفق متابعة "العين الإخبارية"، فإلى جانب الرئيس الحالي محمود عباس الذي أعلنت حركة فتح أنه مرشحها الرسمي للانتخابات المقبلة، هناك 4 شخصيات أخرى أعلنت عزمها خوض السباق.
ثلاثة شخصيات ممن أعلنوا عزمهم خوض الانتخابات من قطاع غزة، وهم السياسي وليد القدوة، والأكاديمي زاهر كحيل، ونهاد البارون، ومن الضفة الغربية أعلن فخري جرادات نيته خوض السباق.
وأطلق المرشحون المحتملون صفحات على فيسبوك أعلنوا فيه عزمهم، وبعضهم عرض في تسجيلات مصورة توجهاته ومبرراته نحو المشاركة.
لهذه الأسباب أترشح
الدكتور وليد القدوة (55 عاما) مدير عام في هيئة التوجيه الوطني، وأستاذ علم نفس في جامعات غزة، وهو الأمين العام للتجمع الفلسطيني للعدالة والتنمية، وأحد أقرباء الرئيسالراحل ياسر عرفات، من أوائل الشخصيات التي أعلنت عزمها خوض الانتخابات.
دوافع كثيرة وراء إعلان القدوة ترشحه لانتخابات الرئاسة، وفق حديثه لـ"العين الإخبارية"، بينها ما وصفها بـ"الإجراءات العنصرية" التي يتعرض لها موظفو غزة والتمييز ضد القطاع والذي ألحق أشد الضرر في فئات كثيرة عانت من تلك الاجراءات بين قطع راتبها أو خفضه او التقاعد المبكر وتقليص العلاج المقدم لغزة".
وقال: "هناك 270 ألف خريج جامعي بغزة، هذه مسؤولية الحكومة الفلسطينية، ولا أعفي حماس من المسؤولية عن هؤلاء أيضا".
وأكد أنه يسعى لإيجاد حلول لكل هؤلاء العمال والخريجيينن وقال: "لا بد لي من الترشح ببرنامح ووطني شامل يحمل في طياته حلول اقتصادية اجتماعية لإنقاذ اشعب الفلسطيني".
وأضاف "سأدخل فتح كأحد كوادر فتح وليس مرشحا عنها ولكنني أنا من ورثة الشهيد القائد ياسر عرفات وسأحقق بما أملك من امكانيات ومقومات الفوز".
وذكر أنه ينسق مع قوى سياسية ومجتمعية عديدة وأن برنامجه الانتخابي يتقاطع مع كثير من القوى الفلسطيني، مؤكدا أنه بمجرد إعلان خوض الانتخابات اتصل به المئات من الشباب الفلسطينية من الضفة وغزة للتطوع في حملته الانتخابية .
وستُجرى الانتخابات وفق المرسوم الرئاسي على 3 مراحل: التشريعية في 22 مايو/أيار، والرئاسية في 31 يوليو/تموز، والمجلس الوطني في 31 أغسطس/آب.
دوافع الترشح
ويشير حسام خضر، عضو المجلس التشريعي السابق عن حركة فتح إلى وجود طموحات شخصية لكل مواطن وهو حق مشروع، مشيرا إلى أن تعطل المسار الديمقراطي لأجيال تولدت رغبة عند البعض بالترشح بعدما اقتنعوا بأن (الرئيس محمود) عباس يحتكر هذا الموقع متجاوزا المدة القانونية رغم تقدم عمره وفشل ادارته وسياساته".
وفق القانون الأساسي الفلسطيني كان يفترض أن تجري انتخابات الرئاسة الفلسطينية عام 2009؛ إلاّ أنها بقيت معطلة حتى اليوم نتيجة أسباب عدة من أبرزها الانقسام الفلسطيني.
ورأى خضر وهو قيادي في حركة فتح معروف بمواقفه المعارضة لتوجهات قيادتها الحالية، أن إصرار فتح على ترشيح عباس للرئاسة "استفز الكثيرين فأعلن كثيرون عن الترشح".
وتوقع أن يعلن المزيد من الشخصيات ترشحهم في المرحلة القادمة أيضا والكثير منهم من فتح وقال: "هذا حق مشروع للجميع لكنه فيه إضعاف لفتح وغيرها من القوى".
كان رئيس الوزارة الفلسطيني محمد اشتية وهو قيادي في حركة فتح، أعلن أن عباس (84 عاما) هو مرشح الحركة في الانتخابات القادمة.
غير القيادي خضر، يقول: إن مروان البرغوثي عضو مركزية فتح وعضو التشريعي السابق، المعتقل في السجون الإسرائيلية، لديه قرار بالترشح لخوض انتخابات الرئاسة، ويمكن أن يخوضها من داخل السجن كما خاض التشريعي.
وقال خضر: "مروان منافس قوي جدا حسب كل نتائج الاستطلاعات.. فضلا عن تمتعه بعلاقات قوية جدا مع قوى فلسطينية عدة.. وهو لديه حظوظ كبيرة للفوز امام عباس"..
ولم يصدر أي إعلان رسمي عن البرغوثي حتى الآن بنيته الترشح للرئاسة.
لا فرص المستقلين
ويؤكد المحلل السياسي الدكتور أحمد رفيق عوض، أن الترشح جزء من العملية الديمقراطية ولا يوجد قانون يمنع أحد من الترشح وهذا دليل صحة وديمقراطية، ويضفي على النظام السياسي الفلسطيني مصداقية ونضج.
وقال عوض، لـ"العين الإخبارية"،: "هناك أسماء مغمورة تترشح لا حظ لها بالنجاح وهم ترشحوا بحثا عن شهرة او تحقيق فوائد من المرشحين الأقوياء؛ لأن الفوز في الرئاسة يحتاج إلى توافقات معقدة داخلية وخارجية وإمكانيات كبيرة وحسابات حقيقية ودقيقة.
وقال: "مسؤولو القوى كانت وراءهم تيارات تدعمهم بينما المستقلون لم يحصدوا أصواتا تذكر للأسف والآن هناك من يكرر التجربة، لا اعرف إن استفادوا من تجربة 2005 أم لا.
وأضاف "لا بد لمن يريد الترشح لهذا الموقع أن تكون له حيثيات وتوافقات محلية واقليمية ودولية ليحمل برنامج يقنع المواطن".