"فتح" وانتخابات التشريعي.. هل يقلب البرغوثي المعادلة في اللحظة الأخيرة؟
ساعات قليلة متبقية كفيلة بإعادة رسم المشهد داخل البيت الفتحاوي في فلسطين، قبيل انتخابات برلمانية فرضت معادلات جديدة،
وفيما بدا بماراثون لإنقاذ اللحظات الأخيرة، لم تتوقف الاتصالات والاجتماعات طوال ساعات الليل بين قياديين من حركة "فتح"، قبل ساعات من إغلاق باب التسجيل للانتخابات البرلمانية.
وقال مسؤولون في حركة "فتح" إن الاتصالات جرت على عدة مسارات، وسط توقعات باستمرارها خلال نهار اليوم، وذلك قبل إغلاق لجنة الانتخابات المركزية، باب التسجيل، منتصف الليل.
كلمتا سر
وتكثفت الاتصالات بعد تطورين هامين، الأول وهو شروع مقربين من عضو اللجنة المركزية في الحركة، مروان البرغوثي بوضع قائمة منفصلة عن قائمة "فتح".
والتطور الثاني، هو بروز احتجاجات في صفوف نشطاء من حركة "فتح" على القائمة التي وضعتها اللجنة المركزية.
وقال أحد المقربين من البرغوثي، المعتقل في سجن "هداريم" الإسرائيلي، لـ"العين الإخبارية" إن "الاتصالات تواصلت حتى ساعات الفجر دون توقف".
وأضاف، مفضلا عدم الكشف عن اسمه: "اجتمع أعضاء من اللجنة المركزية وقيادة الحركة مع عضو المجلس الثوري فدوى البرغوثي (زوجة مروان) لحثها على عدم تسجيل قائمة تقودها لانتخابات المجلس التشريعي".
ليأتي الرد من فدوى بأن زوجها "منزعج من عدم التشاور معه بشأن القائمة غير الموفقة رغم الوعود، إضافة إلى عدم الالتزام القانوني بتغيير بند في مرسوم رئاسي بشأن شروط الترشح لانتخابات الرئاسة".
وكان البرغوثي أعلن عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة، ولذلك فإنه لن يخوض السباق البرلماني.
لكن ثمة بندا في المرسوم الرئاسي للانتخابات يشترط أن يكون المرشح لانتخابات الرئاسة ممثلا لحزب أو قائمة.
البرغوثي ما بين الرئاسة والبرلمان
وفي حال إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على خوض الانتخابات ممثلا لحركة "فتح"، فإن البرغوثي قد يجد صعوبة بالترشح للرئاسة.
وكان ديوان الفتوى والتشريع أصدر توضيحا لهذا البند في القانون، غير أن قانونيين أشاروا إلى أنه يصعب الاستناد إلى التوضيح وينبغي إصدار مرسوم رئاسي بهذا الأمر.
في الأثناء، ذكر المقرب من البرغوثي، لـ"العين الإخبارية" أنه "قيل لأعضاء اللجنة المركزية الذين اجتمعوا مع زوجة المعتقل إن عليهم التواصل مع مروان في سجنه".
وكان مقربون من البرغوثي جمعوا أمس وفي غضون عدة ساعات التواقيع المطلوبة لتسجيل قائمة، فيما تم قطع شوط كبير في وضع الأسماء بالقائمة.
هل يتحالف البرغوثي والقدوة؟
في المقابل، جرت اتصالات حثيثة بين فدوى البرغوثي والعضو المفصول من اللجنة المركزية ناصر القدوة.
وكانت اللجنة المركزية لحركة "فتح" فصلت القدوة من عضويتها ومن الحركة، في وقت سابق من الشهر الجاري، بعد إعلانه عزمه ترؤس قائمة مستقلة لانتخابات المجلس التشريعي.
وقال مقرب من البرغوثي "المؤشرات حول إمكانية توحيد الجهود مع القدوة جيدة، ولكن لا يمكن القول إن هناك اتفاق حتى الآن".
ووفق المصدر المقرب من البرغوثي فإن الاحتمالات مفتوحة على خيارات مختلفة، ، حيث قد يتم التوصل إلى اتفاق مع "فتح" أو مع القدوة "وبالتأكيد فإن تسجيل قائمة منفصلة متاح لأن التواقيع موجودة والقائمة شبه جاهزة".
على الأرض تطور آخر
على صعيد آخر متصل، برزت احتجاجات في صفوف نشطاء من حركة "فتح" بالضفة الغربية على القائمة الرسمية للحركة.
ففي مخيم قلنديا، شمال القدس، أطلق مسلحون من الحركة النار بالهواء ودعوا لتمثيل المخيم بالقائمة.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي العديد من عبارات الاحتجاج على القائمة الرسمية التي لم تسجل رسميا حتى الآن.
وقال عضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح" لـ"العين الإخبارية" إنه تم ضم أعضاء من اللجنة المركزية إلى القائمة من أجل تقويتها."
ويقول مراقبون إنه في حال مضي المقربين من البرغوثي قدما بتشكيل قائمة فإن ذلك سيمثل انتكاسة للقائمة الرسمية لحركة "فتح".
ويخشى القياديون في الحركة من أن جميع الغاضبين على القائمة الرسمية لحركة "فتح" سيصوتون على الأرجح لقائمة البرغوثي.
وحتى أمس تم تسجيل 25 قائمة للانتخابات التشريعية، وسط تقديرات بتسجيل عدة قوائم اليوم قبل إغلاق باب التسجيل منتصف الليل.
يُشار إلى أن بعض القوائم التي سجلت نفسها هي حزبية قسم كبير منها مستقل.
وتشير استطلاعات الرأي العام إلى أن "فتح" و"حماس" ستهيمنان على المجلس التشريعي الجديد، لكن دخول قائمة مروان قد تؤثر سلبا على قائمة "فتح" الرسمية.
والانتخابات التشريعية هي الأولى منذ العام 2006.