مديرة مهرجان الدار البيضاء لـ"العين الإخبارية": الإمارات بلد ينطلق سينمائيا
فاطمة النوالي مديرة مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، تكشف عن أسباب اختيارها السينما العربية لتكون عنوانا للمهرجان.
حققت الدورة الأولى لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي نجاحاً كبيراً، حيث جذبت أفلاماً مهمة بعضها تم ترشيحها للتنافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية مثل "الرحلة" من العراق، و"إلى آخر الزمان" من الجزائر"، وبعضها الآخر شارك في الدورة الأخيرة لمهرجان كان مثل "ولدي" من تونس، فضلاً عن اختيار لجنة تحكيم متميزة برئاسة المخرج الجزائري الكبير أحمد راشدي.
وتكشف فاطمة النوالي، مديرة مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، في حوارها لـ“العين" عن أسباب اختيارها للسينما العربية لتكون عنواناً للمهرجان الذي احتضنته العاصمة الاقتصادية للمغرب، والصعوبات التي واجهتها قبل انطلاق المهرجان، ورؤيتها للمشاركة الإماراتية بثلاثة أفلام، وأحلامها لهذه التظاهرة السينمائية في السنوات المقبلة.
• لماذا اخترت تيمة السينما العربية لتكون عنوانا لمهرجان الدار البيضاء؟
وفقاً لأجندة المهرجانات السينمائية في المغرب فإن تيمة السينما العربية غير موجودة، فهناك تنوع في اختيار تيمات المهرجانات في المغرب، وكنت أبحث عن تيمة غير موجودة، ولذلك اخترت الفيلم العربي.
• ما أبرز التحديات التي واجهت المهرجان حتى يخرج إلى النور؟
أولا مسألة الثقة، فالعديد من الناس حذروني من اختيار تيمة الفيلم العربي، على أساس أنه ليس هناك إنتاجات كثيرة، وهناك بلدان عربية لا تنتج سينما، وبعض الدول العربية تنتج أفلاما لا ترقى إلى مستوى المهرجانات، إضافة إلى أنه دائماً هناك عقبات في الدورة الأولى لأي مهرجان، فلا يثق فيه الداعمون ولا الجهات الرسمية، وحتى صناع السينما لا يثقون في الدورة الأولى.
• هل كانت هناك رغبة لوجود تنوع جغرافي في اختيار الأفلام المشاركة في أقسام المهرجان؟
كان لدي رغبة في أن يكون كل بلد عربي ممثلاً بفيلم في المهرجان، لكن للأسف لا توجد إنتاجات كثيرة، وهناك بلدان عربية لا تنتج سينما من الأساس، وحاولت قدر المستطاع أن يكون التمثيل العربي متنوعاً سواء في الأفلام أو لجنة التحكيم أو ضيف المهرجان حتى لا نشعر بأنه تم إقصاء دولة عربية.
• كيف ترين الوجود الإماراتي في الدورة الأولى للمهرجان؟
الإمارات هي صاحبة نصيب الأسد في المشاركات بالدورة الأولى للمهرجان، حيث شاركت بثلاثة أفلام هي "كيمرة" في المسابقة الرسمية، و"شباب شياب" و"الرجال فقط عند الدفن" في قسم بانوراما السينما العربية، ونحن لم نخطط لذلك، لكن بعد اختيار الفيلم المشارك في المسابقة، تم اختيار فيلمين خارج المسابقة، كما أن الإمارات بلد ينطلق سينمائياً ويضم طاقات ومواهب رائعة ويسعدنا أن يكون ممثلاً في دورات المهرجان المقبلة، كما أننا نفتح الباب أمام كل المبدعين العرب.
• هل تعتقدين أن السينما العربية قادرة على جذب جمهور مدينة الدار البيضاء؟
بالتأكيد، فمشاهدات الجمهور المغربي عربية في الأساس، والغالبية العظمى من أبناء الدار البيضاء يشاهدون مسلسلات وبرامج تليفزيونية عربية، والسينما العربية تشبهه إلى حد كبير، وداخل كل بيت تجتمع الأسر حول الفيلم العربي وليس حول الفيلم الأمريكي أو الفرنسي، كما أن الفيلم العربي يوحد جميع الطبقات، خصوصاً أن الأفلام المشاركة ليست متاحة بالنسبة للجمهور، لأنه لا يشاهد إلا أفلاماً تجارية، ناهيك عن أن المهرجان فرصة لكي يتعرف على الأعمال الجديدة والمخرجين الشباب والمدارس الجديدة في السينما العربية.
• انطلاق المهرجان بعد يوم واحد فقط من ختام مهرجان مراكش السينمائي، ألم يشعرك بالخوف من المقارنة مع هذا المهرجان العريق؟
بالتأكيد كان هناك خوف من هذه المقارنة، إلا أنه لم تكن لنا فرصة هذه السنة لعقد المهرجان في موعد آخر بعيداً عن المهرجانات، وبغض النظر عن أنني أحسب لموعد مهرجان مراكش ألف حساب، فإن هناك مهرجانات عربية أخرى في نفس الفترة الزمنية مثل القاهرة وقرطاج ومالمو وسلا والجونة، فهناك زحام في المواعيد، وكنا نريد الخروج بالدورة الأولى إلى النور، والعام المقبل سنسعى لكي نكون بعيداً عن هذا الزحام.
• إلى أي مدى أنت راضية عن الدورة الأولى للمهرجان؟
راضية إلى حد كبير عما حققته الدورة الأولى من نجاح، فقد ضمت أفلاماً مميزة تمثل 11 دولة عربية، وكانت لدينا لجنة تحكيم على أعلى مستوى برئاسة المخرج الجزائري الكبير أحمد راشدي الذي يعتبر العربي الوحيد الحائز على جائزة الأوسكار عن إنتاجه لفيلم "زد"، والذي تشرفنا بتكريمه أيضاً مع المخرج المصري الكبير خالد يوسف والممثلة المغربية آمال عيوش، فضلاً عن وجود أسماء مهمة في عضوية لجنة التحكيم، إلى جانب بعض النجوم.
• ما أبرز أحلامك لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي؟
أحلامي كبيرة جداً، فأنا أود أن يصبح المهرجان موعداً سينمائياً مميزاً، وأن ينال ثقة صناع السينما والجمهور، وأن تعرض به أفلام ذات قيمة فنية كبيرة، وأن يكون ملتقى للسينمائيين العرب، كما أتمنى أن يكون هناك تبادل بين رواد السينما والشباب الذين يبدأون مشوارهم في هذا المجال، وأن يكون انطلاقة للشباب من الإقليمية العربية إلى العالمية.