«ضع روحك على كفك وامش».. مهرجان كان يكرم فاطمة حسونة بعرض وثائقي يوثق حياتها

شهد مهرجان كان السينمائي لحظة مؤثرة تمثلت في تحية رمزية خُصصت للمصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قُتلت في قصف إسرائيلي استهدف منزلها في قطاع غزة.
وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان مشاركة فيلم وثائقي يتناول حياتها ضمن إحدى الفئات الرسمية للمهرجان.
مهرجان كان يوجه تحية خاصة للمصورة الفلسطينة فاطمة حسونة
جاءت التحية مساء الخميس، بالتزامن مع العرض الأول للفيلم الذي حمل عنوان "ضع روحك على كفك وامشِ"، وهو من إخراج سبيده فارسي. توفيت فاطمة حسونة في 16 نيسان/ أبريل عن عمر ناهز 25 عامًا، بعد استهداف منزلها بصاروخ أدى إلى مقتل جميع أفراد أسرتها، باستثناء والدتها.
وكانت قد تلقت قبل وفاتها بيوم واحد فقط، خبر اختيار الفيلم الوثائقي الذي يتناول تجربتها للمشاركة ضمن فئة "أسيد" (ACID) المعنية بالأفلام المستقلة. وشكلت وفاتها صدمة واسعة لدى المهتمين بالشأن السينمائي.
المخرج كين لوتش يدعو لتكريم الصحافيين الفلسطينيين
دعا المخرج البريطاني كين لوتش، الحائز على جائزة السعفة الذهبية مرتين، عبر منصة "إكس"، إلى تكريم فاطمة وزملائها من الصحافيين الفلسطينيين الذين قضوا أثناء تغطية الحرب، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة "مجزرة جماعية" تستوجب المحاسبة.
شهد حفل افتتاح مهرجان كان يوم 13 أيار/ مايو مشاركة أكثر من 380 فنانًا عالميًا في قراءة رسالة مفتوحة، عبّروا فيها عن رفضهم للصمت تجاه ما يجري في غزة.
ومن أبرز المشاركين بيدرو ألمودوفار، سوزان ساراندون، وريتشارد غير. وتضمنت الرسالة تعبيرًا عن القلق من استمرار ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" بحق المدنيين في القطاع.
وأعربت منظمات دولية، من بينها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، عن مواقف مشابهة، مؤكدة أن ما يحدث في غزة يدخل ضمن تصنيف "الإبادة". في المقابل، نفت إسرائيل هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "أكاذيب لا أساس لها".
جولييت بينوش تستذكر فاطمة في كلمة الافتتاح
قالت رئيسة لجنة تحكيم مهرجان كان لهذا العام، الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، خلال كلمتها في حفل الافتتاح: "كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة. الفن يبقى".
كما أشارت إلى الرهائن المختطفين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وظهرت على السجادة الحمراء دبابيس بألوان العلم الفلسطيني وشرائط صفراء في إشارة رمزية مزدوجة.
الفيلم توثيق لحياة فاطمة من قلب غزة
يعرض الفيلم "ضع روحك على كفك وامشِ"، من إخراج سبيده فارسي، لقطات ولقاءات وثقت عن بُعد مع فاطمة، التي كانت توثق حياتها اليومية في ظل الحصار عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وصرّحت المخرجة أن فاطمة لم تكن تحمل أي خطاب عدائي، بل سعت إلى تقديم صورة واقعية عبر عدستها، تعكس قوة البقاء والإصرار على إيصال الصوت.
لم تتمكن المخرجة سبيده فارسي، وهي لاجئة سياسية تعيش في فرنسا، من دخول غزة بسبب القيود المفروضة، ما اضطرها لتصوير الفيلم عن بُعد.
وتضمّن الفيلم مقاطع صوتية ومرئية لفاطمة، تحدّثت خلالها عن العزلة داخل غزة، قائلة: "العالم الكبير موجود، وغزة أشبه بصندوق صغير ونحن داخله".
كلمات فاطمة حسونة: غزة بحاجة إليّ
في أحد المقاطع، قالت فاطمة: "لا يوجد مكان آمن في غزة على أي حال، ولا أستطيع مغادرتها. فغزّتي تحتاجني". وأوضحت المخرجة أن المصورة الفلسطينية لم تكن تنوي مغادرة غزة إلا لنقل صوتها والعودة إليها، معبّرة عن حلمها بالسفر والتوثيق للأطفال الذين كانت تأمل في إنجابهم لاحقًا.
طالبت المخرجة بإجراء تحقيق مستقل في مقتل فاطمة، مشيرة إلى أن أسرتها كانت مكونة من أشخاص عاديين، من بينهم والدها، سائق سيارة، وشقيقتها التي كانت ترسم، وشقيقها الأصغر الذي لم يتجاوز العاشرة.
aXA6IDEzLjU5LjIxMi4xMTAg جزيرة ام اند امز