فيروز.. 70 عاما من "الصلاة"
كعادة عشاقها، احتفى محبو المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز، بعيد ميلادها الـ87، في مناسبة تمثل الكثير لمريديها في الوطن العربي أجمع.
بهذا الشكل، تتابع الفنانة الكبيرة جني ثمار جهودها المبذولة لسنوات طويلة، فبخلاف إنتاجها الغنائي المشهود، وإطرابها لأسماع الملايين باختلاف الأجيال، كانت مواقفها منحازة لوطنها وللإنسانية، حتى باتت تتمتع بمكانة فريدة، عززت موقعها في قلوب عشاقها.
رغم غيابها الطويل عن الساحة الغنائية، وظهورها النادر بين الحين والآخر، ما زال محبوها شغوفين بأعمالها، فلا تستقيم أمورهم إلا بالاستماع لـ"نسم علينا الهوى"، و"أنا لحبيبي"، و"سهر الليالي"، و"عروستنا الحلوة"، وغيرها الكثير.
فيروز، أو نهاد رزق وديع حداد، وُلدت في 21 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1935، تفتحت عيناها في حي زقاق البلاط ببيروت القديمة، حيث بدأ تعلقها برموز الموسيقى العربية وهي في سن صغير.
فعبر موجات الأثير، ارتبطت فيروز بالنجوم أم كلثوم، وليلى مراد، ومحمد عبدالوهاب، وغيرهم من أعلام الموسيقى في الوطن العربي، إلى حد كانت تحفظ فيها كلمات أغانيهم، وترددها بصوتها.
كعادة أولياء الأمور في هذه الفترة، كان والد فيروز يرفض انجذاب "نهاد" للغناء، وهي العقبة الكبرى التي تجاوزتها لاحقًا، وبادرت إلى تدعيم موهبتها الفطرية بالدراسة في المعهد الوطني للموسيقى.
خلال سنوات دراستها، تعرفت فيروز على الموسيقار عاصي الرحباني، وهي العلاقة التي غيرت مستقبلها، وساهمت في اقتحام عالم الأضواء والشهرة.
فبداية من عام 1952، تعاون الثنائي لتقديم أعمال فنية مميزة تطرب الجمهور، وعقب زواجهما بعد 3 أعوام من تعرفهما على بعضهما البعض، اتسعت دائرة التعاون لتشمل كذلك منصور الرحباني.
علاقة فيروز بالموسيقى أكبر مما يتصوره كثيرون، فهي تتعامل معها كأنها "صلاة خارج الكنيسة"، فسبق وأن قالت خلال تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز": "أرى الفن على أنه صلاة. صحيح لست موجودة في كنيسة، لكنني أشعر كما لو أنني فيها، وفي هذه الأجواء لا يمكنني حتى أن أضحك".
يُذكر أن الظهور الأخير لفيروز كان في يونيو/ حزيران الماضي، حينما نشرت ابنتها ريما الرحباني صورة، أطلت فيها "جارة القمر" رفقة ابنها "هلي"، أثناء حضورها القداس السنوي للذكرى 36 لوفاة عاصي الرحباني.