فيروز وشجرة أرز.. ماكرون يعزف على رموز لبنان بزيارة "الفرصة الأخيرة"
الرئيس الفرنسي استهل زيارته للبنان بزراعة شجرة أرز، وزيارة شخصية لا يختلف عليها اثنان في بلد المتناحرين
التقى فيروز في منزلها بالرابية شمال بيروت، وزرع شجرة أرز بمحمية شمال العاصمة اللبنانية.
هكذا عزف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على إيقاع رموز لبنان، في زيارة يرى متابعون أنها ستكون بمثابة "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ بلد ثائر على نظام سياسي منهك واقتصاد متهاوٍ.
فالرئيس الفرنسي الذي يجري زيارته الثانية للبنان في أقل من شهر، وتواكبها "العين الإخبارية"، يخوض رهانا صعبا في إطار مساعيه للضغط على الطبقة السياسية لتنفيذ إصلاحات عاجلة يطالب بها المجتمع الدولي.
زيارة ليومين تحفل بجدول مليء بالفعاليات واللقاءات السياسية، في مسار يهدف من ورائه الرئيس الفرنسي، وضع مخرج للبلاد التي تمر بأزمة سياسية غير مسبوقة فاقمها انفجار هزّ عاصمتها في الرابع من الشهر الماضي.
ماكرون والكنز الثقافي
فقبل لقاءاته مع السياسيين المتناحرين، اختار ماكرون المعروف عنه ذائقته الفنية، أن يزور مطربة لبنان والعالم العربي فيروز، التي لا يختلف عليها اثنان في بلد الأفرقاء.
ويُنظر لفيروز(86 عاما) في لبنان والعالم العربي، على أنها رمز للسلام وكنز ثقافي يتجاوز التجاذبات السياسية والطائفية.
وفيما يمارس ماكرون ضغوطا على القوى السياسية للإسراع في تنفيذ المطالب الدولية، أبدى ماكرون الذي وصل بيروت، أمس الإثنين، استعداده لتنظيم مؤتمر دعم دولي جديد للبنان، الشهر المقبل، بالتعاون مع الأمم المتحدة.
مؤتمر دعم لبنان
وفي حوار مع ممثلين عن الأمم المتحدة والمجتمع المدني، على متن حاملة المروحيات "تونير" في مرفأ بيروت، قال ماكرون "نحن بحاجة إلى التركيز خلال الأشهر الستة المقبلة على حالة الطوارئ والاستمرار في الحشد الدولي".
ومبديا استعداده تنظيم مؤتمر ثانٍ لدعم لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة، أشار إلى إمكانية عقده ما بين منتصف ونهاية أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وفي أعقاب زيارته الأولى لبيروت، نظمت فرنسا بالتعاون مع الأمم المتحدة، مؤتمرا دوليا لمساعدة لبنان، حيث تعهدت الدول المانحة بتقديم أكثر من 250 مليون يورو.
وعشية زيارة ماكرون استبق اللبنانيون بتكليف مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة حسان دياب التي أطاح بها انفجار مرفأ بيروت المزلزل.
لكن غالبت ما يأخذ تشكيل الحكومات في لبنان وقتا طويلا، نظرا للمحاصصات والصراعات السياسية على الحقائب.
وفور تكليفه توجه أديب لزيارة المناطق التي تضررت بشدة من جراء كارثة انفجار المرفأ. وتعرض له متظاهرون باحتجاجات لفظية.
لقاء الأفرقاء
وقبيل لقاءاته مع القوى السياسية البارزة في لبنان، استبق ماكرون نقاشاته معم بتأكيده على موقفه "المطالبة من دون التدخل".
ويدافع الرئيس الفرنسي عن استراتيجيته هذه برغبته في التحدث لجميع الأطراف بما فيها حزب الله.
وهو ما أجاب عليه في رده على سؤال حول مواجهة حزب الله، في تصريحات له على الطائرة التي أقلته إلى بيروت.
ونقل موقع "بوليتيكو" الأمريكي عن ماكرون قوله في هذا الصدد "لا تطلبوا من فرنسا أن تشن حربا على قوة سياسية لبنانية".
والأحد الماضي، أبدى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، انفتاحا على الطرح الفرنسي، مشترطا موافقة كافة الأطراف اللبنانية على خوض النقاش حوله.