ملامح الحكومة اللبنانية الجديدة.. الحريري يتصدر المشهد
كان بري قد بدأ لقاءاته أمس الأربعاء، مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، حيث بحث معه عودة الحريري إلى الحكومة.
بدت أولى ملامح الحكومة اللبنانية الجديدة، والمقرر أن تبدأ مشاورات تشكيلها قبل عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت بداية شهر سبتمبر المقبل، حيث بات سعد الحريري أبرز المرشحين لتولي الوزراة.
وأكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أنه يدعم بشكل أساسي عودة رئيس الحكومة السابق، وهو ما جعل الحريري مرشحا وحيدا، حتى الساعة، بعدما سقطت الأسماء التي تم تداولها عقب استقالة حكومة حسان دياب، ومنهم السفير نواف سلام والوزير السابق خالد قباني.
وقالت مصادر لبنانية مطلعة على المشاورات لـ"العين الإخبارية" إن "بري لا يزال متمسكا بالحريري وهو يأخذ على عاتقه مهمة التشاور مع مختلف الفرقاء للاتفاق عليه كرجل المرحلة المقبلة، خاصة في ظل الوضع الذي يعاني منه لبنان، وانطلاقا من أنه يمثل أكبر كتلة سنية في البرلمان اللبناني، وذلك تفاديا لتكرار سيناريو حكومة حسان دياب الذي كلّف لتشكيل الحكومة وكانت النتيجة الفشل".
وفيما ترفض مصادر بـ"تيار المستقبل" الذي يترأسه الحريري التعليق سلبا أو إيجابا على عودته لرئاسة مجلس الوزراء اللبنانية، تكتفي مصادر نيابية بالتذكير بالشروط التي كان قد طرحها الحريري في المرة السابقة ولاقت رفضا من "رئيس التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وحزب الله.
هذه الشروط تتمثل في تشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين لتطبيق الإصلاحات بشكل كامل بعيدا عن العوائق السياسية التي أدت إلى فشل حكومته السابقة وسقطت نتيجة التحركات الشعبية.
وكان بري قد بدأ لقاءاته أمس الأربعاء، مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، حيث بحث معه عودة الحريري إلى الحكومة.
وقالت مصادر لبنانية مطلعة لـ"العين الإخبارية" "إن اللقاء تطرق إلى مبادرة بري ودعمه للحريري لكن كان اتفاقا على استمرار التواصل، مع التركيز على أهمية أن يترافق اختيار أي شخص مع ضرورة تطبيق الإصلاحات لإنقاذ الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان".
وكشفت المصادر أنه سيعقد الجمعة، لقاء بين جبران باسيل (صهر عون) وبري للبحث في موضوع الحكومة وربط تشكيلها بمكافحة الفساد والتناغم بين هوية رئيسها والمبادئ الإصلاحية".
ورغم استمرار الخلاف بين الحريري وحليفه السابق "حزب القوات اللبنانية" إلا أن مصادر ترجح أن الاتجاه هو تشكيل حكومة برئاسة رئيس الوزراء السابق، وتكون مؤلفة من شخصيات يسميها رؤساء الأحزاب، خاصة أن حزب الله أيضا يبدي مرونة في هذا الأمر.
وأن النائب في البرلمان الفرنسي وعضو لجنة الدفاع البرلمانية غواندال رويار، أعلن مساء اليوم الخميس، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعود قريبا إلى لبنان لدعم جهود بناء لبنان الجديد.
وأكد رويار في حديث تلفزيوني أن ماكرون سيواصل الضغط على السلطة في لبنان لتنفيذ الإصلاحات، وأضاف: "لا خطط لماكرون لدعم أي اسم لقيادة الحكومة اللبنانية المقبلة"، مشيرا إلى أن السلطة الحالية في لبنان "فاسدة ويجب الإسراع بالإصلاح".
وكشفت قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" عن أن الاتصالات والمشاورات الحكومية ترتكز على ورقة فرنسية سلمت لعدد من القيادات اللبنانية، وهي حصيلة الاتصالات التي أجراها ماكرون معهم، وتقوم على برنامج إصلاحي يبدأ من تشكيل حكومة سريعاً.