هل يعدل "الفيدرالي" سياسته النقدية طبقا للفائز بالانتخابات الأمريكية؟
واجه الفيدرالي الأمريكي خلال السنوات الأربع الماضية من إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب تدخلات وضغوطات كثيرة.
ويعقد مجلس الاحتياطي الاتحادي (الفيدرالي الأمريكي) اجتماعه قبل الأخير هذا العام، يومي الثلاثاء والأربعاء 4-5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في وقت ربما لن يجد بيانه، أهمية في الشارع الأمريكي المنتظر لنتائج الانتخابات الأمريكية حينها.
وواجه الفيدرالي الأمريكي خلال السنوات الأربع الماضية من إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، تدخلات وضغوطات بدأت برغبته في تغيير محافظ الفيدرالي الأمريكي جانيت يلين (2014-2018) التي انتهت ولايتها في فبراير/ شباط 2018.
- ملياردير أمريكي يفصح قبيل الانتخابات: "كنت مخطئا بشأن ترامب"
- ترامب أم بايدن.. من الذي يفضله بوتين لاقتصاد العالم؟
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن في الربع الأخير 2017، ترشيح جيروم باول، رئيسا للبنك الاحتياطي الفيدرالي، خلفا للرئيسة يلين، لكن سرعان ما أبدى ترامب تدخلات في السياسات النقدية للفيدرالي، خصوصا في فترة الحرب التجارية مع الصين.
قبل انتهاء العام الأول لولاية "باول" في منصبه الحالي، انتقده ترامب، قائلا "لست مسرورا على الإطلاق باختيار باول.. إنهم يرتكبون خطأ، لأن لدي حدسا ويكون أصدق أحيانا مما يصلني من أي شخص آخر"، بسبب إشرافه على زيادة أسعار الفائدة لثلاث مرات خلال 2018.
تبلغ أسعار الفائدة في الولايات المتحدة حاليا، مستوياتها الدنيا عند نطاق 0.00-0.25% بالتزامن مع صعوبات اقتصادية تواجهها البلاد خلال العام الجاري، نتيجة التبعات الاقتصادية والمالية السلبية لجائحة "كورونا".
ويرى ترامب أنه كان سببا في خفض أسعار الفائدة، التي بدأت مسارا هبوطيا منذ 2019 بعد مطالبات وضغوطات دفع بها، للتحفيز الاقتصاد المحلية وخفض قوة الدولار، أمام ما وصفه في تصريحات سابقة (يوان) صيني ضعيف.
وطالما ضغط ترامب على الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة وبالتالي إضعاف الدولار القوي، لزيادة تنافسية صادرات بلاده أمام سلع منافسة قادمة من الصين أو الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو.
من جهته، حافظ الفيدرالي الأمريكي خلال سنواته الأربعة الأخيرة على التوازن أمام ضغوطات ترامب، وأكد في أكثر من بيان صحفي، أنه يعتمد على قرارات رفع أو خفض أسعار الفائدة، على متغيرات السوق الفعلية (الدولار، الوظائف، التضخم).
ووصل عدد الناخبين الأمريكيين الذين أدلوا بأصواتهم في التصويت المبكر قبل أربعة أيام من يوم الاقتراع إلى أكثر من 85 مليونا من بينهم تسعة ملايين في ولاية تكساس ليتخطى العدد فيها بذلك إجمالي المشاركين في انتخابات 2016.
وبدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متفائلا بشأن شعبيته في ولاية تكساس، وقال للصحافيين في البيت الأبيض قبل مغادرته في رحلة في إطار حملته الانتخابية "تكساس.. أداؤنا جيد للغاية هناك".
- الدولار يصعد
وسجلت العملة الأمريكية الإثنين، ارتفاعا وسط تقلبات أسبوعية هي الأعلى منذ أبريل/ نيسان الماضي في اليورو والين، مما يشير إلى قلق المتعاملين قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة غدا الثلاثاء.
وصعد الدولار اليوم مع استعداد المستثمرين للانتخابات الرئاسية، في حين واصل ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا عالميا الضغط على المعنويات. وتمكست العملة الأمريكية بالمكاسب بعدما سجلت أكبر ارتفاع أسبوعي بالنسبة المئوية منذ أواخر سبتمبر/ أيلول في جلسة التداول السابقة.
وقال جوردان روتشستر محلل سوق الصرف لدى نومورا إن المتعاملين في السوق يتحوطون على نطاق واسع تحسبا لتراجع اليورو وصعود الدولار.
وسجل اليورو في أحدث تداول 1.1627 دولار، منخفضا 0.2%. وارتفع الدولار 0.3% مقابل الين الياباني إلى 104.91 ين.
وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، إلى أعلى مستوى في شهر عند 94.28، وكان مرتفعا 0.2% في أحدث قراءة.
وتراجع الجنيه الإسترليني بفعل المخاوف المتعلقة بالفيروس بعدما أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون في عطلة نهاية الأسبوع إغلاقا لمدة شهر في إنجلترا.
ونزل الإسترليني إلى أضعف مستوى في أسبوعين ونصف عند 1.2863 دولار، منخفضا 0.7 بالمئة. وتراجع 0.5 بالمئة مقابل اليورو إلى 90.35 بنس.
وارتفعت إصابات كوفيد-19 في أوروبا إلى المثلين خلال خمسة أسابيع، حسبما أظهره إحصاء أجرته رويترز وتجاوز العدد الإجمالي العشرة ملايين إصابة.
وتراجع الدولار الأسترالي، الذي يعد مقياسا لشهية المخاطرة لدى المتعاملين في السوق، إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 0.6990 دولار أمريكي وكان منخفضا 0.4% في أحدث التعاملات.