اجتماع الفيدرالي.. لماذا يعد غير مسبوق في التاريخ الأمريكي؟

من المقرر أن يختتم مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي اليوم الأربعاء اجتماعهم اليوم بإعلان قرار الفائدة المرتقب، في حدث وصف بأنه نسخة غير مسبوقة في تاريخ اجتماعات المركزي الأمريكي.
ويشهد الاجتماع لأول مرة وجود اثنين من أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي لم يتأكد وجودهما إلا قبل ساعات فقط من الانعقاد، فقد أدى الأول اليمين الدستورية كمحافظ قبل أقل من ساعة من بدء الاجتماع، فيما حضرت الثانية فقط لأن محكمة الاستئناف قضت لصالحها في اللحظة الأخيرة، لذا، فالأمر غير معتاد.
والمحافظان هما ستيفن ميران المرشّح من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي أدّى قسمه قبل ساعات معدودة من اجتماع مجلس إدارة البنك، وليزا كوك التي تحاول إدارة ترامب طردها من منصبها وتتمسّك به ليزا بحكم محكمة.
وتمت الموافقة على تولّي ستيفن ميران منصبه يوم الإثنين، أمّا ليزا كوك، فقد أمضت الأيام القليلة الماضية في الدفاع عن حقها في المشاركة بعد مقاضاة الرئيس ترامب لمحاولته عزلها.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، للثنائي حقّ التصويت على أسعار الفائدة اليوم الأربعاء، وسيفعل ميران ذلك على الرغم من غيابه عن جميع جلسات الإحاطة السابقة للاجتماع.
وقد اضطرت كوك إلى الموازنة بين تحضيراتها ومتابعتها لدعواها القضائية، ويوم الإثنين حققت انتصاراً جديداً، حيث أوقفت محكمة الاستئناف الفيدرالية قرار محكمة أدنى درجة بمنع ترامب من عزلها.
وتعكس ديناميكيات الاجتماع الذي انطلق بالأمس ويختتم اليوم الظروف غير العادية التي أحاطت بالبنك المركزي، حيث سعى الرئيس ترامب إلى انتزاع المزيد من السيطرة على المؤسسة في وقت يتخذ فيه صانعو السياسات قرارات صعبة للغاية بشأن أسعار الفائدة.
ماذا نتوقع من اجتماع الفيدرالي؟
من المتوقع أن يخفض المسؤولون اليوم الأربعاء أسعار الفائدة لأول مرة منذ 9 أشهر، سعياً لدعم سوق العمل على الرغم من مؤشّرات تصاعد الضغوط التضخمية.
ومن المرجّح أن يقرّر صانعو السياسات خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية (25 نقطة أساس)، مما سيُخفّضها إلى نطاق جديد يتراوح بين 4% و4.25%.
لكن من المرجّح أن تُضيف حملة الضغط التي يشنّها البيت الأبيض مزيداً من الغموض إلى النقاش حول سرعة انخفاض أسعار الفائدة بعد ذلك.
وأحد الأمور المجهولة الرئيسية هو مدى حماس ميران، الذي يُنظر إليه على أنّه منسجم مع الرئيس بشأن الاقتصاد، للضغط من أجل التخفيضات الحادّة في أسعار الفائدة التي طالب بها ترامب مراراً.
وبصفته رئيساً لمجلس المستشارين الاقتصاديين بإدارة ترامب، كرّر ميران مراراً وتكراراً العديد من آراء الرئيس، بما في ذلك أنّ الرسوم الجمركية ليست تضخمية.
وخلال جلسة تأكيد تعيينه، قال ميران إنّه يدعم قدرة البنك المركزي على اتخاذ قرارات سياسية بمعزل عن التأثير السياسي، وأكّد أنّه سيسترشد "بتحليله للاقتصاد الكلّي وما هو الأفضل لرعايته على المدى الطويل".
مخاوف من دور "ميران"
وبحسب نيويورك تايمز، فإن قرار ميران بأخذ إجازة مؤقتة فقط بدلاً من الاستقالة من منصبه في البيت الأبيض أثناء خدمته في الاحتياطي الفيدرالي أثار مخاوف من أنه سيكون مدينًا للرئيس ترامب، الذي من المفترض نظريًا أن يظل رئيسه.
ويُتخذ قرارات أسعار الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي من قِبل جميع أعضاء مجلس المحافظين السبعة، بالإضافة إلى مجموعة متناوبة من خمسة رؤساء من بنوك الاحتياطي الإقليمية، مما يحد من تأثير صانع سياسة منفرد.
لكن ستتاح لميران فرصة التأثير على نقاش الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة منذ البداية.
ومن المرجح أن يعارض تصويت البنك المركزي اليوم مفضلًا خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر مما يستعد المسؤولون حاليًا لدعمه.
وقد تنضم إليه ميشيل دبليو بومان، التي رقّاها ترامب لمنصب نائب رئيس مجلس الإدارة لشؤون الإشراف هذا العام.
وفي يوليو/تموز، سبق لها أن عارضت قرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة، مفضلةً خفضها بمقدار ربع نقطة مئوية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز