لماذا لا تؤدي المكسرات إلى السمنة رغم ارتفاع سعراتها الحرارية؟

تعتبر المكسرات من الأطعمة التي تُثير الكثير من التساؤلات عند الحديث عن تأثيرها على الوزن. فعلى الرغم من احتوائها على سعرات حرارية مرتفعة، إلا أن أبحاثاً علمية حديثة أكدت أنها لا تؤدي إلى زيادة الوزن إذا تم تناولها بشكل معتدل.
في الواقع، باتت المكسرات تُعتبر عنصراً غذائياً متكاملاً يدعم صحة الجسم والعقل. وقد أظهرت الدراسات أنها لا تقتصر على كونها وجبة خفيفة، بل تقدم فوائد عديدة مثل تعزيز الذاكرة، دعم صحة القلب، وتحسين الخصوبة، بل وحتى المساهمة في خسارة الوزن.
مكسرات مثل اللوز والجوز وغيرها تحتوي على دهون وسعرات حرارية قد تثير القلق لدى الكثيرين، ولكن الأبحاث الحديثة أثبتت أن الجسم لا يمتص كل الدهون الموجودة فيها، مما يجعل تأثيرها على الوزن أقل من المتوقع. بل على العكس، فإن تناول المكسرات باعتدال قد يساعد في تعزيز نتائج الأنظمة الغذائية الهادفة إلى فقدان الوزن.
المكسرات وصحة الدماغ
أظهرت دراسة حديثة أن إضافة المكسرات إلى وجبة الإفطار، مثل البيض مع 50 غراماً من الجوز، لا يساعد فقط في تحسين التركيز، بل أيضاً يعزز الأداء الذهني طوال اليوم. وهذا يشمل تحسين الذاكرة وزيادة سرعة رد الفعل في مواقف مختلفة. ووفقًا لتحليل مجموعة من الدراسات، فإن المكسرات قد تكون عاملاً مساعداً في تعزيز فقدان الوزن ضمن نظام غذائي منخفض السعرات. هذه الفوائد تتجاوز فقط تأثيراتها على الوزن، بل تشمل صحة الدماغ والأداء العقلي بشكل عام.
لماذا لا تزيد المكسرات الوزن؟
على الرغم من أن المكسرات تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة، إلا أن الجسم لا يمتص جميع الدهون الموجودة فيها. حيث يتم طرح جزء من السعرات الحرارية مع الفضلات مباشرة. وفقًا لخبيرة التغذية غريس كينغسويل، فإن المكسرات تحتوي على مزيج من البروتينات، الألياف، والدهون غير المشبعة، وهي مكونات تساعد على تعزيز الشعور بالشبع وتنظيم مستويات السكر في الدم. هذا التوازن الغذائي يعزز من قدرة الجسم على التحكم في الجوع، مما يقلل الحاجة لتناول وجبات إضافية. وهذا يعني أن المكسرات يمكن أن تساهم في تحسين استقرار الوزن بشرط تناولها بكميات معتدلة، تتراوح عادة بين 30 غراماً يومياً.
الفوائد الصحية المتعددة للمكسرات
تتميز المكسرات بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية التي تجعلها إضافة مثالية لأي نظام غذائي صحي. فهي غنية بالألياف، الفيتامينات، والمعادن الضرورية لصحة الجسم. كما تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف، مما يساهم في الحفاظ على صحة القلب والدماغ. أحد الفوائد الأكثر أهمية هو قدرتها على مكافحة الالتهابات، وخاصة تلك المرتبطة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
إضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن المكسرات تحسن من الخصوبة لدى الرجال والنساء، حيث يمكن أن تعزز من جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال وتساعد في معالجة بعض مشاكل الحمل. من ناحية أخرى، تعمل المكسرات على خفض ضغط الدم وتحسين الحالة النفسية، مما يجعلها خيارًا ممتازًا لتعزيز الصحة العامة.
فوائد أنواع مختلفة من المكسرات
تختلف فوائد المكسرات حسب نوعها، حيث يتميز كل نوع بمزايا غذائية معينة. الجوز، على سبيل المثال، يعتبر من أفضل المكسرات لتحسين صحة الدماغ بفضل محتواه الغني بأحماض أوميغا 3 والبروتينات. كما يحتوي على مركبات البوليفينول التي تعزز الذاكرة وتحسن سرعة رد الفعل.
أما المكسرات البرازيلية، فهي غنية بالسيليينيوم، الذي يعد ضرورياً لصحة الغدة الدرقية، لكن من المهم تناولها باعتدال لأن الإفراط فيها قد يؤدي إلى تأثيرات سامة. في حين أن اللوز يُعد مصدراً ممتازاً للألياف وفيتامين E، ويعتبر مفيداً لصحة الجهاز الهضمي وكذلك لحماية القلب.
زبدة المكسرات: خيار صحي يجب تناوله بحذر
في السنوات الأخيرة، اكتسبت زبدة المكسرات شهرة واسعة كبديل صحي، لكنها ليست جميعها متساوية من حيث الجودة. يجب اختيار المنتجات التي تحتوي على 100% مكسرات وكمية قليلة من الملح، مع تجنب الأنواع التي تحتوي على زيت النخيل أو السكر المضاف. كما يجب الانتباه إلى أن زبدة المكسرات غنية بالسعرات الحرارية، لذا يُنصح بتناولها باعتدال.
يمكن الاستفادة من المكسرات عن طريق إضافتها إلى العديد من الأطعمة مثل الفواكه، اللبن، أو السلطات. كما أن نقع المكسرات طوال الليل ثم تجفيفها يساعد على تحسين امتصاص المغذيات ويُسهل عملية الهضم.