رصاص السبايا.. مغامرات تحرير الإيزيديات من داعش
أي سخرية للقدر تلك التي جمعت الضحايا من الإيزيديات مع جلاديهن الدواعش تحت سقف مخيم الهول شمال سوريا تحت عنوان واسع "الإنقاذ".
واحدة من أزمات الألفية التي عجز العالم عن حلها، منذ أن اختطف داعش آلاف الفتيات والمراهقات الإيزيديات وتحويلهن لـ"عرائس" لعناصر التنظيم الإرهابي.
وحين فكر العالم في تقديم حل زج بتلك الفتيات "السبايا" – حسب المسمى الداعشي – مع من أذاقوهن شتى أنواع السموم، غير أن الشاب الكردي محمود أعلن العصيان على هذا الوضع.
يروي الفيلم الوثائقي "سبايا" لسهوجير هيروري واحدة من أخطر المغامرات الواقعية التي يقودها الشاب محمود ورفاقه للبحث عن الإيزيديات بين أطلال "الهول" ونقلهن سراً إلى أحد مراكز التأهيل الكردية القريبة من المخيم، تمهيدا لإعادتهن لمواطنهن الأصلية.
وهيروري هو مخرج سويدي من أصل كردستاني؛ حيث غادر موطنه بالعراق في العام 1999، لكنه قرر العودة لرصد مغامرات "المنقذين المتسللين".
ويتسع مخيم الهول السوري لـ73 ألف لاجئ نزحوا من ويلات داعش غير أن المفارقة تتمثل في تحوله لمخيم يضم أسر الدواعش "السجناء" والضحايا معا.
ربما لا تكتب لمهمة الشاب الكردي محمود النجاح دون مجموعة من السيدات "المتسللات"، اللاتي استأجرهن مركز الإجهاد للإيزيديين للذهاب إلى مخيم الهول للاختلاط بأعضاء داعش السابقين للعثور على فتيات إيزيديات ما زلن مستعبدات بالداخل.
وكأنها حرب "جواسيس" تتصدى لها نساء غير عاديات يعرضن حياتهن للخطر، في الغالب غير معروفات، لكن شدة الخطر تتصاعد حين تصادف إحداهن داعشيا سبق أن تعاملت معه.
ويروي الفيلم الوثائقي مأساة عدم وجود عناصر شرطية داخل مخيم الهول في الشمال السوري؛ إذ يكتفي عناصر قوات سوريا الديمقراطية بالانتشار حوله؛ ضمانا لعدم فرار أحد.
ومع محاولة المخرج الحفاظ على سرية هويات "المنقذات" يعود للتركيز على محمود (اسم حركي لكن الحقيقة هو الشاب الكردي ليام نيسون) قائد عمليات الإنقاذ، والذي يخاطر بحياته لإتمام المهمة قبل تعرض الفتيات للإتجار بهن، بحسب ما نشره موقع (indiewire).
يقضي محمود جزءا كبيرا من يومه في العمل على هاتفه، لا يكل ولا يمل من بحثه عن المفقودات الإيزيديات داخل المخيم، وما إن يعثر على إحداهن يبدأ أحد المشاهد الليلية المذهلة وهو يطير بسيارته يقودها سائق مرافق بعد أن نجحوا في إخراج فتاة إيزيدية ومن خلفهم أصوات طلقات رصاص.
يقول محمود: "إنهم يطلقون النار علينا.. ننفذ مهمتنا في هدوء، لكن للأسف لا يزال هناك بعض المتعاطفين مع داعش في المنطقة، ولا يريدون هروب هذه الفتاة الإيزيدية".
تواصل عدسة الكاميرا تركيزها على المنقذ محمود قبل أن تنتقل للحظات إلى والدته المسنة والتي تتولى مهمة أخرى مؤقتة وهي إعادة تأهيل الفتيات وإعادتهن إلى أنفسهن قليلاً قبل أن يبدأن رحلة العودة إلى عائلاتهن.
ولا يعني عدم وجود طائرات بدون طيار لتقديم تصوير جوي لهذه المشاهد المذهلة أن عمليات الإنقاذ تخلو من الإثارة، فعادة ما تندلع حرائق على مقربة من مركز إعادة التأهيل في رسالة داعشية تحذيرية لاقتحامه حال استمرار عمليات تحرير "السبايا".