"أحلام الغد".. مبادرة نسوية لتعليم الأطفال وتدريب المرأة اليمنية (صور)
دفعت حرب الحوثي في اليمن 8 فتيات لتسخير وقتهن في تدريب النسوة والأطفال على اكتساب مهارات جديدة في قرى ومدن الساحل الغربي.
ورغم شح الإمكانيات وظروف الحرب التي تعيشها البلاد، فإنّ ذلك لم يمنع مروى حسن مهيوب، من قيادة الفريق النسوي والإسهام في تغيير واقع الكثير من النساء والأطفال في مدينة المخا التاريخية المطّلة على البحر الأحمر.
وتقدم اليمنية "مروى مهيوب" للأطفال دورات تأهيلية في اللغة الإنجليزية والعربية، فيما تقدّم للنساء دورات أخرى في أساسيات التمريض، والخياطة ونقش الحناء، ودورات طبخ البخور في أرياف ومدن، ظلّت لسنوات تفتقر لأبسط الحرف المدرة للدخل.
البداية.. تعليم الأطفال
وبدأت مروى وزميلاتها تأسيس مبادرة تطوعية تحت اسم "أحلام الغد"، قبل أن تتحول إلى معهد وصرح علمي يقدم خدمات تعليمية لأطفال المدارس في الصفوف الأولى، من أجل صنع تغيير ملحوظ في مستوى الطلاب الملتحقين بها، محققاً بذلك منفعة كبيرة لهذه الشريحة.
تقول مروى -في تصريح لـ"العين الإخبارية"-، إنّه "رغم المبالغ الزهيدة اللاتي يحصلن عليها، فإنهن يواصلن عملهن لتغيير واقع ومستقبل الكثير من الأطفال".
وتضيف أن "فكرة المبادرة التعليمية كانت تهتم بداية بالتعليم والتأهيل خاصة تعليم طلاب المدارس في الصفوف الأولى لدروسهم المدرسية، ومع مرور الوقت بدأ التفكير في توسعة برامج التعليم ليشمل النساء العاطلات عن العمل".
وتابعت: "استأجرنا في البداية مقراً في حارة المدينة القديمة، وعملنا على تنظيفه من مخلفات الحرب الحوثية، وبدأنا العمل فيه، حتى اكتسبنا إقبال العديد من الطلاب كان ذلك في بداية عام 2018".
أخذت المبادرة سمعة طيبة في تعليم الأطفال دروسهم وبدأ العديد من أولياء الطلاب يدفعون بهم إلى المعهد، لتعليمهم أساسيات القراءة والكتابة والإملاء، ومع نهاية العام جنينا ثمار جهدنا في العمل، حيث إن أغلب طلابنا يتفوقون في المدرسة، على حد تعبيرها.
تضيف مروى أن مبادرتها لم تكن مفروشة بالورود، وإنما كانت هناك المزيد من التحديات أمام فريق العمل، كما تحتاج إلى داعم أو شريك، لبرامجها التنموية.
تدريب النساء
في غرفة ضيقة تنكب "عبير مصطفى" مع 20 فتاة أخرى على خياطة قطع قماشية، على أمل أن تحصل على الخبرة الكافية، لتستقل بذاتها لاحقا وتصبح مصدر دخل لها.
تقول عبير وهي إحدى المستفيدات من برامج معهد "أحلام الغد" بقيادة مروى حسن، إن دورة الخياطة سوف تساعدها للحصول على خبرة كافية، للبدأ بالعمل من منزلها في خياطة ملابس النساء.
وأكدت لـ"العين الإخبارية"، أن ذلك سوف يسهم في انتقالها إلى التمكين الاقتصادي، وحصولها على عائد لتغطية احتياجاتها.
وأضافت: "كانت المبادرة منذ البداية شحيحة الدخل لتوفير إيجار الغرفة التي نعمل فيها، فابتكرنا دورات تأهيلية ودورات في اللغة الإنجليزية، وأساسيات التمريض، والخياطة والتطريز ونقش الحناء، ودورات طبخ البخور، وهي بمبالغ بسيطة لن تتعدى 5 آلاف ريال للبرنامج التدريبي".
وعن المعوقات، أشارت إلى أن الفتيات لم يحصلن على فرصة لتسويق أنفسهن لدى المنظمات الدولية والمحلية، رغم أن عملهن يصب في جانب تنمية المرأة والتمكين.
وتطمح الفتيات إلى الحصول على شركاء لأعمالهن سواء جهات أو منظمات يستطعن من خلالها التوسع بالخدمات لتمكين المجتمع.
aXA6IDE4LjE4OS4xODQuOTkg
جزيرة ام اند امز