فن
مأساة الفنانة فردوس محمد.. أشهر أم في السينما المصرية تفشل في الإنجاب
لم تختلف شخصية الفنانة المصرية فردوس محمد في الواقع، عن الشخصيات التي قدمتها على شاشة السينما.
كانت تجيد دور الأم التي تنثر الحنان في كل أدوارها، وفي الحقيقة كانت مصدر الدفء ودفتر الأسرار لنجمات من العيار الثقيل مثل كوكب الشرق أم كلثوم، وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
وفي ذكرى رحيل فردوس محمد، والتي تحل اليوم 30 يناير/كانون الثاني 2022، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على محطات مهمة في مسيرة "أشهر أم في السينما المصرية".
اليتم
فردوس محمد، من مواليد 13 يوليو 1906، بحي المغربلين بالعاصمة المصرية القاهرة، ولازمها الحزن منذ الصغر، إذ رحل والديها عن الحياة وعمرها 3 سنوات، لتجد نفسها يتيمة في عالم لا يرحم.
وشاء القدر أن يتعاطف معها الشيخ علي يوسف، مؤسس جريدة "المؤيد"، إذ تولى رعايتها وألحقها بمدرسة إنجليزية، تعلمت من خلالها القراءة والكتابة والتدبير المنزلي.
يوم بعد يوم، تشكلت شخصية فردوس محمد، وبسبب ظروفها الصعبة، نصحها المقربون بالزواج المبكر، حتى تؤسس بيتا وعائلة، وتجد رجل يعينها على مواجهة الواقع المر.
وعندما بلغت 14 عاما، ساعدتها الأسرة التي تقيم معها على الزواج من أول شاب تقدم لخطبتها.
كيف دخلت فردوس محمد الوسط الفني؟
لم تجد فردوس محمد مع زوجها الأول الحنان الذي افتقدته، حيث عاملها بقسوة شديدة، حاولت أن تغير طباعه، وأن تحتويه، لكنها فشلت، وعندما استحالت الحياة بينهما، وقع الطلاق بعد 5 سنوات، ووصفت فردوس محمد هذه الأيام بأنها أتعس أيام حياتها.
بعد الانفصال قررت فردوس محمد، البحث عن فرصة عمل لتدبير شؤون حياتها، ونصحتها إحدى صديقاتها بالعمل في "فرقة عكاشة" المسرحية، وساعدتها في العمل بالفرقة، ولأنها تحب الفن والتمثيل، تعلقت بالفرصة، وبذلت مجهودا كي تحجز لنفسها مكانا بين أعضائها، وبعد شهر تم تعيينها مقابل راتب شهري قدره 3 جنيهات.
وبعد المشاركة في عدة عروض مسرحية، جذبت أنظار المخرج الكبير محمد كريم، الذي رشحها للمشاركة في فيلم "يوم سعيد" إنتاج 1940 بطولة محمد عبدالوهاب، وجسدت في هذا العمل دور أم للطفلة وقتها "فاتن حمامة".
توالت بعد ذلك أعمال الفنانة فردوس محمد، وتألقت في دور الأم بالتحديد، حتى منحها النقاد لقب "أم السينما المصرية" وشاركت عبر مسيرتها الفنية في بطولة 120 فيلما، أبرزها "المهرج الكبير، وسيدة القطار، والعقاب، وشباب أمراة، وصراع في الميناء، والملاك الظالم".
النهاية المؤلمة
عانت فردوس محمد في حياتها كثيرا، ولازمتها الأحزان فترة طويلة، فقد تعكر زواجها الأول بسبب شخصية زوجها الصعبة، وبحثا عن السعادة تزوجت مرة ثانية من الفنان علي إدريس، وعاشت معه ما يقرب من 16 عاما، كان رجلا طيبا، أحبها كثيرا، لكن حلم الأمومة بالنسبة لها لم يتحقق لذا كانت تشعر بالحزن.
وعندما سألوا فردوس محمد، كيف تجيدين تمثيل دور الأم رغم أنك لم تعرفي هذا الإحساس؟ قالت: "في أوقات كثيرة فاقد الشيء يعطيه، حرمت من إحساس حلو، وبحثت عنه على شاشة السينما".
بعد اليتم، والحرمان من الإنجاب، تألمت فردوس محمد مرة ثالثة عندما هاجمها مرض السرطان بشراسة، وأجبرها على ملازمة الفراش، وبسبب روحها الحلوة وبساطة شخصيتها التف حول كل الفنانين في ذلك الوقت، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، وفاتن حمامة التي كانت تعتبرها مثل والدتها بالفعل.
وفي 30 يناير 1961، رحلت فردوس محمد عن الحياة، متأثرة بإصابتها بمرض السرطان، ماتت لكن أدوارها الرائعة لا تزال عالقة في وجدان المشاهد العربي.