فن
مأساة نجمة الإغراء ناهد شريف.. زوجها سرق أموالها والسرطان شوه جمالها (بروفايل)
لا تعني الابتسامة أن صاحبها يعيش أسعد أيام حياته، فخلف الملامح الظاهرة قد تكمن حكايات وألغاز، كما في قصة الفنانة المصرية ناهد شريف.
لم يتصور قطاع عريض من الجمهور، أن ناهد شريف، التي بدأت حياتها بأدوار شديدة البراءة وابتسامة طالما سحرت بها جمهورها، أن تتحول لنجمة الإغراء الأولى في مصر.
وفي السطور التالية تستعرض" العين الإخبارية" مأساة الفنانة ناهد شريف، التي عرفت الشهرة، والثراء، وتذوقت أيضا طعم الجوع والحرمان.
مرحلة البراءة
اسمها الحقيقي " سميحة زكي النيال" من مواليد 1 يناير 1942، بمحافظة بني سويف في شمال صعيد مصر.
لم تنعم "ناهد" في طفولتها بحياة هادئة، إذ ماتت أمها وعمرها 8 سنوات، وتألمت من أجل شقيقتها الوحيدة التي أجبرها شلل الأطفال أن تعيش أسيرة كرسي متحرك، وعندما بلغت من العمر 14 عاما رحل والدها عن الحياة، لتجد نفسها وحيدة في مواجهة صعبة مع واقع مرير.
تميّزت ناهد شريف في هذه المرحلة بالبراءة والخجل الشديد، لكنها كانت تدرك أنها تمتلك بجانب الجمال، سحر الجاذبية، لذا تمنت أن تكون ممثلة ومن أجل هذا الحلم استقرت في القاهرة وترددت على الاستديوهات.
تعرفت ناهد شريف إلى الفنانة زبيدة ثروت والتي كانت تمتلك شعبية كبيرة وقتها، وطلبت منها أن تساعدها. لم تتخل زبيدة ثروت عنها، وبالفعل قدمتها لوحيد فريد أشهر مدير تصوير في ذلك الوقت، ومن هنا تغيرت حياتها وبدأت مشوار الشهرة.
الانطلاق والجرأة
بدأت ناهد شريف حياتها الفنية بأدوار الفتاة الخجولة، التي دائما تتعرض للخداع من جانب الحبيب، ومن أبرز أعمالها في هذه المرحلة فيلم "حبيب حياتي" إنتاج 1958، ومن إخراج نيازي مصطفى، وفيلم "أنا وبناتي" إنتاج 1961، وشارك في بطولته صلاح ذو الفقار، وزهرة العلا، وزكي رستم.
في السبعينيات تغيرت السينما في مصر ولبنان، وظهرت أفلام جريئة بشكل فج، وانجرفت ناهد شريف رغم موهبتها الكبيرة في هذا التيار، وقدمت أفلاما فجة بحثا عن المال، وكانت البداية بفيلم "شهر عسل بدون إزعاج"، وتوالت أعمالها بعد ذلك ومنها: "عندما يسقط الجسد، والمنحرفون، الكل يحب، الرغبة والثمن".
وتعرضت ناهد شريف، لموجة كبيرة من الانتقادات بسبب جرأتها الشديدة، وطالب البعض بمحاكمتها بعد فيلم "ذئاب لا تأكل لحوم البشر" الذي تم تصويره في الكويت، وشاركها البطولة عزت العلايلي ومحسن سرحان.
حققت ناهد شريف ثروة كبيرة من الأفلام الجريئة، لكنها خسرت في المقابل قطاعا عريضا من الجمهور الذي كان يحبها.
الزواج والمرض
تزوجت ناهد شريف 3 مرات، الأولى من المخرج والمنتج محمد حلمي المهندس، وكان عمرها وقتها 18 عاما، وكان يكبرها بنحو 20 عاماً.
أما الزيجة الثانية فكانت من الفنان الكبير كمال الشناوي، وكان يكبرها بـ25 عاماً، حدث الزواج سراً، واستمر لمدة 6 سنوات، لكنها لم تطق أن تستمر زوجة ثانية، ووقع الطلاق، ورغم ذلك ظل الحب موجوداً بينهما حتى وفاتها.
بعد الانفصال عن كمال الشناوي، تزوجت ناهد شريف من مقامر لبناني اسمه "إدوارد جيرجيان"، وحذَّرها الجميع من الزواج منه، لكنها أصرت وأنجبت منه ابنتها الوحيدة "باتريسيا". استغل هذا الرجل ناهد شريف واستولى على ثروتها ولم يدعمها في محنة مرضها وتركها وحيدة في لندن.
نهاية مؤلمة
عام 1979، عرف المرض طريقه إلى الفنانة ناهد شريف، إذ أصيبت بسرطان الثدي، واستغل زوجها اللبناني مرضها، واستولى على أموالها، ووقف إلى جوارها طليقها في ذلك الوقت كمال الشنّاوي، وخاطب الحكومة المصرية لمساعدتها، وبالفعل سافرت إلى لندن للعلاج.
الغريب أن زوجها اللبناني سافر معها ودعا نجوم الفن للتبرع لها لإجراء العملية الجراحية، ونجح في جمع مبلغ مالي كبير، وتركها في لندن وحيدة تصارع الموت وذهب إلى بيروت، لم تتحمل ناهد شريف كل ما حدث، وطلبت منه عدم مناشدة زملائها من أجل المال، وطلبت من السفير المصري في لندن مساعدتها للعودة لمصر، وماتت في 7 أبريل/ نيسان، 1981.
قبر ناهد شريف
مرّت الأيام والسنوات، كبرت "باتريسيا" ابنة ناهد شريف، وعادت من لبنان وراحت تبحث عن قبر أمّها، وساعدتها الإعلامية المصرية بوسي شلبي في زيارة قبر والدتها في "مدافن المجاورين" في 2019، وظهرت معها أمام قبر الفنانة الراحلة وهي تدعو الله لها.