بنديتو فينا.. ملهم «فيراري» نحو عصر السرعة النظيفة

قبل أربع سنوات وفي خطوة مفصلية في تاريخ الشركة العريقة، تم تعيين الفيزيائي الإيطالي بنديتو فينا رئيساً تنفيذياً لشركة فيراري.
القرار الذي اتخذ في سبتمبر/أيلول 2021، جعل فينا المسؤول عن توجيه أيقونة صناعة السيارات الرياضية الفاخرة نحو مستقبل كهربائي.
وفينا، الذي وُلد عام 1969 في جنوب إيطاليا، ليس وافدًا عاديا إلى عالم السيارات. حيث أمضى أكثر من 25 عامًا في شركة STMicroelectronics، إحدى أكبر شركات تصنيع الشرائح الإلكترونية في أوروبا. وهناك، قاد قسم الأنظمة الكهروميكانيكية الدقيقة (MEMS) كما أسهم في تطوير تقنيات استُخدمت في الهواتف الذكية مثل الساعات، وأجهزة التحكم مثل جهاز Wii الشهير من نينتندو.
ويحمل فينّا أكثر من 200 براءة اختراع، ويُعد أحد العقول الفذة البارزة في أوروبا، خصوصًا في مجالات الحساسات الدقيقة والتكامل بين البرمجيات والأجهزة.
لكن فيراري، التي تأسست عام 1947 واشتهرت بمحركاتها ذات الصوت الهدّار وروح السباق المتجذّرة في الفورمولا 1، مدركة لحتمية التحول نحو السيارات الكهربائية والرقمية. وفي ظل ضغوط بيئية وتشريعات أوروبية صارمة للانبعاثات، بات من الضروري أن تتماشى فيراري مع التغيير دون أن تفقد هويتها بل مع الحفاظ على إرثها المرتبط بالأداء والسرعة والرفاهية.
مزيج من الخبرة
وعند إعلان تعيينه، قال رئيس مجلس إدارة فيراري جون إلخان إن فينا يمتلك مزيجًا فريدًا من الخبرة التقنية، الابتكار، والرؤية الريادية. وأضاف إن قيادته ستُسهم في فتح فصل جديد في تاريخ فيراري، حيث سيلتقي الأداء بالاستدامة". وبالفعل، منذ استلامه المنصب، وضع فينّا خارطة طريق واضحة للمستقبل. وتقوم على أن أول سيارة كهربائية بالكامل من فيراري ستُكشف عام 2025، على أن تُطرح في الأسواق بحلول 2026، دون المساومة على "الروح العاطفية" التي تميز سيارات الحصان الجامح.
لكن مهمة فينّا لا تقتصر على التحول الكهربائي. بل تشمل أيضًا التوسّع في التقنيات الرقمية، مثل تعزيز تجربة القيادة الذكية، وتحسين الاستدامة في الإنتاج، والتعامل مع التحديات العالمية في سلاسل التوريد.
ويشرف فينا في الوقت نفسه على قطاع فيراري الرياضي، بما في ذلك فريق الفورمولا 1، أحد أبرز رموز الشركة في العالم.
ومن اللافت أن الأشهر الأولى من قيادة فينا كشفت عن رؤية عميقة في المواءمة بين التكنولوجيا المتقدمة وتراث التصميم الإيطالي الفاخر. ويرى كثيرون أن هذا التنوع في الخبرة ربما يكون السلاح السري الذي تحتاجه فيراري لعبور المرحلة القادمة من تاريخها.
وفينا يمثل اليوم نموذجًا جديدًا للقيادة الصناعية: قهو رجل علم يدير إمبراطورية عاطفة ورجل فيزياء دخل قلب صناعة المحركات. ومن خلف عجلة قيادة فيراري، يقود واحدة من أكثر العلامات التجارية شهرة في العالم نحو مستقبل مثير كماضيها بل ربما أكثر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز