بالصور والفيديو.. مصر تحتفي بـ"زايد في قلوب المصريين" بالقاهرة
مؤسسة "الأهرام" الصحفية المصرية أقامت هذه الاحتفالية تعبيرا عن وفاء الشعب المصري للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات.
افتتح عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين المصريين رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الصحفية المصرية، احتفالية "زايد في قلوب المصريين" المقامة، الأحد، بأحد فنادق القاهرة، بمناسبة مرور 100 عام على ذكرى ميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات.
جاء ذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ولفيف من الوزراء والسفراء.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ما زال حيا في قلوب أبناء وطنه وقلوب الجميع، وأنه استوعب قيمة العلم والتخطيط، واستضاف أول قمة خليجية وساند مختلف القضايا العربية.
وأضاف أن الإمارات نموذج للدولة العصرية الجاذبة لكافة الرؤى والأفكار، وأن مسار العلاقات بين البلدين شهد دفعة متميزة بعد 30 يونيو 2013، وأن الإمارات ساندت مصر في تنفيذ خارطة الطريق وقدموا لها الدعم الاقتصادي بعد 30 يونيو.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مكانة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدى العرب تنبع من إيمانه بالعروبة والتزامه الراسخ بالعلاقة الاستراتيجية مع مصر، والتي أصبحت نموذجا خاصا للتعاون والشراكة.
من جانبه، أعرب جمعة الجنيبي، سفير الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، عن سعادته بعنوان الاحتفالية "زايد في قلوب المصريين"، مشيرا إلى أنها تعبر عن تقدير المصريين للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأنه في قلوبهم كما كانت مصر في قلبه.
وأوضح الجنيبي أن مصر كانت لها مكانة خاصة في قلب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأن مصر كانت من أوائل الدول التي ساندت قيام الاتحاد، كما أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي ساندت مصر في حرب أكتوبر المجيدة.
وقال رئيس الهيئة الوطنية للصحافة المصرية، كرم جبر، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لم يتأخر عن مساعدة مصر في الظروف الصعبة، وأنه عبر بصدق عن مقولة "الصديق وقت الضيق"، واصفا مواقفه بالشهامة والنبل.
وأضاف أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان محبا للتعمير والبناء والخضرة، مشيرا إلى أن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لا يختلف عن والده فأكمل مسيرة الخير والعطاء في العلاقات بين الإمارات ومصر.
وشهدت الاحتفالية جلسة عن العلاقات المصرية الإماراتية وكيف تكون نموذجا للعلاقات العربية-العربية، وتحدث في الجلسة كل من وزير الدولة المصرية للشئون النيابية والقانونية عمر مروان، والأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون العربية والأمن القومي بجامعة الدول العربية خليل إبراهيم الذوادي، ورئيس مكتبة الأسكندرية الدكتور مصطفى الفقي، ووزير الخارجية المصرية الأسبق محمد العرابي، ورئيس تحرير جريدة رؤية الإماراتية محمد الحمادي.
وقال عمر مروان، وزير الدولة المصرية للشئون النيابية والقانونية، لـ "العين الإخبارية" إن العلاقات الإماراتية المصرية منذ الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر حتى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي علاقات متميزة ومستمرة ومتنامية. وأشار إلى إنه اقترح على رجال الفكر والسياسة التأصيل لهذه العلاقات حتى تكون مثالا يحتذى به للعلاقات العربية-العربية الأخرى.
وقال محمد العرابي، وزير الخارجية المصرية الأسبق، لـ "العين الإخبارية"، إن العلاقات الإماراتية المصرية علاقات نموذجية ويجب أن تكون نموذجا يحتذي به في العلاقات العربية-العربية، معتقدا أن هناك الكثير من الدول التي تحاول أن تسير على نفس النهج الذي تسير عليه الإمارات ومصر مما حقق بعض التقدم في العمل العربي المشترك عبر الاقتداء بالنموذج الإماراتي المصري في العمل العربي واعتباره ركيزة لاستقرار في المنطقة.
وقال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مكرم محمد أحمد، لـ "العين الإخبارية" إن العلاقات الإماراتية المصرية خارج التقييم؛ لأنها دخلت في تجارب كثيرة وتاريخ طويل من التعاون والتضحيات المتبادلة، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تزداد تماسكا وترابطا.
وأشار إلى أن العلاقة التي بدأت ما بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومصر في عهد الرئيس المصري الراجل جمال عبد الناصر ثم تنامت في عصر الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وبلغت أوجها في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والآن يمتد نهرها الواسع اليوم إلى علاقات كبيرة وعريضة بين السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأن هناك تطابق في الفهم والتفاهم.
وقال مكرم محمد أحمد بعد عرض الفيلم التسجيلي "زايد في قلوب المصريين"، إنه لا يظن أن حاكما عربيا تميَّز بالفراسة والحكمة وبعد النظر والمعرفة الدقيقة بأقدار الأمم والشعوب مثل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أنجز عملا أسطوريا فذا بتوحيد الإمارات العربية، ووحدها في كيان وأنشأ على أنقاض الانقسام وطنا فريدا في علاقته بمواطنيه، يقوم على حقوق المواطنة دون تمييز في العرق أو الدين.
وأضاف أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان أكثر من أغدق على شعبه، مشددا على أن الخليج شهد وقتها هذا التسابق على إعمار الأرض، "ولم ينفق الشيخ زايد أيا من أموال بلاده على الحروب والشرور والمنازعات، لكن حب الخير دفعه إلى أن يمد يد العون لكل دولة عربية شقيقة فأقام المدارس والمعاهد والمستشفيات، وبنى مدنا وأحياء تحمل اسمه ليصبح أيقونة العرب، الجميع يحبونه دون أن يختلف عليه عربي واحد".
واستطرد مكرم محمد أحمد في القول إن زايد ساند مصر بكل قوة في حرب 1973، وأعانها على إزالة آثار هزيمة عام 1967، وشارك مع الملك فيصل في استخدام سلاح البترول لصالح مصر، وكان لديه إيمان عميق بمصر والمصريين.
وتقدم عبد المحسن سلامة بخالص الشكر والتقدير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، على رعايتهما الكريمة لهذه الاحتفالية، بما يعبر عن عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين، وتقديرا وعرفانا للشيخ زايد الذي بادله المصريون الحب والمودة.
وقال سلامة إن عام 2018 يشهد مئوية مولد 3 من أعظم زعماء العرب، وهم: الزعيم جمال عبد الناصر في يناير/كانون الثاني عام 1918، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مايو/أيار من العام ذاته، وكذلك الرئيس أنور السادات في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، "لتجمع خيوط كثيرة بينهم ليس فقط كونهم ولدوا في نفس العام، لكنهم اشتركوا في صفات النبوغ وبعد النظر وسعة الأفق وامتداد تأثيرهم إلى العالم أجمع".
وأضاف أن الرئيس جمال عبد الناصر دعم اتحاد إماراتي أبوظبي ودبي في الستينيات، كما كان الرئيس السادات أكبر داعم لاتحاد الإمارات عام 1971، ليمتد الترابط بين الشعبين في إطار من الثقة والتضامن.
وأشار سلامة إلى أن الشيخ زايد كان عروبيا حتى النخاع، وأسس أول اتحاد فيدرالي عربي حقيقي، وكان متأكدا من أن قوة العرب تكمن في قوة مصر، وهو صاحب المقولة الشهيرة "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي".
وأوضح أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رفض خفض تصدير النفط العربي بقيمة 5% فقط خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، ليعلن قطع تصدير البترول كاملا عن أي دولة تساند إسرائيل، لتنضم له في هذا القرار السعودية وكل الدول العربية المصدرة للنفط.
وأكد رئيس مجلس إدارة "الأهرام" أن هذه المؤسسة العريقة أقامت هذه الاحتفالية تعبيرا عن وفاء الشعب المصري لهذا القائد الحكيم في كل مواقفه، كما جاءت في ظل العلاقة الوطيدة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.