السيجار المتفجر.. الأبرز ضمن 638 محاولة اغتيال لكاسترو
الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو نجا من محاولات اغتيال أكثر من أي زعيم عالمي آخر في التاريخ وعاش حتى 90 عاما
رغم كل الصعاب ومحاولات الاغتيال، تُوفي الزعيم الكوبي فيدل كاسترو لأسباب طبيعية عن عمر يناهز (90 عامًا)، وهو عمر لم يكن حتى يتوقع القائد الثوري نفسه أن يبلغه قط.
وأصبحت النجاة من مئات محاولات الاغتيال مصدر فخر لكاسترو، حيث كان مولعا بالقول: "إذا كانت النجاة من محاولات الاغتيال حدثا أوليمبيا سأفوز بالميدالية الذهبية".
وقبل عيد ميلاده الأخير، قال كاسترو لأعضاء حزبه: "قريبا سوف أكمل 90 عامًا، وهذا أمر لم يخطر ببالي قط، لم يكن هذا ثمرة أي جهد، ولكنه من تصاريف القدر. قريبا سأكون (ميتًا) مثل البقية".
في الواقع، ربما نجا كاسترو من محاولات اغتيال أكثر من أي زعيم عالمي آخر في التاريخ، حيث يقول حارسه السابق، فابيان إسكالانتي، إن الزعيم الكوبي تعرض إلى 638 محاولة اغتيال.
وبعد أن تملك الجرأة لتأسيس دولة اشتراكية على أعتاب الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، أصبح كاسترو هدفًا رئيسيا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) طيلة عقود، كما حاول الكوبيون المنفيون، الذين فروا من الثورة، وفي وقت لاحق من كوبا التي أصبحت بلدا معزولًا، أيضا أن يسلبوا حياة "القومندان".
ونفذ عدد من محاولات الاغتيال في إطار المشروع الكوبي، الذي كان يعرف آنذاك أيضا باسم "العملية مونجوس" أو "عملية النمس"، السرية التي وقعها الرئيس جون كينيدي في عام 1961 بعد فشل خطة الثورة المضادة في خليج الخنازير.
وخلافًا لفشل محاولة الغزو العلنية، التي نفذها الكوبيون المنفيون المدعومون من الولايات المتحدة، بعد هزيمتهم على يد قوات كاسترو، ركز المشروع الكوبي على عمليات سرية للإطاحة به من السلطة.
ومن أشهر مؤامرات الاغتيال السيجار المتفجر، عندما حاولت وكالة الاستخبارات المركزية استغلال ولع كاسترو المعروف بالتدخين كما يظهر في العديد من صوره الشهيرة، حيث انتشرت على نطاق واسع تقارير عن تمرير سيجار محشو بالمتفجرات ولكنها لم تثبت أبدا.
وقال إسكالانتي إن وكالة الاستخبارات المركزية حاولت استخدام سيجار مسموما، وأخر مخلوط بحبوب الهلوسة لإذلال الرئيس الكوبي، الذي أقلع عن التدخين في عام 1985، وقال إنه الشيء الصواب الوحيد الذي فعله من أجل الصحة العامة الكوبية.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية، حاولت استغلال عشق كاسترو لرياضة الغوص، حيث كشفت وثائق سرية نشرت في التسعينيات إلى أنها سعت للحصول على عدد من أصداف البحر، وحشوها بالمتفجرات لأنها ربما تجذب اهتمام الزعيم الكوبي تحت الماء.
وتضمنت مؤامرة أخرى إصابة بدلة غوص كاسترو بفطريات شديدة السمية، إلى جانب العديد من المحاولات التقليدية لقتل "القومندان"، بدءا من القنابل للهجمات المسلحة، التي شن كثيرا منها الكوبيون المنفيون المناهضون لكاسترو.
وكذلك حاول بعض رجال المافيا الغاضبين، الذين كان لديهم العديد من المصالح في كوبا في الأربعينيات والخمسينيات اغتياله، بعد طردهم من الكازينوهات والفنادق عندما تولى السلطة.
وأوضح إسكالانتي، أن محاولة رجال المافيا كانت الأقرب إلى النجاح، عندما خططوا لدس قرصا سامًا في مشروب شوكولاتة كاسترو في فندق "ليبر"، ولكن كبسولة، التي كانت مخبأة في ثلاجة المطبخ، التصقت بداخلها وتحللت قبل استرجاعها، فباءت المحاولة بالفشل كغيرها من محاولات أخرى لتسميمه.
كما خططت عشيقة لكاسترو جندتها "سي آي إيه" لتسميمه، ولكن الزعيم الكوبي ضبطها، وهي تحاول دس السم له، فعرض عليها مسدسه الخاص للقيام بذلك، فقالت: "لا أستطيع أن أفعل ذلك، فيدل"، فسامحها رغم ذلك وطردها من الجزيرة.