وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن 90 عاما
وفاة الرئيس السابق وأبي الثورة الكوبية، فيدل كاسترو، عن عمر ناهز 90 عاما، حسب ما أعلن شقيقه الرئيس الحالي راؤول كاسترو.
توفى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، مساء الجمعة، عن عمر ناهز 90 عاما في العاصمة هافانا، حسب ما أعلنه شقيقه راؤول الذي خلفه في السلطة عام 2008.
وقال راؤول كاسترو -الذي خلف أخاه في رئاسة كوبا، عبر التلفزيون الوطني،- "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22,29 هذا المساء".
وفيدل كاسترو كما يطلق عليه "أبو الثورة الكوبية"، كان الرئيس السابع عشر للبلد وحكمها لمدة 32 عاما (1976-2008)، حيث تمكن من بناء دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة، وتحدى على مدى 50 عاما محاولات واشنطن لإسقاطه.
وتماشيا مع رغبة كاسترو ستحرق جثته.
وانتزع كاسترو السلطة في ثورة 1959 وحكم كوبا 49 عاما بمزيج من الكاريزما والقبضة الحديدية، فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح شخصية رئيسية في الحرب الباردة.
وصورت الولايات المتحدة وحلفاؤها كاسترو شيطانا.. لكن الكثير من اليساريين حول العالم مولعون به خاصة الثوار الاشتراكيين في أمريكا اللاتينية وإفريقيا.
وتصدى كاسترو لغزوٍ دعمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في خليج الخنازير عام 1961، كما نجا من عددٍ من محاولات الاغتيال.
وساعد تحالف كاسترو مع موسكو في إثارة أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وهي مواجهة مع الولايات المتحدة استمرت 13 يوما وجعلت العالم أقرب ما يكون لنشوب حرب نووية.
واشتهر الزعيم الكوبي السابق بارتداء الزي العسكري وتدخين السيجار لسنوات طويلة من وجوده في السلطة، كما اشتهر بخطاباته الطويلة المفعمة بالوعيد والخطابة النارية التي توجه سهامها في الغالب إلى الولايات المتحدة.
وفي كوبا أطاح كاسترو بالرأسمالية وحظي بالشعبية بعد أن جعل المدارس والمستشفيات في متناول الفقراء. لكن كان هناك الكثيرين من الأعداء والمنتقدين لكاسترو ومعظمهم من الكوبيين المنفيين في ميامي والفارين من حكمه إذ كانوا يرونه طاغية شرسا.
وفي نهاية المطاف لم تكن محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفيتية هي من أنهى حكم كاسترو؛ بل المرض الذي أجبره على التنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول كاسترو مؤقتا في 2006 ثم نهائيا في 2008.
ورغم تمجيد راؤول الدائم لشقيقه الأكبر فإنه غيّر شكل كوبا منذ تولي السلطة وأجرى إصلاحات اقتصادية على غرار نظام السوق، واتفق مع الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول على إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية وإنهاء عقود العداوة.
وبعد ذلك بستة أسابيع أبدى فيدل كاسترو تأييدا فاترا للاتفاق.. مما أثار تساؤلات بشأن موافقته على إنهاء العداوة مع الولايات المتحدة.
وعاصر كاسترو زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكوبا هذا العام، وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي لكوبا منذ 1928.
وفي سنواته الأخيرة لم يعد كاسترو يتولى أي منصب زعامة. وكان يكتب مقالات رأي في الصحف تتناول الشؤون الدولية ويلتقي بالزعماء الأجانب من حين لآخر لكنه كان يعيش في شبه عزلة.
ومن غير المرجح على ما يبدو أن تسبب وفاة كاسترو مشكلة لأن راؤول (85 عاما) ثبت قدميه في السلطة.
aXA6IDEzLjU5LjE4My4xODYg
جزيرة ام اند امز