«توقف أمني شامل».. حوادث ميدانية تكشف ثغرات خطيرة بالجيش الإسرائيلي

سلسلة من الحوادث الميدانية الخطيرة التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين، عكست تصاعد القلق داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية من تدهور معايير الانضباط والسلامة.
تلك الحوادث دفعت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، إلى فرض «توقف أمني شامل» في جميع وحدات الجيش، وفق تقرير للقناة 12 العبرية.
قرار يأتي في وقت حساس تشهده الجبهة الداخلية للجيش، حيث تتزايد المؤشرات على وجود خلل مؤسسي في الالتزام بالتعليمات، خصوصًا في الوحدات القتالية المشاركة في التدريبات أو العمليات الجارية.
حوادث متكررة تثير القلق
ووفق تقرير للقناة 12 العبرية فقد استعرض أبرز الحوادث التي دفعت لاتخاذ هذا الإجراء، من بينها:
ومن بين الحوادث التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار:
• إطلاق نار عرضي من رشاش داخل مدرعة، دون تسجيل إصابات، لكنه وُصف بالحادث الخطير.
• دخول قوة عسكرية إلى حقل ألغام خلال مهمة ميدانية، ما أدى إلى انفجار لغم.
• سقوط مدرعة ثقيلة في قناة مائية أثناء تدريب.
• سقوط جندي في حفرة مائية عميقة خلال تنفيذ مهمة.
• عدة حالات لإطلاق قذائف بشكل غير مقصود في تدريبات مختلفة.
مراجعة شاملة
قرار زامير يشمل وقفًا ميدانيًا وتدريبيًا مؤقتًا، يُخصص لإجراء مراجعة داخلية معمّقة لبروتوكولات السلامة والانضباط العسكري.
كما كُلِّفت كل وحدة برفع تقرير مفصل حول التزامها بإجراءات الأمان، على أن تُعرض هذه التقارير خلال أيام على هيئة الأركان لاتخاذ خطوات تصحيحية.
ويؤكد مسؤولون عسكريون أن هذه المراجعة تأتي في إطار «رفع الجاهزية ومنع تكرار الحوادث التي يمكن أن تُكلّف أرواحًا في صفوف القوات»، وسط مخاوف من تراخي القيادات الميدانية في تطبيق التعليمات المتعلقة بالسلامة العسكرية.
ويأتي هذا القرار في وقت يستمر فيه الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية توغل واسعة النطاق في قطاع غزة، تشمل تعبئة مكثفة لقوات الاحتياط، وتحريك وحدات قتالية من جبهات متعددة، بما فيها الجنوب اللبناني وسوريا والضفة الغربية.
لكن الاستعدادات الميدانية تتزامن مع تحديات متزايدة داخل المؤسسة العسكرية، بينها النقص في عدد المقاتلين.
ويرى مراقبون أن تكرار الحوادث خلال فترة قصيرة قد يؤشر إلى «أزمة تدريب وتأهيل»، أو حتى إلى تراجع الحافزية لدى الجنود، في ظل طول أمد الحرب وتعدد ساحات الاشتباك.