قصة مونديال 1958.. برازيل بيليه تقتحم أوروبا بإنجاز فريد
يترقب عشاق كرة القدم انطلاق النسخة المرتقبة من كأس العالم 2022 في قطر خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتستعرض "العين الرياضية" من خلال سلسلة حلقات حكايات كل نسخة من بطولات كأس العالم التي انطلقت لأول مرة في أوروجواي قبل 92 عاما.
كأس العالم 1958
حظيت "مونديال السويد 1958" للمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم بتغطية تلفزيونية عالمية، لكن على الرغم من ذلك لم تتمكن دول شرق أوروبا من متابعتها بسبب عدم جاهزيتها لاستقبال البث المباشر.
وكان مونديال 1958 هو النسخة السادسة من كأس العالم التي تقام كل 4 سنوات، وأقيمت في الفترة من 8 إلى 29 يونيو/ حزيران 1958 بالسويد، كأول نسخة تُلعب في إحدى دول الشمال.
المنتخبات المشاركة في كأس العالم 1958
أقيمت البطولة بنظام المجموعات، حيث تغير شكل المنافسة من عام 1954 بعدما ضمت 16 فريقًا، تتنافس في 4 مجموعات، لكن في هذه النسخة واجه كل فريق الآخر، بعدما كان يلعب كل فريق مباراتين فقط في المجموعات.
وضمت المجموعة الأولى في نسخة 1958 كلا من ألمانيا، وتشيكوسلوفاكيا، وأيرلندا الشمالية والأرجنتين، والثانية منتخبات فرنسا ويوغوسلافيا وباراجواي واسكتلندا، والثالثة السويد، والمجر، وويلز، والمكسيك، والرابعة البرازيل، وإنجلترا، والاتحاد السوفييتي والنمسا.
وكانت تلك النسخة شاهدة على ذكرى حزينة للمنتخب الإيطالي الفائز بالبطولة في نسختين متتاليتين 1934 و1938، حيث فشل في التأهل لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
نظام كأس العالم 1958
لم يتغير نظام البطولة عن مونديال عام 1954، حيث قُسمت المنتخبات المشاركة إلى 4 مجموعات، ليتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني إلى دور الثمانية الذي أقيم بنظام الأدوار الإقصائية مثل الشكل الحالي للمنافسة.
وتأهلت كل من البرازيل وويلز وألمانيا ويوغوسلافيا والسويد والاتحاد السوفييتي وفرنسا وأيرلندا الشمالية إلى الدور ربع النهائي، قبل أن يبلغ المنتخب البرازيلي ومعه الفرنسي والسويدي والألماني الدور نصف النهائي، وتتأهل البرازيل والسويد للمباراة النهائية.
نهائي الأرقام القياسية
شهدت المباراة النهائية العديد من الأرقام القياسية التي تم تسجيلها في تاريخ كأس العالم والتي ظلت قائمة حتى النسخة الأخيرة 2018.
وفي سن 17 عاما، كان الأسطورة البرازيلية بيليه أصغر لاعب يشارك في نهائي كأس العالم ويسجل فيه، ليترك بصمته في البطولة بمجرد وصوله إلى المسرح العالمي ويكتب بداية بزوغ نجمه.
في المقابل، أصبح السويدي نيلز ليدهولم أكبر لاعب سناً يسجل في نهائي كأس العالم بعمر 35 عامًا و263 يومًا.
وكانت هذه المباراة هي الأكثر غزارة تهديفية في تاريخ المباريات النهائية للمونديال، حيث شهدت أكبر عدد من الأهداف التي سجلها الفريق الفائز (5 أهداف)، وأعلى عدد من إجمالي الأهداف المسجلة (7 أهداف).
واشترك نهائي كأس العالم 1958 مع المباراتين النهائيتين لنسختي 1970 و1998 في أعلى فارق أهداف (3)، مع العلم بأن منتخب البرازيل لعب في كل تلك النهائيات الثلاث.
وأصبح النجم بيليه، الذي كان يبلغ من العمر 17 عاما حينها، أصغر لاعب في تاريخ المسابقة يشارك في المباراة النهائية ويسجل فيها هدفين.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها مضيف كأس العالم إلى النهائي دون أن يفوز بالبطولة، بالإضافة إلى ذلك، كانت المباراة هي المرة الأولى التي يلتقي فيها منتخبان من قارتين مختلفتين (أوروبا وأمريكا الجنوبية) في نهائي كأس العالم.
وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي تقام فيها كأس العالم على أراض أوروبية ويفوز بها منتخب من خارج القارة العجوز وهو البرازيل في إنجاز فريد، وانعكس هذا الإنجاز في عام 2014 حيث لم يفز منتخب من الأمريكتين بإحدى النسخ التي تقام في القارتين كالمعتاد، إذ تغلبت ألمانيا على الأرجنتين 1-0 في النهائي.
بطل كأس العالم 1958
فازت البرازيل على السويد 5-2 في المباراة النهائية في ضاحية سولنا في استوكهولم لتحرز لقبها الأول.
تقدم المنتخب السويدي مبكرا عبر لايدولم، عند الدقيقة الرابعة، قبل أن تتعادل البرازيل بعدها بخمس دقائق عبر فافا، ثم وقع بيليه على أول أهدافه في النهائي ورابع هدف له في البطولة، عند الدقيقة 55، وأضاف زاجالو الهدف الثالث للبرازيل عند الدقيقة 68.
ثم عادت السويد لتقلص السويد الفارق عبر اللاعب سيمونسون، عند الدقيقة 80، قبل أن يختتم بيليه أهداف البرازيل بالهدف الخامس في الوقت بدل الضائع.
وتربَّع منتخب البرازيل منذ تحقيق هذا اللقب الأول له على عرش العالم برصيد 5 ألقاب، حيث حقق بعد ذلك 4 ألقاب للمونديال في أعوام 1962، 1970، 1994 وأخيرا 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
هداف كأس العالم 1958
شهدت البطولة تسجيل 126 هدفًا بواسطة 60 لاعبًا، دون أن يسجل أي لاعب هدفا في مرماه.
وكان جاست فونتين، نجم منتخب فرنسا الأسبق، هداف كأس العالم 1958 برقم قياسي أيضا، حيث سجَّل 13 هدفا ليصبح أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في نسخة مونديالية واحدة عبر تاريخ المسابقة الأعرق والأشهر في كرة القدم.
لكن أهداف فونتين المولود بمدينة مراكش المغربية لم تكن كافية لمنح منتخب بلاده اللقب الأول في تاريخه آنذاك، وجاء في المركز الثاني بترتيب الهدافين كل من البرازيلي بيليه والألماني هيلموت ران برصيد 6 أهداف لكل منهما.