خط الغاز المسال الخامس في الكويت.. رافد استراتيجي لمنظومة الطاقة
في ديسمبر/كانون الأول من عام 2022، أضافت الكويت إنجازاً جديداً بمنظومة الطاقة لديها، تمثل في إطلاق خط الغاز المسال الخامس في مصفاة ميناء الأحمدي.
واليوم في سبتمبر/أيلول 2024، أصبح الخط من أهم المشاريع الاستراتيجية لشركة البترول الوطنية الكويتية الهادفة إلى تطوير قدراتها وتعزيزها في معالجة وتصنيع الغاز الطبيعي.
ويعد خط الغاز المسال الخامس في مصفاة ميناء الأحمدي، ثاني أكبر مشاريع شركة البترول الوطنية الكويتية من حيث الأهمية والإنتاجية بعد الوقود البيئي.
ويهدف هذا الخط لتعزيز الطاقة الإنتاجية للغاز المسال والمكثفات بهدف الاستغلال الأمثل والكامل للغازات الناتجة عن عمليات الاستكشاف والإنتاج الجديدة من حقول النفط والغاز، مما يزيد القدرة الإنتاجية للمصنع من المشتقات الغازية عالية الربحية والتي تعتبر مصدراً رئيسياً للطاقة النظيفة على نطاق واسع نظراً لآثارها البيئية المحدودة.
تعظيم عوائد الثروات الهيدروكربونية.. والوقود النظيف
ويعمل ذلك الخط على استيعاب الكميات الحالية من الحقول التابعة لشركة نفط الكويت والشركة الكويتية لنفط الخليج والغاز البترولي المنتج من مصافي الشركة بهدف تحقيق أعلى عائد من ثروات البلاد الهيدروكربونية وتلبية احتياجاتها من الوقود النظيف.
وإلى جانب ما يوفره من فرص عمل للكوادر الوطنية يحظى المشروع بأهمية كبيرة نظرا إلى ارتباطه بالأهداف الرئيسية لاستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية للعام 2040 الساعية إلى التوسع في استكشاف وتصنيع الغاز الطبيعي المصاحب وغير المصاحب للنفط الخام وإنتاج مشتقات نفطية ذات ربحية عالية تلبي متطلبات الأسواق العالمية وتتوافق مع اشتراطاتها البيئية.
ويعمل مصنع الغاز المسال في مصفاة ميناء الأحمدي بخطوطه الخمسة على تلبية احتياجات السوق المحلية من الغاز البترولي المسال ويسهم أيضا في تزويد وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة باحتياجاتها من غاز الوقود المستخدم في توليد الكهرباء كما يعتبر المزود الرئيسي للصناعات التحويلية المحلية.
وعلاوة على ذلك ينتج مصنع الغاز المسال في مصفاة ميناء الأحمدي مشتقات غازية هيدروكربونية عالية الجودة تستخدم محليا في أسطوانات الغاز المنزلي وإنتاج وقود السيارات كما يتم تصديرها عالميا.
وتحتل هذه الغازات أهمية عالية نظرا إلى استخدامها في العديد من الصناعات لاسيما البتروكيماوية مما يعزز أهمية مصنع الغاز المسال في مصفاة ميناء الأحمدي وربحية عوائد مؤسسة البترول الكويتية.
ويحتوي خط الغاز المسال الخامس على وحدة إضافية لمعالجة وقود الغاز وإنتاج وقود غاز نظيف بعد تقليل نسبة غاز كبريتيد الهيدروجين السام من 2400 جزء في المليون إلى 50 جزءا في المليون فقط "كحد أقصى" وتسهم تلك الوحدة الجديدة في تحسين جودة وقود الغاز بما يتوافق مع الاشتراطات البيئية وتعزيز مستويات الأمن والسلامة في المصفاة.
- بان كي مون: الأكثر تهميشاً يتحملون خسائر المناخ والمليارديرات يجنون الأرباح
- «رولز رويس» تغذّي أوروبا بمحطات طاقة نووية صغيرة.. ما أهميتها؟
طاقة إنتاجية ضخمة
وقال نائب الرئيس التنفيذي لمصفاة ميناء الأحمدي شجاع العجمي -بحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا" اليوم الأحد- إن الطاقة الإنتاجية اليومية لخط الغاز المسال الخامس تبلغ 805 ملايين قدم مكعبة قياسية من الغاز و106 آلاف برميل من المكثفات والغاز البترولي المسال فيما تبلغ الطاقة اليومية الإجمالية لخطوط الغاز الخمسة مجتمعة 3125 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز و332 ألف برميل من الغاز المكثف والغاز البترولي المسال.
وذكر العجمي أن إنشاء المشروع تطلب وجود عدد كبير من العمالة بلغ نحو 6900 عامل في موقع المشروع بذروة مرحلة الإنشاء فيما بلغ إجمالي عدد ساعات العمل منذ بدايته إلى موعد التسليم الابتدائي نحو 58 مليون ساعة عمل من دون حوادث بفضل تضافر جهود الفريق المشرف على المشروع مع المقاول.
وأضاف أنه إيماناً من الشركة بأهمية دعم الكوادر الوطنية فقد نظمت 60 دورة لتدريب وتأهيل أكثر من 100 مهندس كويتي من مختلف الدوائر والأقسام خلال فترة العمل على المشروع وعقدت هذه الدورات على مرحلتين الأولى في مقر الشركات المصنعة والأخرى في موقع عمل المشروع.
وفيما يتعلق بتكلفة المشروع الإجمالية أفاد بأنها بلغت 428 مليون دينار (نحو 1.39 مليار دولار) وبلغ نصيب القطاع الخاص المحلي فيها نحو 29.7% مما يشكل قيمة مضافة للاقتصاد المحلي.
وعن أبرز التحديات التي واجهت المشروع الضخم؛ بيّن "العجمي" أن المشروع شهد بعض التحديات على مختلف مستويات ومراحل التنفيذ منها تسريع وتيرة العمل وحث المقاول المنفذ على الالتزام بالجدول الزمني للمشروع ومتابعة أعمال التوريد أولاً فأولاً لضمان كفاءتها كذلك الإشراف على أعمال الإنشاء والتركيب في موقع المشروع.
وأوضح أن المشروع واجه أيضاً تحديات غير مسبوقة تمثلت في الأمطار الغزيرة التي هطلت على الكويت في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وتسببت بأضرار كبيرة بموقع المشروع مما أدى بالتالي إلى تأخير جدوله الزمني نتيجة ضخامة حجم أعمال الإصلاح المطلوبة.
وذكر أن (جائحة كورونا) كانت من أكبر التحديات التي واجهت المشروع؛ إذ تم إيقاف معظم المشاريع والأنشطة في العالم وتسببت في تأخير تنفيذ الأعمال نتيجة إجراءات العزل والتباعد وصعوبة طلب العمالة من الخارج.
ولفت إلى أنه على الرغم من كل هذه التحديات فإن شركة البترول الوطنية الكويتية بذلت جهودا كبيرة للتغلب عليها وتنفيذ المشروع عبر التنسيق مع المقاول المنفذ والجهات المعنية لتسهيل تنفيذ الأعمال.
وأوضح أن الشركة لم تغفل عن الجوانب الإنسانية خلال مراحل تنفيذ المشروع إذ أظهرت اهتماما بالغا بالجانب النفسي للعمالة أثناء الحظر ومنع السفر خلال جائحة كورونا وأعدت حملات توعية بالتعاون مع مستشارين واختصاصيين نفسيين للتخفيف من الضغوط التي مر بها العمال وفهم مشكلاتهم ومساعدتهم في هذه الظروف غير الاعتيادية.
وقال "العجمي" إن المشروع شهد تركيب أبراج ضخمة يتجاوز وزن الواحد منها 1.4 ألف طن كذلك استخدام 3.67 مليون متر من الأنابيب في وقت بلغ وزن الفولاذ المستخدم فيه نحو 14 ألف طن كما تجاوز طول كوابل الأدوات الدقيقة ألف كيلومتر.
وأشار إلى أن المشروع شهد كذلك تركيب عدد 589 من المعدات بلغ وزنها الإجمالي ما يقارب 19 ألف طن وصب 37 ألف متر مكعب من الخرسانة كقواعد للمعدات وحاملات الأنابيب.
aXA6IDQ0LjIwMC45NC4xNTAg جزيرة ام اند امز